ومعلوم أنه ما ثم إلا محل وحال أي ما ثم إلا من يقبل اللون مثلا واللون فما هو المتلون وما ثم إلا من يقبل الحياة والحياة فما هو الحي وما ثم إلا من يقبل الحركة والحركة فما هو المتحرك ومن ذلك ما يجمع الظهر والبطن والحد والمطلع من الباب 417 قال ما من شئ إلا وله ظاهر وباطن وحد ومطلع فالظاهر منه ما أعطتك صورته والباطن ما أعطاك ما يمسك عليه الصورة والحد ما يميزه عن غيره والمطلع منه ما يعطيك الوصول إليه إذا كنت تكشف به وكل ما لا تكشف به فما وصلت إلى مطلعه وقال لا فرق بين هذه الأمور الأربعة لكل شئ وبين الأربعة الأسماء الإلهية الجامعة الاسم الظاهر وهو ما أعطاه الدليل والباطن وهو ما أعطاه الشرع من العلم بالله والأول بالوجود والآخر بالعلم وهو بكل شئ عليم فالضمير يعود على الضمير الأول في هو الأول فالأمر من غيب إلى غيب وضمير هو الأول يعود على هو على كل شئ وذلك الضمير يعود على الله وهو الاسم والاسم يطلب المسمى فلله الأول وهو بكل شئ الآخر وهو الأول الظاهر وهو على كل شئ الباطن فاعلم ومن ذلك سواء السبيل في طلب الحق بالدليل من الباب 418 قال لا سبيل إلى العلم بالله بدليل نظري ولا يوصل إلى العلم بالله إلا بتعريف الله فالعلم بالله تقليد وقال الكشف أعظم في الحيرة من برهان العقل عليه بخلاف التعريف وقال هو النور فله إحراق ما سواه فلا يكشف أي لا يدرك بالكشف قيل لرسول الله ص هل رأيت ربك قال نور أني أراه وبالبرهان فلا يعلم إلا وجوده ففي أي صورة يتجلى حتى يرى وقال وعد قوما برؤيته وذكر عن قوم أنهم محجوبون فما هو محجوب هو مرئي للجميع لكنه لا يعلم وقال بالعقل يعلم ولا يرى وبالكشف يرى ولا يعلم وهل ثم حالة أو مقام يجمع بين الرؤية والعلم وقال رؤيته مثل كلامه لا يكلم الله بشرا إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فهو الحجاب وهو الرسول وهو الوحي ومن ذلك رؤية الأهوال في الأحوال من الباب 419 قال صاحب محاسن المجالس الأعمال للجزاء والأحوال للكرامات والهمم للوصول وليس الكرامات سوى خرق العوائد في العموم وهي في الخصوص عوائد فلذلك تهول عند العامة وقال العاقل يهوله المعتاد وغير المعتاد ولذلك قال في المعتاد إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون وقال من نظر إلى الأمور كلها معتادها وغير معتادها بعين الحق ما هاله ما يرى ولا ما بدا مع تعظيمه عنده فإنه من شعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وقال كل ما في الكون آية عليه ولا يحصل في اليد منه شئ ومن ذلك تنبيه لا تضاهي النور الإلهي من باب 420 قال الحق لا يضاهي لأنه ليس كمثله شئ إنما الله إله واحد فأين المضاهي وقال صفات التشبيه مضاهاة مشروعة فما أنت ضاهيت وقال العقل ينافي المضاهاة والشرع يثبت وينفي والايمان بما جاء به الشرع هو السعادة فلا يتعدى العاقل ما شرع الله له وقال العاقل من هجر عقله واتبع شرعه بعقله من كونه مؤمنا وقال أكمل العقول عقل ساوى إيمانه وهو عزيز وقال لو تصرف العقل ما كان عقلا فالتصريف للعلم لا للعقل وقال للعقل لب وللألباب أحلام * وللنهى في وجود الكون أحكام تمضي الليالي مع الأنفاس في عمه * للخوض فيه وأيام وأعوام وما لنا منه من علم ومعرفة * إلا القصور وأقدام وإيهام العلم بالله نفي العلم عنك به * فكلما نحن فيه فهو أوهام وقال العاقل من قال لعقله أعقل أنه لا يعقل فمتى عقلت جهلت ومن ذلك منازل الأدباء من السماء والعرش والعماء من الباب 421 قال العالم الأديب ينزل الحق حيث أنزل نفسه لا يزيد عليه ولكن لا بد أن يعرف الزمان فإن زمان استواءه على العرش ما هو زمان نزوله إلى السماء ولا زمان كينونته في العماء وقال الحكم الذي يصحب الحق ولا يحكم عليه زمان خاص وهو معكم أينما كنتم فهو في العرش مع الحافين به وفي تلك الحالة هو في النزول مع أرواح العروج والنزول وفي تلك الحال هو في السماء يخاطب أهل الليل وفي تلك الحال هو في الأرض أي موجود غير الله يوصف بهذه الصفات ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو فإني تصرفون ومن ذلك إلحاق الأصاغر بالأكابر من الباب 422 قال قالت فأشارت إليه فأعادت الضمير من إليه على الخبير فقالوا لما عندهم من أحكام المواطن كيف نكلم من كان في المهد صبيا وإن كان
(٤١١)