بسم الله الرحمن الرحيم (الباب الحادي وأربعمائة في معرفة منازلة الميت والحي ليس له إلى رؤيتي من سبيل) قد استوى الميت والحي * في كونهم ما عندهم شئ مني فلا نور ولا ظلمة * فيهم ولا ظل ولا في رؤيتهم إلى معدومة * فنشرهم في كونها طي وفهمهم إن كان معناهم * عنه إذا حققته عي قال الله عز وجل لا تدركه الأبصار وقال عز وجل لموسى ع لن تراني وكل مرئي لا يرى الرائي إذا رآه منه إلا قدر منزلته ورتبته فما رآه وما رأى إلا نفسه ولولا ذلك ما تفاضلت الرؤية في الرائين إذ لو كان هو المرئي ما اختلفوا لكن لما كان هو مجلي رؤيتهم أنفسهم لذلك وصفوه بأنه يتجلى وأنه يرى ولكن شغل الرائي برؤيته نفسه في مجلي الحق حجبه عن رؤية الحق فلذلك لو لم تبد للرائي صورته أو صورة كون من الأكوان ربما كان يراه فما حجبنا عنه إلا أنفسنا فلو زلنا عنا ما رأيناه لأنه ما كان يبقى ثم بزوالنا من يراه وإن نحن لم نزل فما نرى إلا أنفسنا فيه وصورنا وقدرنا ومنزلتنا فعلى كل حال ما رأيناه وقد نتوسع فنقول قد رأيناه ونصدق كما أنه لو قلنا رأينا الإنسان صدقنا في أن تقول رأينا من مضى من الناس ومن بقي ومن في زماننا من كونهم إنسانا لا من حيث شخصية كل إنسان ولما كان العالم أجمعه وآحاده على صورة حق ورأينا الحق فقد رأينا وصدقنا وإن نظرنا إلى عين التمييز في عين عين لم نصدق وأما قوله ص في حديث الدجال ودعواه إنه إله فعهد إلينا رسول الله ص أن أحدنا لا يرى ربه حتى يموت لأن الغطاء لا ينكشف عن البصر إلا بالموت والبصر من العبد هوية الحق فعينك غطاء على بصر الحق فبصر الحق أدرك الحق ورآه لا أنت فإن الله لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ولا ألطف من هوية تكون عين بصر العبد وبصر العبد لا يدرك الله وليس في القوة أن يفصل بين البصرين والخبير علم الذوق فهو العليم خبرة إنه بصر العبد في بصر العبد وكذا هو الأمر في نفسه وإن كان حيا فقد استوى الميت والحي في كون الحق تعالى بصرهما وما عندهما شئ فإن الله لا يحل في شئ ولا يحل فيه شئ إذ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير فكل سمع وبصر * هوية الحق وقد فانظر إذا أبصرت من * تبصره وتر العدد وكن به معترفا * في كل غي ورشد (الباب الثاني وأربعمائة في معرفة منازلة من غالبني غلبته ومن غالبته غلبني فالجنوح إلى السلم أولى) من غالب الحق ما ينفك ذا نصب * ولا يزال مع الأنفاس في تعب فاجنح إلى السلم لا تجنح إلى الحرب * وإن تحارب فخيل الله في الطلب أني نصحتك فاسمع ما أفوه به * إن الهلاكين مقرونان بالحرب
(٢)