هذه النسخة سبعة وثلاثون مجلدا وفيها زيادات على النسخة الأولى التي وقفتها على ولدي محمد الكبير الذي أمه فاطمة بنت يونس بن يوسف أمير الحرمين وفقه الله وعلى عقبه وعلى المسلمين بعد ذلك شرقا وغربا برا وبحرا وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين (صورة ما وجدناه بالطبعة الأولى التي صار طبع تلك النسخة عليها وهي تحتوي على ترجمة المؤلف رضي الله عنه) (خاتمة نسأل الله تعالى حسنها) يقول راجي رحمة المنان محمد قطة العدوي ابن المرحوم الشيخ عبد الرحمن مصحح دار الطباعة المصرية لا زالت بنشر كتب العلوم والمعارف خليقة حرية بعد جميل الثناء على من أفاض بحار أسراره على من شاء من عباده وجزيل الصلاة والتحية على أفضل من شمر في إرشاد الخلق عن ساعد جده واجتهاده وعلى جميع الآل والصحابة وسائر أمة الإجابة قد تم طبع هذا الكتاب الذي هو من أعظم المآثر الجميلة وأكبر المفاخر الحميدة الجليلة في أيام من بزغت شمس مرحمته في أفق الديار المصرية ووكفت سحائب معدلته على من في حوزتها من كافة الرعية ولم شعثها وقوم أودها وأحيى معالمها وجددها وأفاض عليها نيل كرمه وجوده حتى قرت عينها بوجوده غرة جبهة عصره ووحيد دهره وعزيز مصره الخديوي الأعظم والداور الأكرم حضرة أفندينا محمد سعيد باشا لا زالت جيوش الجور بسيف عدالته تتلاشى ولا برحت الحكومة بسنا طلعته باسمة الثغر وببث محامده طيبة العرف والنشر آمين بجاه سيد كل أمين وبعد أن تم طبعه على هذا المنوال وبلغ تمثيله حد الكمال أشار على من لا تسعني مخالفته وتتأكد على طاعته صاحب المعارف التي لا تنكر والآداب التي هي أشهر من أن تذكر من إذا أنشأ وشى بقلمه طراز الطروز وأبرز بيراعه من بنات فكره ما يزدري بكل خود عروس كيف لا وهو على الهمة وجودة رأيه تنير من المعضلات الليالي المدلهمة حضرة ناظر الوقائع والمطبعة أتحفه الله تعالى بالعز والإقبال ومتعة أن أذيل هذا الكتاب الذي تم طبعه وعم في سائر الآفاق خيره ونفعه بنبذة مختصرة تتضمن ترجمة صاحبه وذكر شئ من مآثره ومناقبه لتتم بذلك الفائدة وتعود علينا من عوائد بركاته عائدة فبادرت إلى مقتضى إشارته ولم آل جهدا في إجابته ملخصا ذلك من كتاب نفح الطيب فأقول وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب إن مؤلف هذا الكتاب هو الشيخ الأكبر ذو المحاسن التي تبهر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم أخي عدي بن حاتم يكنى أبا بكر ويلقب بمحيي الدين ويعرف بالحاتمي وبابن عربي بدون ألف ولام حسبما اصطلح عليه أهل المشرق فرقا بينه وبين القاضي أبي بكر بن العربي وكان بالمغرب يعرف بابن العربي بالألف واللام وكان أيضا يعرف في الأندلس بابن سراقة كما سيأتي إن شاء الله تعالى ولد يوم الاثنين أو ليلته سابع عشر رمضان سنة 560 في مرسية (وهي بضم الميم وسكون الراء وكسر السين المهملتين ثم مثناة تحتية وفي آخرها هاء مدينة محدثة إسلامية بنيت في أيام الأمويين الأندلسيين وهي في شرق الأندلس تشبه إشبيلية في غربه بكثرة المنازه والبساتين) وقرأ القرآن على أبي بكر بن خلف في إشبيلية بالسبع بكتاب الكافي وحدثه به عن ابن المؤلف أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني عن أبيه وقرأ أيضا السبع بالكتاب المذكور على أبي القاسم الشراط القرطبي وحدثه به عن ابن المؤلف (وإشبيلية من قواعد الأندلس ولها خمسة عشر بابا وهي من غرب الأندلس وجنوبه وبينها وبين قرطبة أربعة أيام وهي مدينة أولية ومعنى اسمها المدينة المنبسطة) وسمع على أبي بكر محمد بن أبي جمرة كتاب التيسير للداني عن أبيه عن المؤلف وسمع على ابن زرقون وأبي محمد عبد الحق الإشبيلي الأزدي وغير
(٥٥٤)