ما يعتبره من ينظر فيه والمعتبر بحسب ما يقام فيه وقال المترجلات من النساء كالمتخنثين من الرجال فإن خلقوا على ذلك فهم بحسب ما خلقوا عليه وما ذم إلا التغمل فاحذر منه وقال كملت مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون فقد ثبت الكمال للنساء كما أثبته للرجال وللرجال عليهن درجة فما هو هذا الكمال إن كان الانفعال فخذه إلى عيسى ع وقال لآدم على النساء درجة ولمريم على عيسى درجة لا على الرجال فالدرجة لم تزل باقية وبها حاز الرجل الثلث الثاني فكان له الثلثان فلو وقعت المساواة لكانا في المال على السواء وقال تعجب زكريا مما تعجبت منه مريم وسارة فلحق الرجال بالنساء وثم ما هو أعجب وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير في مقابلة امرأتين ومن ذلك من وعظه النوم من القوم من الباب 374 قال من أراد أن يعرف حاله بعد الموت فلينظر في حاله إذ نام هو وبعد النوم فالحضرة واحدة وإنما ضرب الله لنا ذلك مثلا وكذلك ضرب اليقظة من النوم كالبعث من الموت لقوم يعقلون وقال الدنيا والآخرة أختان وقد نهى الله عن الجمع بين الأختين والجمع يجوز بين الضرتين فما هما ضرتان لكن لما كان في الإحسان إلى إحدى الأختين بالنكاح إضرار بالأخرى لذلك قيل فيهما ضرتان فتنبه وقال سفينتك مركبك فأخرقه بالمجاهدة وغلامك هواك فاقتله بسيف المخالفة وجدارك عقلك لا بل الأمر المعتاد في العموم فأقمه تستر به كنز المعارف الإلهية عقلا وشرعا حتى مبلغ الكتاب أجله فإذا بلغ عقلك وشرعك فيك أشدهما وتوخيا ما يكون به المنفعة في حقهما وما أريد بالشرع إلا الايمان فإن العقل والايمان نور على نور ومن ذلك ما يحصل صاحب الرحلة عن كل نحلة من الباب 375 قال الرحلة من الأكوان إلى الله تعالى جهل به تعالى فلو رأى وجه الحق في كل شئ لعرف قوله تعالى ولكل وجهة هو موليها وقوله فأينما تولوا فثم وجه الله وقوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا على الاعتبارين في قوله منهاجا وقال الظلمة دليل على علم الغيب والنور دليل على علم الشهادة فالليل لباس فأنت الليل والنهار للحركة فهو للحق شؤونه الحركة حياة وهي حقية والسكوت موت فهو خلقي ومع هذا فله ما سكن بالوجهين من السكون والثبات ولك ما تحرك بالوجهين من وإلى ولا اعتبار لليل ولا لنهار فله ما فيها من حكم الإيجاد ولك ما فيها من الانتفاع والنوم راحة بدنية ومكاشفات غيبية عينيه وقال إرداف النعم وتواليها إرفاد الحق ومنحه لعباده فمن اتقى الله فيها سعد ومن لم يتق الله فيها شقي وقال مواهب الحق لا تحجير عليها فلا تقل لم نعط فإن الحق يقول لم تأخذ الدليل ما ورد من التكليف قيل لك لا تفعل فعلت قيل لك افعل لم تفعل هكذا الأمر ومن ذلك الفرق في الوحي بين التحت والفوق من الباب 376 قال إذا قام المكلف بما خاطبه به رسوله من حيث ما بلغه عن ربه لا من حيث ما سن له فما دخل له مما أتحفه الحق به من المعرفة به في ميزان قيامه فذلك العلم المكتسب وما خرج عن ميزانه ولا يقبله ميزان عمله فذلك علم الوهب الإلهي فالعلم الكسبي نصر الله والوهبي فتحه فإذا جاء نصر الله والفتح علم أنه قد قام بحق ما كلف وإذا انقادت إليه قواه الحسية والعقلية فمشت معه على طريقه الذي هو صراط الله لا صراط الرب فليشكر الله على ما خوله به وحباه وقال خفي عن الناس طاعة إبليس بلعنة الله إياه كما خفي عنهم موافقة الملك ربه في خلافة آدم بثناء الله عليهم ورضاه عنهم ومن ذلك المنع في الصدع من الباب 377 قال حفظ الله ذكره بالحفظة من البشر وبالصحف المكرمة التي بأيدي السفرة الكرام البررة فالحق في قلبه وكلامه في صدره وقال خزائن الله صدور المقربين وأبواب تلك الخزائن ألسنتهم فإذا نطقوا أعنوا السامعين إن كانت أعين أفهامهم غير مطموسة وقال إذا تميز العارف بالإضافة إلى معروفه لقطن الحجة فإن الحجة البالغة لله وعصم من الخطاء في القول والعمل وقال الهبة العظمى ما أعطاك الله من الرحمة في قلبك بعباده فخفضت لهم الجناح وألنت لهم القول يقول كهمس في رجزه ألبس لكل حالة لبوسها * إما نعيمها وإما بؤسها وقال إنما كانت الحجة البالغة لله لأن العلم يطابق المعلوم فافهم ومن ذلك ما هو المقام الجليل الذي صح للخليل
(٤٠٣)