له الميمنة والقلب له لا حول ولا قوة إلا بالله فأثبت العبد والرب فاستصحاب الاسم الله لكل تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل هو معطي القوة لذلك التسبيح أو التهليل أو التحميد والتكبير لأنه لفظ يمكن أن يطلق إذا أطلق ويقيد بغير الله في الإضافة بأن يسبح شخصا ليس الله ويكبره ويحمده ويهلل ما ليس بإله كقوم فرعون فلا قوة لهذا الذكر على أمثاله إلا بالله فإنه ما يتجلى لك بشئ ليس هو الله فيقول لك أنا الله فتقول له أنت بالله إلا انعدم من ساعته إذ لم يكن الله وما رأيت من شهد هذا المشهد من رجال الله إلا رجل واحد من أهل قرطبة كان مؤذنا بالحرم المكي يقال له موسى بن محمد القباب كان من ساداتهم وهو تلميذ أبي الحسن بن خرازم بفاس فلا قوة على الثبوت إلا بالله حتى لو قالها بكلام الحق على لسان ذلك المتجلي ويقول له صاحب الكشف أنت بالله ما انعدم وثبت فهذا بعض ما ينتجه هذا الذكر والحمد لله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السابع والستون وأربعمائة في حال قطب كان منزله الحمد لله) الحمد لله في قيد وإطلاق * مثل الفروع التي قامت على ساق يمدها بالذي تبديه من ثمر * لشاهد الحس في أنفاس أعراق ونحن فرع لمن أبدى حقائقنا * ذات بذات وأخلاق بأخلاق قال الله تعالى آمرا قل الحمد لله اعلم أن الحمد والمحامد هي عواقب الثناء ولهذا يكون آخرا في الأمور كما ورد أن آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وقوله ص في الحمد لله إنها تملأ الميزان أي هي آخر ما يجعل في الميزان وذلك لأن التحميد يأتي عقيب الأمور ففي السراء يقال الحمد لله المنعم المفضل وفي الضراء يقال الحمد لله على كل حال والحمد و هو الثناء على الله وهو على قسمين ثناء عليه بما هو له كالثناء بالتسبيح والتكبير والتهليل وثناء عليه بما يكون منه وهو الشكر على ما أسبغ من الآلاء والنعم وله العواقب فإن مرجع الحمد ليس إلا إلى الله فإنه المثنى على العبد والمثنى عليه وهو قوله ص أنت كما أثنيت على نفسك وهو الذي أثنى به العبد عليه فرد الثناء له من كونه مثنيا اسم فاعل ومن كونه مثنيا عليه اسم مفعول فعاقبة الحمد في الأمرين له تعالى وتقسيم آخر وهو أن الحمد يرد من الله مطلقا و مقيدا في اللفظ وإن كان مقيدا بالحال فإنه لا يصح في الوجود إطلاق فيه لأنه لا بد من باعث على الحمد وذلك الباعث هو الذي قيده وإن لم يتقيد لفظا كأمره في قوله تعالى قل الحمد لله فلم بقيد وأما المقيد فلا بد أن يكون مقيدا بصفة فعل كقوله الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وكقوله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحمد لله فاطر السماوات وقد يكون مقيدا بصفة تنزيه كقوله الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا واعلم أن الحمد لما كان يعطي المزيد للحامد علمنا أن الحمد بكل وجه شكر وكذلك ما أعطى المزيد من الأذكار فهو شكر فهو حمد كله لأنه ثناء على الله فأما زيادته التي تحصل لمن أثنى عليه بما هو عليه فهي أن يعطيه الحق من العلم الذاتي به سبحانه ما يثني به عليه وهو قوله وقل رب زدني علما وأما إذا أثنى عليه بما يكون منه فإنه يزيده من ذلك ليثابر عليه بالثناء على الله به فعلى كل حال يعطي الزيادة وإن كان بين التحميدين فرقان ولكن من حيث ما هو تحميد من الخلق فهو عطاء أعطاه الله إياه وكل عطاء يقبل المعطي الزيادة منه فإنا لا نحمده إلا بما أعلمنا أن نحمده به فحمده مبناه على التوقيف وقد خالفنا في ذلك جماعة من علماء الرسوم لا من العلماء الإلهيين فإن التلفظ بالحمد على جهة القربة لا يصح إلا من جهة الشرع ولو استصبح هذا المخالف بنور الإنصاف لعلم أن الصدق حسن وهو يقول به إنه حسن لذاته ومع هذا فإنه يقبح في مواطن ويأثم القائل به فلهذا لا يتمكن أن يقال على جهة القربة وإن عقل إنه خير إلا حتى يقول الحق اذكروني فأما إن يطلق بكل ذكر ينسب إليه الحسن في العرف وهو من مكارم الأخلاق وإما أن يقيده فيعين ذكرا خاصا فالثناء على الله بما هو فاعل ثناء عرفي يثني به المخلوق على الخالق ما لم ينه عنه إذا كان ذلك الثناء مما يعظم في العالم فقد يكون من حيث ما هو فاعل وليس بعظيم في العالم فإذا ذكر بما هذا مثله نكر ومثاله أن نقول الحمد لله خالق كل شئ فيدخل فيه كل مخلوق معظم ومحقر ومثال
(٩٦)