وإنما هو شيئان أو ما بلغ به التركيب حتى يكون أشياء ومع هذا يقال فيه شئ من حيث أحدية المجموع والتركيب لا من حيث أحدية كل شئ في هذا المجموع وقد يكون واحد العين مرتبته فإن الله واحد في ألوهيته فهو واحد المرتبة ولهذا أمرنا أن نعلم أنه لا إله إلا هو وما تعرض للذات جملة واحدة فإن أحدية الذات تعقل ولكن هل في الوجود من هو واحد من جميع الوجوه أم لا في ذلك وقفة فإن الأحدية لكل شئ قديما وحديثا معقولة بلا شك لا يمتري فيها من له مسكة عقل ونظر صحيح ثم إذا نظرت في هذا الواحد لا بد وإن تحكم عليه بنسبة ما أدناها الرتبة فإنه لا يخلو عن رتبة يكون عليها في الوجود فأما أن يكون مؤثرا اسم فاعل أو مؤثرا فيه اسم مفعول أو المجموع أو لا واحدا منهما فالمؤثر هو الفاعل والمؤثر فيه هو محل الانفعال فما في الوجود إلا المجموع وما وقع من التقسيم العقلي إلا المجموع فما ثم مستقل بالتأثير فإن القابل للأثر له أثر بالقبول في نفسه كما للقادر على التأثير فيه ومن حيث إن المنفعل يطلب أن يفعل فيه ما هو طالب له ففعل المطلوب منه ما طلبه هذا الممكن فهو تأثير الممكن في الواجب الفاعل فإنه جعله أن يفعل ففعل كما قال أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فالسؤال والدعاء أثر الإجابة في المجيب وإن لم يحدث في نفسه شئ لأنه ليس محلا للحوادث وإنما هذا الذي نثبته إنما هو أعيان النسب وهذا الذي عبر عنه الشرع بالأسماء فما من اسم إلا وله معنى ليس للآخر وذلك المعنى منسوب إلى ذات الحق وهو المسمى صفة عند أهل الكلام من النظار وهو المسمى نسبة عند المحققين فما في الوجود واحد من جميع الوجوه وما في الوجود إلا واحد واحد لا بد من ذلك ثم تكون النسب بين الواحد والأحد بحسب معقولية تلك النسبة فإن النسب متميزة بعضها عن بعض أين الإرادة من القدرة من الكلام من الحياة من العلم فاسم العليم يعطي ما لا يعطي القدير والحكيم يعطي ما لا يعطي غيره من الأسماء فاجعل ذلك كله نسبا أو اسما أو صفات والأولى أن تكون اسما ولا بد لأن الشرع الإلهي ما ورد في حق الحق بالصفات ولا بالنسب وإنما ورد بالأسماء فقال ولله الأسماء الحسنى وليست سوى هذه النسب وهل لها أعيان وجودية أم لا ففيه خلاف بين أهل النظر وأما عندنا فما فيها خلاف إنها نسب واسما على حقائق معقولة غير وجودية فالذات غير متكثرة بها لأن الشئ لا يتكثر إلا بالأعيان الوجودية لا بالأحكام والإضافات والنسب فما من شئ معلوم إلا وله أحدية بها يقال فيه إنه واحد وأما قول أبي العتاهية وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد فموجه مع التعري عن القرائن إلى أمور منها أن يكون الضمير في له وفي أنه يعودان إن على الشئ المذكور فكأنه يقول وفي كل شئ آية لذلك الشئ إنه يدل على إن ذلك الشئ واحد في نفسه وليس كذلك إلا عينه خاصة وقد يكون الضمير يعود على الله في له وفي أنه أي فيه دلالة على إن الذي أوجده واحد لا شريك له في إيجاد هذا الشئ وهو مقصود الشاعر بلا شك وما هي تلك العلامة والدلالة ومن هو العالم الذي تعطيه هذه الدلالة توحيد الموجد فاعلم إن الدلالة هي أحدية كل عين سواء كانت أحدية الواحد أو أحدية الكثرة فأحدية كل عين ممكنة تدل على أحدية عين الحق مع كثرة أسمائه ودلالة كل اسم على معنى يغاير مدلول الآخر فيحصل من هذا أحدية الحق في عينه واحدية الكثرة من أسمائه فكل شئ في الوجود قد دل على إن الحق واحد في أسمائه وفي ذاته فاعلم ذلك فما ثم توحيد ولا ثم كثرة * على غير ما قلناه فانظر تر الحقا وقل بعد هذا ما تشاء وترتضي * وثبت له الجمع المحقق والفرقا فما الأمر إلا بين خلق وخالق * فقل إن تشأ حقا وقل إن تشأ خلقا (الصمد حضرة الصمدية) ألجأت ظهري إلى ركني ومستندي * إلى المهيمن رب الناس والصمد وقلت يا منتهى الآمال أجمعها * لك التحكم في الأدنى وفي البعد إني تلوت كتابا فيه عرفني * بأنني إن أمت فيه فليس يدي لو أن ما قبضت كفي عليه لها * ملك لما نظرت عيني إلى أحد
(٢٩٤)