تقرأ فدرجات الجنة على هذا على عدد آي القرآن وقال والله خلقكم وما تعملون فهو العامل فإلى أين تصعد العمال وقال العارف من عمل في غير معمل فهو يبذل المجهود وهو على بينة من ربه إن الله هو العامل لما هو العبد له عامل ولولا ذلك ما كان التكليف فلا بد من نسبة في العمل للعبد فالنسبة إلى الخلق والعمل للحق فهو تشريف العبد أعني إضافة العمل إليه سواء شعر بذلك العبد أو لم يشعر ومن ذلك استفهام العالم العالم من الباب 412 قال إنما استفهم العالم ليتميز به من في قلبه ريب ممن ليس في قلبه ريب فيعلم العالم من غير العالم لإقامة الحجة وقال ما اختبر الله العالم إلا ليعلم ما هو به عالم قال تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا هذا ذاك من وجه فهذا مؤمن كلف إن يؤمن بما هو به مؤمن وقال عفا الله عنك لم أذنت لهم استفهام لا إنكار مقام رسول الله ص يعطي ما ذهبنا إليه وقال ما أثنى على من أثنى عليه إلا لجهله بالمراتب وعلمه أيضا بها ولكن ما يعلم ما له منها إلا بتعريف من الله وقال من الاستفهام ما يكون إيهاما وهو استفهام العالم عما هو به عالم وقال من استفهمك فقد شهد لك بالعلم بما استفهمك عنه وقال قد يقع الاستفهام من العالم لإقامة الحجة في الجواب فيقول له أأنت قلت ومن هنا أيضا كانت الحجة البالغة لله على عبده ومن ذلك الذكرى بشرى من الباب 413 قال الذكرى بشرى المذكرة بالوراثة وهي في حق المعتنى به بشرى بالقبول وفي حق غير المعتنى به بشرى بالحرمان أهل العناية يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وأهل الحرمان فبشرهم بعذاب أليم لأن كل واحد أثر في بشرته ما بشر به قال تعالى وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وقال البشرى للبشر فإنه ما يكلم إلا من وراء حجاب وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب وقال ما عرف مقدار البشر إلا من عرف معنى ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وقال من خلق برفع الوسائط مع المباشرة فلم يكن ذلك إلا في البرزخ وأما في الطرفين فلا فإن الطرف الحسي يحيله العقل والطرف العقلي لا يشهده الحس وقال البشرى مختصة بالمؤمن وهو يبشر الكافر والكافر لا حظ له في البشرى الإلهية برفع الوسائط ومن ذلك من غار أغار من الباب 414 قال من غيرة الله حرم الفواحش فجعلها له حراما محرما فتخيل من لا علم له أن ذلك إهانة وهو تعظيم إذ هو من شعائر الله وحرماته والله يقول ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وقال قول النبي ص سعد الغيور وأنا أغير من سعد والله أغير مني ومن غيرته حرم الفواحش فجعل الفواحش حراما محرما كما حرم مكة وغيرها وقال حرم رسول الله ص التفكر في ذات الله وقال تعالى ويحذركم الله نفسه فالتحريم دليل على التعظيم وقال ما أمرك الله إلا بما هو خير لك وهو عند الله عظيم وما نهاك إلا عما هو تركه خير لك لعظيم حرمته عنده مال الناس في الآخرة إلى رفع التحجير وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك يعني هناك فترضى ومن ذلك أهون العقاب ضرب الرقاب من الباب 415 قال المقصود من ضرب الرقاب إزالة الحياة الدنيا فبأي شئ زالت فهو ذاك وقال المقصود من ضرب الرقاب ظهور الحياة التي أخذ الله بأبصارنا عنها فبأي شئ حصل فهو ذاك وإن كانت الحياة الدنيا ما ذهبت وليس يعرف ذلك إلا أهل الكشف والوجود فإن الميت له خوار وقال لا يصح ضرب الرقاب حتى تملك فمن ضربها بغير ملك استقيد منه وملكت رقبته فيه يملكها ولي الدم فقد عتق في الدنيا وهو رقيق في الأخرى وقال أنت حر فلا ترد نفسك مملوكا لمثلك وحق النفس أعظم عليك من حق مثلك ومن ذلك العدم ما هو ثم فافهم من الباب 416 قال ما ثم إلا الله والممكنات فالله موجود والممكنات ثابتة فما ثم عدم وقال لولا إن الأعيان مشهودة للحق ما كان وجود ما وجد منها بأولى من عدمه ووجود غيره وما شهد إلا ما هو ثم وقال ليس شئ أدخل في حكم النفي من المحال ومع هذا فثم حضرة تقرره وتصوره وتشكله وما يقبل التصوير والتشكيل إلا ما هو ثم فالمحال ثم وقال العدم المطلق ما لا تعقل فيه صورة وما هو ثم فإنه ما ثم إلا ثلاثة واجب ومحال وممكن ووجوب وإحالة وإمكان وكل ذلك معقول وكل معقول مقيد وكل مقيد مميز وكل مميز مفصول عمن عنه تميز فما ثم معدوم لا يتميز فما ثم عدم وقال الأحوال عند المتكلمين لا موجودة ولا معدومة
(٤١٠)