الذي نظر إليه الحق حين أوجده فإنه ما أوجده إلا ليسبحه بحمده وقال العبد يخلق في نفسه ما يعتقده فيعظمه ولا يحتقره فما يخلق الله أولى بالتعظيم وهذه نكتة عجيبة لمن تدبرها تحتها إعلام بالعلم بالله إن علمت وقال المفوض إلى الله أمره مقوض ما بناه الحق إلا أن يجل تقويضه مما بناه الحق فيه فلا يكون عند ذلك مقوضا وقال خطاب الله بضمير المواجهة تحديد وبضمير الغائب تحديد ولا بد منها ومن ذلك القرب المفرط من المفرط من الباب 395 قال إذا سألت فاسأل أن يبين لك الطريق إليه لا بل إلى سعادتك فإنه ما ثم طريق إلا إليه سواء شقي السالك أو سعد وقال ما أجهل من نزه الحق أن يكون شريعة لكل وارد هذا شؤم النظر الفكري وهل ثم طريق لا يكون هو عينه وغايته وبدءه وقال لولا نور الايمان ما علمت ما يعطيه العيان فلا أقوى من المؤمن حاسا وقال إلى الحيرة هو الانتهاء وما بيد العالم بالله من العلم بالله سواها ما أحسن الإشارة في كون الله ما ختم القرآن العظيم الذي هو الفاتحة إلا بأهل الحيرة وهو قوله ولا الضالين والضلالة الحيرة ثم شرع عقيبها آمين أي آمنا بما سألناك فيه فإن غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعت للذين أنعمت عليهم وهو نعت تنزيه ومن علم إن الغاية هي الحيرة فما حار بل هو على نور من ربه في ذلك رجعة المانح في منحته * هي برهان على خسته * هو كالكلب كذا شبهه * من حباه الله من رحمته بالذي فيها من اللين ومن * كرم الله ومن رأفته * فاز بالخير عبيد منحت * كفه المعروف من نعمته ووقاه الله شحا جبلت * نفسه فيه لدى نشأته * وهو المفلح بالنص كما * جاء في التنزيل في حكمته ومن ذلك ما تواضع عن رفعة إلا صاحب منعة من الباب 396 قال العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فلا يتواضع إلا مؤمن فإن له الرفعة الإلهية بالإيمان تواضع المؤمن نزول الحق إلى السماء الدنيا وقال العارف لا يعرف التواضع لأنه عبد وقال انظر بعقلك في سجود الملائكة لآدم فما صرفت وجوهها إلى التحت إلا وهو فيه لتشاهده في رتبته مشاهدة عين وقال ما كانت خلافة الإنسان إلا في الأرض لأنها موطنه وأصله ومنها خلق وهي الذلول وقال دعا الله العالم كله إلى معرفته وهم قيام فإن الله أقامهم بين يديه حين خلقهم فأسجدهم فعرفوه في سجودهم فلم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها أبدا وما عاين من هذا السجود سهل إلا سجود القلب وقال ما عرف الرسول ص طعم التواضع إلا صبيحة ليلة إسراءه لأنه نزل من أدنى من قاب قوسين إلى من أكذبه فاحتمله وعفا عنه ومن ذلك من خفي أمره جهل قدره من الباب 397 قال وما قدروا الله حق قدره فيما كيف به نفسه مما ذكره في كتابه وعلى لسان رسوله من صفاته وقال ما ثم حجاب ولا ستر فما أخفاه إلا ظهوره وقال لو وقفت النفوس مع ما ظهر لعرفت الأمر على ما هو عليه لكن طلبت أمرا غاب عنها فكان طلبها عين حجابها فما قدرت ما ظهر حق قدره لشغلها بما تخيلت أنه بطن عنها وقال ما بطن شئ وإنما عدم العلم أبطنه فما في حق الحق شئ بطن عنه فخاطبنا تعالى بأنه الظاهر والباطن والأول والآخر أي الذي تطلبه في الباطن هو الظاهر فلا تتعب ومن ذلك ما في التوقيعات الجوامع من المنافع من الباب 398 قال ما تخرج التوقيعات الإلهية إلى العالم إلا بحسب ما التمسوه من الحق والمقاصد مختلفة هذا إذا كانت التوقيعات عن سؤال وهي كل آية نزلت عن سؤال وسبب وقال كل سورة أو آية نزلت من عند الله فهي توقيع إلهي إما بعلم بالله أو بحكم أو بخبر أو بدلالة على الله فما نزل من ذلك ابتداء فابتلاء وما نزل عن سؤال فاعتناء وابتلاء وقال ما خرج توقيع عن سؤال إلا لإقامة حجة على السائل وقال الشرع الواجب الذي لا مندوحة عنه ما وقعه الحق ابتداء ودونه ما وقعه عن سؤال بقول أو حال وقال الوجود الديوان ويمين الحق الكاتبة الموقعة فكل خبر إلهي جاء به رسول من عند الله فهو توقيع فاعمل بحسب الوقت فيه فإن الأمر ناسخ ومنسوخ ومن ذلك ما تعطيه الحضرة في النظرة من الباب 399 قال الحضرة في عرف القوم الذات والصفات والأفعال وقال النظرة الإلهية في الخلق ما هو عليه الخلق من التصريف فإن العالم مسير لا مخير وقال نظر الحق في عباده إلى رتبهم لا إلى أعيانهم لهذا نزلت الشرائع على الأحوال والمخاطبون أصحابها وقال العالم بإنزال الشرائع يعرف ما خاطب الحق منه في نظره إليه وهو قوله وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه فالأحوال تطلب
(٤٠٧)