الهجير فإنه ينفعك ولو قدرت أنه لا ينفك فإنه لا يضرك فقل به على كل حال واعتمد عليه ولا تك ممن يرد شهادة الله حين شهد لهم بذلك عندك وما شهد عندك حتى جعلك حاكما فأنزلك منزلته في الحكم وأنزل نفسه منزلتك في الشهادة فإن لم تحكم بما قررناه فقد رددت شهادة العدل وما إذا بعد الحق إلا الضلال فإني تصرفون إني أعظك أن تكون من الجاهلين ثم قوله إن كنتم صادقين أي إن صدقتم ولا تكتمون ما تجدونه في نفوسكم من قولي إنكم ما تدعون في الشدائد إلا الله الذي ما زالت قلوبكم منطوية عليه فهم بلا شك مصدقون لعلمهم فهل يصدقون إذا سألوا أم لا فقد يصدقون وقد يكذبون * وقد يعلمون وقد يجهلون فلا تصغين إلى قولهم * فإني عليم بما يقصدون فكن واحد العصر لا تلتفت * إلى ما يقولون إذ يفشرون فإني خبير بأقوالهم * وعلمي بهم أنهم يخرصون ولو كنت أدري بهم أنهم * إذا ما يقولونه يصدقون لقد كنت أصغى إلى قولهم * فهم إذ يقولون ما يشعرون فهم إذ يقولون ما في العما * وفي العرش إلا الذي يفترون فقد حرفوا القول فاستنصروا * عليهم بهم أنهم ينصرون ومتى لم يعلم الكاذب أنه كاذب فإنه غير مؤاخذ بكذبه فإن أخذ فما يؤاخذ إلا بتفريطه في تحصيل ما ينبغي له أن يحصله من العلم والعمل بما فيه نجاته وسعادته لا من جهة كذبه فلا يؤاخذ الكاذب إلا إذا كان عالما بكذبه في المواطن التي كلف إن يصدق فيها وهو الجاحد إذا كان هناك من يطلب منه الإقرار في ذلك الأمر المطلوب منه مثل قوله تعالى في حق من كان بهذه الصفة وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا وقد قررنا أنه إذا أخذ من لا يعلم أنه كاذب إنما يؤخذ من حيث إنه فرط في اقتناء العلم الذي يطلعه على هذا الأمر الذي كذب فيه من غير علم به أنه ليس بحق ففرق بين مؤاخذة الكاذب ومتى هو كاذب وبين مؤاخذة المفرط في اقتناء العلم الذي يعرفه الصدق من الكذب والصادق من الكاذب فينزل كل شئ منزلته بصفته وهذا عزيز في الناس قليل وجوده والله يقول الحق وهو يهدي السبيل جعلنا الله وإياكم من العلماء العاملين على كل حال ولا يحول بيننا وبين مقام الصادقين والصديقين أنه الملئ بذلك والقادر عليه آمين بعزته (الباب الثاني وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) لا تخونوا الله إن كنتم له * والأمانات كذاكم لا تخان لا تكن بالحمل إن حملتها * دون أمر جاهلا ليس تعان كل من حملها يحملها * بأمان فالأمانات أمان ولها حق على حاملها * ليس يدري ذاك إلا ذو عيان فيؤديها كما قال لنا * في الكتاب الحق من قال فكان ذاكم الله تعالى جده * في يراع ولسان وجنان قال رسول الله ص موصيا لا تسألوا الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير سؤال أعنت عليها وإن أعطيتها عن سؤال لم تعن عليها فالخيانة ثلاث أعني الذين يخانون خيانة الله وخيانة الرسول وخيانة الأمانات وما إيه الله في هذه الخيانات إلا بالمؤمنين فإن كنت مؤمنا فأنت المخاطب فأما خيانة الله في أمانته وخيانة الرسول وخيانة الأمانات فإنا أذكرها إن شاء الله تعالى لما قال الله تعالى إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها لأنها كانت عرضا لا أمرا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا يريد ظلوما
(١٣٨)