(الباب السادس والخمسون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله تبارك الذي بيده الملك وهو من أشياخنا درج سنة تسع وثمانين وخمسمائة رحمه الله) تبارك الملك وللإمام * بالكشف والحال والمقام وهو الذي لا يزال ملكا * في كل حال على الدوام ل ه الكمال الذي تراه * في كونه أعين الأنام له الكمال الذي تراه * يزيد قدرا على التمام مرتبا للأمور كشفا * في عالم النور والظلام يشهد في الانتباه عينا * عين الذي كان في المنام نسأله في الكلام وحيا * فجاد بالوحي في الكلام كان هذا الهجير والمقام لشيخنا أبي مدين وكان يقول أبدا سورتي من القرآن تبارك الذي بيده الملك وهي مختصة بالإمام الواحد من الإمامين ولها الزيادة دائما في الدنيا والآخرة فإنها مختصة بالملك والزيادة إنما تكون من الملك فإذا تكررت تضاعف على الذاكر ما ينعم الله به على عبده والناس على مراتب مختلفة وتكون زياداتهم على حسب مراتبهم بما هم فيه فمن كان من أهل المعاني كانت الزيادة من المعاني ومن كان من أهل الحس كانت زيادته من المحسوسات قد علم كل أناس مشربهم فلو أعطى في المزيد خلاف ما تعطيه مرتبته لم يقم به رأسا فينسب إلى سوء الأدب وإذا وافق رتبته وقع به الفرح منه والقبول وزاد في الشكر فتضاعف له المزيد واعلم أن هذا الذاكر بهذا الذكر الخاص لا بد أن ينقدح له أن عينيه يد الحق الذي بها الملك فيرى الحق يعطي به من لا يرى أنه يده فيكون الحق مشكورا عند المنعم عليهم من جهة هذا الذاكر فيجني ثمرة نعيم كل منعم عليه فيشركهم في كل نعيم ينالونه من أي نوع كان من الإنعام وهذا لا يكون إلا لمن كمل من رجال الله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السابع والخمسون وخمسمائة في معرفة ختم الأولياء على الإطلاق) ألا إن ختم الأولياء رسول * وليس له في العالمين عديل هو الروح وابن الروح والأم مريم * وهذا مقام ما إليه سبيل فينزل فينا مقسطا حكما بنا * وما كان من حكم له فيزول فيقتل خنزير أو يدمغ باطلا * وليس له إلا الإله دليل يؤيده في كل حال بآية * يراها برأي العين فهو كفيل يقيم بإعلام الهدى شرع أحمد * يكون له منه لديه مقيل يفيض عليه من وسيلة ملكه * ولكنه في حالتيه نزيل اعلم وفقنا الله وإياك أن الله تعالى من كرامة محمد ص على ربه أن جعل من أمته رسلا ثم إنه اختص من الرسل من بعدت نسبته من البشر فكان نصفه بشرا ونصفه الآخر روحا مطهرة ملكا لأن جبريل وهبه لمريم بشرا سويا رفعه الله إليه ثم ينزله وليا خاتم الأولياء في آخر الزمان يحكم بشرع محمد ص في أمته وليس يختم إلا ولاية الرسل والأنبياء وختم الولاية المحمدي يختم ولاية الأولياء لتتميز المراتب بين ولاية الولي وولاية الرسل فإذا نزل وليا فإن خاتم الأولياء يكون ختما لولاية عيسى من حيث ما هو من هذه الأمة حاكما بشرع غيره كما إن محمدا خاتم النبيين وإن نزل بعده عيسى كذلك حكم عيسى في ولايته بتقدمه بالزمان خاتم ولاية الأولياء وعيسى منهم ورتبته قد ذكرناها في كتابنا المسمى عنقاء مغرب فيه ذكره وذكر المهدي الذي ذكره رسول الله ص فأغنى عن ذكره في هذا الكتاب ومنزلته لا خفاء بها فإن عيسى كما قال رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى السفر الأحد والثلاثون
(١٩٥)