تقرض الله ما طلب منك من القرض وتعلم أنه ما طلبه منك إلا ليعود به وبأضعافه عليك من جهة من تعطيه إياه من المخلوقين فمن أقرض أحدا من خلق الله فإنما أقرض الله وليس الحسن في القرض إلا أن ترى يد الله هي القابضة لذلك القرض لا غير فتعلم عند ذلك في يد من جعلت ذلك وهو الحفيظ الكريم وأما قبضه ما يقبضه للدلالة عليه كقبض الظل إليه ليعرفك بك وبنفسه لأنه ما خرج الظل إلا منك ولولا أنت لم يكن ظل ولولا الشمس أو النور لم يكن ظل وكلما كثف الشخص تحققت أعيان الظلال فالأمر بينك وبينه كما قررنا في الوجود بين الاقتدار الإلهي وبين القبول من الممكن مهما ارتفع واحد منهما ارتفع الوجود الحادث كذلك إذا ارتفع العين المشرق والجسم الكثيف الحائل عن نفوذ هذا الإشراق فيه حدث الظل فالظل من أثر نور وظلمة ولهذا لا يثبت الظل عند مشاهدة النور كما لا تثبت الظلمة لأنه ابنها فإن للظلمة ولادة على الظل بنكاح النور فما قابل النور من الجسم الكثيف أشرق فذلك الإشراق هو نكاح النور له وبنفس ما يقع النكاح تكون ولادته للظل فنفس النكاح نفس الحمل نفس الولادة في زمان واحد كما قلنا في زمان وجود البرق انصباغ الهواء وظهور المحسوسات وإدراك الأبصار لها والزمان واحد والتقدم والتأخر معقول وهكذا الظل فافهم ومن هذه الحضرة سماع ما يقبضك ورؤية ما يقبضك فلو لم يقبض المسموع الذي قبضك ما كنت مقبوضا وكذلك الرؤية فأنت القابض المقبوض فما أتى عليك إلا منك فلو أزلت الغرض عند السماع أو الرؤية لكنت قابضا ولم تكن مقبوضا غير إن هذه الحقيقة لا ترتفع من العالم لأن الاستناد قوى بقوله اتبعوا ما سخط الله وليس إلا القبض فإذا أخبر الحق بوجود الأثر في ذلك الجناب فأين يخرج العبد من حكمه لذلك قال في نعيم الجنان ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم وليس إلا نيل الأغراض فتحقق حكم هذه الحضرة وما تعطيه في الإنسان والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (حضرة البسط وهي للاسم الباسط) لا يفرح العاقل في بسطه * إلا إذا بشره الله على لسان صادق منجد * ومتهم يعلمه الله فإنه الصادق في قوله * له إذا يحشره الجاه لا تمتري في صدق إرساله * لكونها أعلمها الله فلا تقولوا مثل ما قال من * يقول إذ قيل له ما هو ماهية ما ثم مجهولة * فافرح فإن الواحد الله يدعى صاحبها عبد الباسط لها حكم وأثر قديما وحديثا فمن أرضى الله فقد منع غضبه وبسط رحمته والله يقبض ويبسط فله الحكم كله * ولي الحكم جله * فهو الحق أصلنا * وأنا العبد ظله فإذا دام غيشه * فإنا منه ظله * ما لي أمر يخصني * بل لي الأمر كله إن أسأنا فعدله * إن يشأ ذاك فصله * كل جنس يعمنا * وأنا منه فضله أي فصل مقوم * أنا منه فشكله * شكل ذاتي وفيضه * عين فيضي أو مثله فله الحكم في عباده من هاتين الحضرتين غير أن المحال تختلف فيختلف البسط لاختلافها والأحوال تختلف فيختلف البسط لاختلافها فأما في محل الدنيا فلو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض فأنزل بقدر ما يشاء وأطلق له في الجنة البسط لكونها ليست بمحل تعن ولا تعد فإن الله قد نزع الغل من صدورهم فالعبد باتباع الرسول وأعني به الشرع الإلهي والوقوف عند حدوده ومراسمه بالأدب الذي ينبغي له أن يستعمله في ذلك الاتباع يؤثر في الجناب الأقدس المحبة في هذا المتبع فيحبه الله وإذا أحبه انبسط له فحال العبد في الدنيا عند انبساط الحق إليه أن يقف مع الأدب في الانبساط وهو قبض يسير أثره بسط الحق فالعبد ينقبض لقبض الحق ولبسطه وإن اختلف حكم القبض فيه أعني في الدنيا لأجل التكليف فمن المحال كمال البسط في الدنيا للأدب ومحال كمال القبض في الدنيا للقنوط غير إن حكم
(٢٢٤)