من الباب 378 قال المحدث في القديم ما هو القديم في المحدث اتخذ الله إبراهيم خليلا وورد في الخبر لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا لكن صاحبكم خليل الله فانظر إلى ما تحت هذا من المعنى اللطيف قال بعضهم وتخللت مسلك الروح مني * وبد اسمي الخليل خليلا وقال ما ثم إلا أسماؤه وليست سواه وما هي دلائل عليه بل هي عينه وقد تخللها المتخلق الكامل فهو الخليل وقال الله الصاحب وأنت الخليل وقال نال محمد ص الخلة والوسيلة بدعاء أمته ولذلك أمرهم بالصلاة عليه كما صلى على إبراهيم وأمرهم أن يسألوا له الوسيلة وجعل الجزاء الشفاعة وقال كل خليل صاحب وما كل صاحب خليل وقال المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل فلينظر أحدكم من يخالل أي على عادته وخلقه وأنت خليل الحق فهو على ما أنت عليه لهذا وصف نفسه بما أنت عليه من الفرح والتبشيش والتعجب والضحك وجميع ما ورد عنه مما هو لك ومن ذلك الكلام بعد الموت هل هو بحرف وصوت من الباب 379 قال الكلام بعد الموت بحسب الصورة التي ترى نفسك فيها فإن اقتضت الحرف والصوت كان الكلام كذلك وإن اقتضت الصوت بلا حرف كان وإن اقتضت الإشارة أو النظرة أو ما كان فهو ذلك وإن اقتضت الذات أن تكون عين الكلام كان فإن جميع ذلك كله تقتضيه تلك الحضرة وإن رأيت نفسك في صورة إنسان حزت جميع المراتب في الكلام فإنه العام الجامع أحكام الصور وقال وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم يعني بالنظر العقلي فالكل ناطق وتقع العين على ناطق وصامت فالمؤمن يدرك ذلك إيمانا وصاحب الكشف يدرك الكيفية والكشف منحة من الله يمنحها من شاء من عباده وقال كل نطق في الوجود تسبيح وإن انطلق عليه اسم الذم وبعلم هذا فضلنا غيرنا بحمد الله ومن ذلك ما يختص بالدنيا من أحكام الرؤيا من الباب 380 قال إنما قال النبي ص الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا لما في الموت من لقاء الله ألا ترى إلى قوله في المحتضر فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ولم يقل عقلك فكلما أنت فيه في الدنيا إنما هو رؤيا فمن عبرها في الدنيا كان بمنزلة من رأى في الرؤيا أنه استيقظ وهو في حال نومه كما هو فعبرها وقال من وقف على حكمة تقلب الأمور في باطنه علم أنه نائم في يقظته العرفية وقال الأمر في غاية الإشكال لأنا خلقنا في هذه الدنيا نياما فما ندري لليقظة طعما إلا ما يهب علينا من روائح ذلك في حال نومنا الذي هو شبيه بحال موتنا إلا أن في النوم العلاقة باقية بتدبير هذا الهيكل وبالموت لا علاقة ولا بد أن يختلف الحكم في صورة ما أو في صور ومن ذلك ما حال أهل الانتباه في صراط الرب وصراط الله من الباب 381 قال صراط الله إن ربي على صراط مستقيم وهذا صراط ربك مستقيما وقال لنهدينهم سبلنا وقال ادع إلى سبيل ربك وقال وأن هذا صراطي مستقيما وقال صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وقال قل هذه سبيلي أدعو إلى الله وقال ما يدعو إلى الله على بصيرة إلا من كان على بينة من ربه والشاهد الذي يتلوه منه ما يوافقه على ذلك من النفوس التي كشف الله لها عن ذلك وقال ما ثم إلا اختلاف ولا يكون إلا هكذا وإذا سمعت أن ثم أهل جمع فليس إلا من جمع مع الحق على ما في العالم من الخلاف لأن الأسماء الإلهية مختلفة وما ظهر العالم إلا بصورتها فأين الجمع وقال العين واحدة فالحكم واحد ومن ذلك هل في القدم قدم من الباب 382 قال من سبقت له العناية عند الله ثبت العالم عنده عن ما هو عليه لا يتبدل في تبدله وتحوله من حال إلى حال ومن صورة بصورة والعالم بذلك قليل وقال الدنيا والآخرة سواء في الحكم إلى أجل مسمى فيما اجتمعا فيه وقال لا يظهر خصوص الآخرة التي تمتاز به عن الدنيا فيكون آخرة ما فيها حكم دنيا إلا إذا انقضى أجلها المسمى وعمت الرحمة وشملت النعمة عند ذلك تكون مفارقة للدنيا وذلك هو الموت الصحيح الموجب الراحة وهو النوم الذي لا يقظة بعده فإن الله جعل النوم سباتا أي راحة فكل ما تراه في عين الآخرة الخالصة فهو رؤيا وهنالك يعلم الإنسان العارف اتصاف الحق بالحي القيوم وأنت المايت النؤوم ولك البقاء فيما أنت فيه كما إن له البقاء فيما هو فيه وقال من عرف حال العالم وما له وتصرفاته وأحكامه من هنا فقد عرف وذلك هو المسمى بالعارف العالم الحكيم فاجهد أن تكون أنت ذلك الرجل ومن ذلك الاستقصاء
(٤٠٤)