فافهم واعقل ألا ترى المنتقم إذا سكن غضبه بالانتقام عفا وإن فرط في المنتقم منه الأمر بالقتل ندم إلا أن يكون في حد من حدود الله فإنه تطهير ومن ذلك الإبرام والنقض في لبعض من البعض من الباب 389 قال لولا ما أنت منه ما كني بك عنه قال تعالى في عيسى وروح منه وما في الوجود شئ إلا منه قال تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه وقال من أنزلك منزلته فقد أباح لك التصرف في رتبته فأظهر بصفته ولا تكن كأبي يزيد يغشى عليك في أول قدم كن محلا تكن للخلافة أهلا ما دمت في الدنيا فإذا انتقلت إلى العقبى فأنت بالخيار وقال اجهد أن لا تفارق حياتك فإنك إن فارقتها ما تدري هل ترجع إليها أو لمثلها وأنت قد ألفتها وصحبة من تعلم أولى من الغريب وقال العصمة والاعتصام ضربان اعتصام بالله واعتصام بحبل الله فإن كنت من أهل الحبل فأنت من أهل السبب وإن اعتصمت بالله كنت من أهل الله فإن لله من عباده أهلا وخاصة وقال حكم أهل الله ما تميزوا به من تحليهم لخلق الله بصورة الحق ومن لم يكن له هذا فليس من الأهل وهم أصحاب العرش وخاصة الله هم المقربون وإن لم يكن لهم هذا التجلي فالأهل أقرب من الخاصة ومن ذلك إحياء الموات بالنبات من الباب 390 قال الحيوان لا يتغذى إلا بالنبات فحياته حياته ولذلك إذا فقد الغذاء اضطرب وقال والله أنبتكم من الأرض نباتا فما تغذى إلا بالمشاكل والملائم وقال من ثبت نبت مثل سائر وقال الموت الأصل ولهذا كان لفناء من أحوال أهل طريق الله ليعرفوه ذوقا فهم في البقاء مع الله في حال فناء عنهم وقال وجعلنا من الماء كل شئ حي وما خرج إلا من الحجر وما جاد به الحجر إلا بعد الضرب بالعصا والعصا نبات وبالماء يحيي الأموات فأين درجة الحيوان من درجة النبات فانظر إلى حجر فاض على شجر * وانظر إلى مائع من نفس أحجار به الحياة وما تخشى إزالته * وانظر إلى ضارب من خلف أستار وقال الآجال محدودة والأيام معدودة وقال النفوس مقهورة والأنفاس محصورة وقال وجه الله أنت فأنت القبلة حيث كنت فلا تتوجه إلا إليك ما يظهر الخليفة إلا بصورة من استخلفه وأنت الخليفة في الأرض وهو الخليفة في الأهل ومن ذلك الحضرة الجامعة للأمور النافعة من الباب 391 قال من سمي الحق ذكره ومن شكره حمده ومن أثنى عليه رحمه ومن سلم إليه أمره مجده ومن استند إليه قبله ومن دعاه أجابه فكن مع الله كما هو معك وقال أنت المؤمن فأنت مرآته لذلك أنت الجامع لظهور صورته بك له وقال إذا ناجيت ربك فلا تناجه إلا بكلامه واحذر أن تخترع كلاما من عندك فتناجيه به فإنه لا يسمعه منك ولا تسمع له أجابه فتحفظ فإن ذلك مزلة قدم وقال كن تاليا لا تكن مقدما فإن قدمك الحق تقدم كالسابق والمصلي يقول النبي ص في الإمامة إن أعطيتها أعنت عليها وإن سألتها وكلت إليها فلا تسأل الإمارة فإنها يوم القيامة حسرة وندامة ومن ذلك اجتماع النازل والراقي وما بينهما عند التلاقي من الباب 392 قال عليك بالمنازلات فإنك مأمور بالقصد إليه وهم منعم بالنزول فانظر في أي حضرة أو منزلة يكون اللقاء فكن بحسبها وقال لا ينزل عليك إلا على الطريق الذي تعرج إليه ولولا ذلك لم تلتق وقال انظر بأي صفة عرجت إليه تجدها بعينها عين ما نزل بها إليك وليس إلا المناسبة ولولا ما هو الأمر هكذا ما كان اللقاء وقال لا تعامل الله بالإمكان ولكن عامله بالمناسب فإنه ما ينزل إليك إلا به فإن قلت فعال لما يريد فما أراد إلا المناسب فأنت صاحب الآية ومن ذلك اللؤلؤ المنثور من خلف الستور من الباب 393 قال من أراد التكوين فليقل بسم الله وإن كتبه فليكتبه بالألف وقال الأدب مع الله أن لا تشارك فيما أنت فيه مشارك وقال ما هو إلا أنت أو هو ما أنت وهو فما ثم مشاركة وقال أنت له مقابل فإنك عبد وهو سيد وقال عامله بك لا نعامله به فإذا عاملته بك عاملك به فأغناك وما أقول عمن ولذلك لا يشقى أحد بعد السعادة وقال أحمد الله على كل حال يدخل في حمدك حال السراء والضراء وما ثم إلا هاتان الحالتان وقال الزم الاسم المركب من اسمين فإن له حقا عظيما وهو قولك الرحمن الرحيم خاصة ما له اسم مركب غيره فله الأحدية هو كبعلبك ورام هرمز من ذكره بهذا الاسم لا يشقى أبدا ومن ذلك من لم يرفع به رأس من الناس من الباب 394 قال ما احتقر الله من خلقه حين خلقه فانظره بالعين
(٤٠٦)