الاستعداد وعين حصول التجلي عين حصول العلم لا يعقل بينهما بون كوجه الدليل في الدليل سواء بل هذا أتم وأسرع في الحكم وأما التجلي الذي يكون معه البقاء والعقل وإلا لالتذاذ والخطاب والقبول فذلك التجلي الصوري ومن لم ير غيره ربما حكم على التجلي بذلك مطلقا من غير تقييد والذي ذاق الأمرين فرق ولا بد وبلغني عن الشيخ المسن شهاب الدين السهروردي ابن أخي أبي النجيب أنه يقول بالجمع بين الشهود والكلام فعلمت مقامه وذوقه عند ذلك فما أدري هل ارتقى بعد ذلك أم لا وعلمنا أنه في مرتبة التخيل وهو المقام العام الساري في العموم وأما الخواص فيعلمونه ويزيدون بأمر ما هو ذوق العامة وهو ما أشار إليه السياري ونحن ومن جرى مجرانا في التحقيق من الرجال والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الأحد والخمسون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) كل من يعمل ما كلف به * فبه يسعد حقا فانتبه ثم للشارع فيه نظر * ويرى الله الذي قد جئت به فيرى المنصف يسعى جاهدا * وكذا كل لبيب منتبه يسع في تحصيل زاد مبلغ * من حلال لا بزاد مشتبه إنما ينظر في أعمالنا * من له الحكم الذي يحكم به قال الله تعالى ألم يعلم بأن الله يرى ولكل راء عين تليق به فيدرك من المرئي بحسب ما تعطيه قوة ذلك العين فثم عين تعطي الإحاطة بالمرئي وليس ذلك إلا الله وأما ما يراه الرسول والمؤمنون فليس إلا رؤية خاصة ليس فيها إحاطة فيراه الرسول بحسب ما أرسل به وكذلك المؤمن يراه بقدر ما علم من هذا الرسول فليست عين المؤمن تبلغ في الرتبة إدراك عين الرسول فإن المجتهد مخطئ ومصيب والرسول حق كله فإن له التشريع وهو العين المطلوبة لطالب الدلالة فإذا قامت صورة العمل نشأة كاملة كان العمل ما كان من المكلف يراها الله من حيث أراها الرسول والمؤمنين ومن حيث لا يرونها أعني تلك الصورة العملية ويراها الرسول من حيث ما يراها المؤمنون ومن حيث ما يراها ويرى أيضا المؤمنون ذلك العمل من حيث يرونها لا من حيث يراها الرسول فالرسول مقرر حكم المجتهدين والمجتهدان يتنازعان ويخطئ كل واحد منهما صاحبة فلو ساوت الرؤية من كل ذي عين لما كان في العالم نزاع وإلى الله يرجع الأمر كله في ذلك فإذا حكم في الأمور بنفسه بما ذا يحكم هل بما يراه أو بما يراه الرسول أو بما يراه المؤمنون فصاحب هذا الذكر يرى مواطن في القيامة يحكم فيها تبلغ في الرتبة إدراك عين الرسول فإن المجتهد مخطئ ومصيب والرسول حق كله فإن له التشريع وهو العين بما يراه الرسول في العمل لا بما يراه الله ومواطن يحكم فيها الله بما يراه المؤمنون لا بما يراه الرسول ومواطن يحكم فيها بالمجموع فإذا وقف هذا الذاكر على هذه الأحكام وشاهد هذه المواطن فهو صاحب ذكر له والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثاني والخمسون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك الآية) من كان مثل أبيه في تصرفه * يأتي إلى الحق مهما نفسه ظلما واستغفر الله مما قد عصاه به * وزاد قدرا على مقداره وسما ثم اجتباه بما قد خصه وهدى * من الرجوع عليه بالذي حكما للشرع فيه موازين معدلة * يقضي بها صاحب الحق الذي علما في حالة العدل والإحسان يطلبها * منه ويخرج بالإحسان من فهما قال الله تعالى مخبرا عن آدم ع ربنا ظلمنا أنفسنا فالظالم نفسه لا الظالم لنفسه هو الذي يرجع إلى ربه
(١٩٢)