إلا جاهل بالأمر وفي ليس كمثله شئ ما يقع به الاستغناء لو فهموه وما رأينا أحدا ممن يدعي فيه أنه من فحول العلماء من أي صنف كان من أصناف النظار إلا وقد تكلم في ذات الحق غير أهل الله من تحقق منهم بالله فإنهم ما تعرضوا لشئ من ذلك لأنهم رأوه عين الوجود كما أشهدهم فهم يتكلمون عن شهود فلا يسلبون ولا ينفون ولا يشبهون والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (حضرة الأمان وهي للاسم المؤمن) معطي الأمان المؤمن الرب الذي * ما زال يدعوه الورى بالمؤمن فهو العليم بحقه وبحقنا * وبماله منا وما للممكن (ولهذا الاسم أيضا) إذا كان الأمان لكل خائف * فقد حاز المشاهد والمواقف وآتاه المنزه كل شئ * على كتب وأشباه المعارف فيصبح عارفا لا يعتريه * قصور في الهبات وفي العوارف ولولا غيرة الرحمن فينا * لا ثبت الأمان لكل عارف ولكني سترت لكون ربي * يريد الستر في حق المكاشف وهي لعبد المؤمن فإن كل حضرة لها عبد كما لها اسم إلهي فأول حضرة تكلمنا فيها هي لعبد الله ويتلوها عبد ربه لأعبد الرب فإنه ما أتى هذا الاسم في كلام الله إلا مضافا ثم عبد الرحمن ثم عبد الملك ثم عبد القدوس ثم عبد السلام ثم عبد المؤمن وله هذه الحضرة وتحققت بهذه العبودية بعد دخولي هذا الطريق بسنة أو سنتين تحققا لم ينله في علمي أحد في زماني غيري ولا ابتلي فيه أحد ما ابتليت فيه فقطعته بحيث إنه ما فاتني منه شئ وصفا لي الجو ولم يحل بيني وبين خبر السماء وعصمني الله من التفكر في الله فلم أعرفه إلا من قوله وخبره وشهوده وبقي فكري معطلا في هذه الحضرة وشكرني فكري على ذلك وقال لي الفكر الحمد لله الذي عصمني بك عن التصرف والتعب فيما لا ينبغي لي أن أتصرف فيه فصرفته في الاعتبار وبايعني على أني لا أصرفه إلا في الشغل الذي خلق له متى صرفته فأجبته إلى ذلك فما قصرت في حق قواي كلها حيث ما تعديت بها ما خلقت له وحصل لها الأمان من جهتنا في ذلك فأرجو أنها تشكرني عند الله وأعني القوي الروحانية التي خلق الله فينا واعلم أن هذه الحضرة ما لها في الكون سلطان إلا في الأخبار الإلهية وهي على قسمين عند من دخل إلى هذه الحضرة وتحقق بها القسم الواحد الخبر الإلهي الآتي من عند الله المسمى صحفا أو توراة أو إنجيلا أو قرآنا أو زبور أو كل خبر أخبر به عن الله ملك أو رسول بشري أو كلم الله به بشرا وحيا أو من وراء حجاب هذا الذي عليه أهل الايمان وأهل الله والقسم الآخر يقول به طائفة من أهل الله أكابر في كل خبر في الكون من كل قائل وأصحاب هذا القسم يحتاجون إلى حضور دائم وعلم بمواقع الأخبار وأعني بالعلم العلم بمواقع الأخبار وهو أنهم يعرفون الخطاب الوارد على لسان قائل ما ممن له نطق في الوجود أين موقعه من العالم أو من الحق فيبرزون له آذانا منهم واعية لا يسمعونه إلا بتلك الآذان فيتلقونه ويطلبون به متعلقة حتى ينزلوه عليه ولا يتعدوه به وهذا لا يقدر عليه إلا من حصر أعيان الموجودات أعني أعيان المراتب لا أعيان الأشخاص فيلحقون ذلك الخبر بمرتبته فهم في تعب ومشقة فإن المتكلم مستريح في كلامه وهذا متعوب في سماعه ذلك الكلام فإنه لا يأخذه إلا من الله فينظر من يراد به فيوصله إلى محله فيكون ممن أدى الأمانة إلى أهلها ولهذا كان بعضهم يسد أذنيه بالقطن حتى لا يسمع كلام العالم ولله رجال هان عليهم مثل هذا فبنفس ما يسمعون الخطاب من الله تقوم معهم مرتبة هذا الخطاب فينزلوه فيها من غير مشقة والحمد لله الذي رزقنا الراحة في هذا المقام فإنه كشف لطيف وذلك أن الخطاب الإلهي العام في السنة القائلين من جميع الموجودات مرتبة ذلك القول معه يصحبه فإنه قول إلهي في نفس الأمر وإن كان لا يعلمه إلا القليل فعند ما يسمعه الكامل من رجال الله تعالى يشهد مع
(٢٠٤)