أنت الخليفة في الأهل والصاحب في السفر وهو ص القائل إن الله أدبني فأحسن أدبي وقال الرداء للتجمل فله الجمال فلا أجمل من الإنسان إذا كان عالما بربه وقال العالم عند الجماعة هو إنسان كبير في المعنى والجرم يقول الله تعالى لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون فلذلك قلنا في المعنى وصدق وما نفى العلم عن الكل وإنما نفاه عن الأكثر والإنسان الكامل من العالم وهو له كالروح لجسم الحيوان وهو الإنسان الصغير وسمي صغيرا لأنه انفعل عن الكبير وهو مختصره لأن كل ما في العالم فيه فهو وإن صغر جرمه ففيه كل ما في العالم ومن ذلك مزلة الاقدام في بعض أحكام العقول والأحلام من الباب 407 قال العارف من عبد الله من حيث ما شرع لا من حيث ما عقل من طريق النظر وقال العقل قيد موجدة والشرع والكشف أرسله وهو الحق وقال للهوى في العقل حكم خفي لا يشعر به إلا أهل الكشف والوجود وقال أثر الأوهام في النفوس البشرية أظهر وأقوى من أثر العقول إلا من شاء الله وقال من رحمة الله بنا إنه رفع عنا المؤاخذة بالنسيان والخطاء وما يحدث به أنفسنا فلو أخذنا بما ذكرنا لهلك الناس وقال ما سميت العقول عقولا إلا لقصورها على من عقلته من العقال فالسعيد من عقله الشرع لا من عقله غير الشرع ومن ذلك من أحب اللقاء اختار الفناء على البقاء من الباب 408 قال من أحب الموت أحب لقاء الله فإن أحدنا لا يرى الله حتى يموت بهذا جاء الخبر الصادق وقال من مات في حياته الدنيا فهو السعيد الخاص وقال لقاء الحق على الشهود فناء وقال انظر إلى حكمة الشارع في حديث الدجال في قوله فإن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت يعني هذا الموت المعهود الذي يعرفه الناس وهو خروج الروح من جسم الحيوان فيزول عنه التكليف وقد عرفنا إنا نرى ربنا يوم القيامة إذا بعثنا فما رأيناه إلا بعد موتنا عن هذه الحياة الدنيا وهذا من جوامع الكلم الذي أعطاه الله وإنما نبهنا على هذا لئلا يقول القائل لا نرى الحق إلا بعد مفارقة هذا الهيكل ما أراد ذلك الشارع وإنما أراد نفي الرؤية في الحياة الدنيا خاصة فنرى الحق بعد الموت كما قال الشارع وقال إنما كان اللقاء كفاحا لتحقق التقابل لأنه السيد ونحن العبيد فنراه مقابلة من غير تحديد ولا تشبيه لأنه ليس كمثله شئ كما نرى الصفات من غير تحديد فافهم ومن ذلك أين رحمة الرحماء من رحمة الاعتناء من الباب 409 قال رحمة الرحماء جزاء فهي على صورة ما رحموا وقدرها ومرتبتها جزاء وفاقا وقال رحمة الاعتناء ما رحم به الرحماء من رحموه وقال رحمة الاعتناء فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقال رحمة الاعتناء الزيادة على الحسنى وقال رحمة الرحماء رحمة الأسماء فإن الرحماء بحكم الأسماء الإلهية رحموا وهي التي حكمت عليهم وإنما يرحم الله من عباده الرحماء لعلمه بأن رحمتهم بمن رحموه حكم أسمائه تعالى فما جازاهم إلا على قدر الاسم الذي رحموا به ومن ذلك ما معنى قوله تعالى أو أدنى من الباب 410 قال لا يكون قرب أقرب من القوسين إلا من كان قربه قرب حبل الوريد منه وهو القرب العام ومن عرف هذا القرب كان من المقربين وعرف سر الحق في وجوده وموجوداته على التنزيه وقال فأما إن كان من المقربين فروح لما هو عليه من الراحة حيث رآه عين كل شئ وريحان لما رآه عين الرزق الذي يحيى يتناوله كما قال سهل وقد سئل عن القوت فقال الله وجنة نعيم أي ستر ينعم به وحده لما علم إن كل أحد ما له من الله تعالى مثل هذا المشهد وهؤلاء هم الذين هم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر لأنهم كل ما هموا به انفعل لهم وقال قوله أو أدنى يعني أدنى مما تمناه العبد أو يتمناه وهذا أبلغ في المعنى في قوله أو أدنى وقال إذا قرأت القرآن فاجتمع عليه فإنه قرآن وإذا قرأته من كونه فرقانا فكن بحسب الآية التي أنت فيها في جميع قراءتك وقال إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإن القرآن جمع والجمعية تدعوه للحضور فهي معينة له بخلاف الفرقان فالقرآن يحضره والفرقان يطرده ومن ذلك مركب الأعمال براق العمال من الباب 411 قال إليه يصعد الكلم الطيب والموجودات كلها كلمات الله وإليه يرجع الأمر كله والعمل الصالح يرفعه إلى ما انتهت إليه همته وما تعطيه حقيقة العمل الرافع له ورفعة الله لا تدرك ولا تعرف فلا حد لها فاعلم يقال يوم القيامة لصاحب القرآن اقرأ وارق فإن منزلك عند آخر آية
(٤٠٩)