فإن ورد بحكم متصور فإنما هو إخبار بشرع قد تقرر فليعول الولي عليه وليستند في العمل به إليه وإن وهنت روايته في الظاهر فهو الصحيح وإن ورد ضعف الصحيح في الظاهر فالعمل ممن ورد عليه به عمل في ريح ويجني العامل به ممن ليست له هذه المنزلة جبره ويسعد الله به غيره فلا يكن ممن شقي بعد ما لقي ومن ذلك الإنسان مخلوق على صورة الرحمن من الباب 337 إنما يرحم الله من عباده الرحماء فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الرحم شجنة من الرحمن وهي الصورة التي خلق عليها الإنسان فمن وصلها وصل وهو عين وصلها ومن قطعها قطع وهو عين فصلها فالرحمن لها فاصل والإنسان لها واصل فإن الشحنة قطعة فانظر في هذه المحنة أين التخلق بأخلاق الله عند المتعطش الأواه فمن قطعها تخلق ومن وصلها عمل بما شرعه الحق فاقطعها عنك تكن متخلفا وصلها به تكن متحققا فإنه كذا فعل وبهذا الوحي علينا نزل فإن لم تتخلق بها على هذا الحد فما وفيت بالعقد فكما هي شجنة منه هي شجنة منك فحينما قطع عنه ليأخذ ما قطعت عنك هذا هو السحر الحلال لا ما تقوله ربات الحجال هم في الأجنة ما ولدوا وفي الأكنة ما شهدوا ومن ذلك السرار يشفع الإبدار من الباب 338 الهلال وترى المحتد شفعي المشهد والقمر بالنص له الصورة والمقدار بالزيادة والنقص لأنه وإن لم يرجع على معراجه فهو على منهاجه فما من دور إلا وهو حور لا كور والسرار يشفع الإبدار من غير الوجه الذي تدركه الأبصار فيسمه الحق سمة المحق من كان ذا وجهين فبذاته صير نفسه اثنين فهو البرزخ لنفسه كالميت في رمسه ميت عند السميع البصير حي عند منكر ونكير هو المتكلم الصامت كما هو الحي المايت فما أنار إلا أظلم وما أسفر إلا أعتم صورة الحق مع خلقه طلوع الشمس في البدر من أفقه ومن ذلك تكرار الرؤية لحصول المنية من الباب 339 لما انسحبت الحدود على الأمثال قيل بتكرر الأشكال وهي مسألة فيها إشكال هل هذا الأمر المدرك بالبصر في الزمن الثاني المتصور هل هو ذلك العين المقرر ما برح أو زال ثم عاد فتكرر أو هذا مثل الماضي حدث فتصور فإن كان مثل رجوع الشمس فما فيه لبس فإن الشمس لا مستقر لها عند من علمها وما جهلها ولها مستقر يراه عين المؤمن في الايمان بالخبر ولها بهته ولهذا تطلع من المغرب بغتة مع كونها ما سكنت عن حركتها ولكن حيل بينها وبين بركتها فلم ينفع بطلوعها إيمان ولا عمل ولحق أهل الاجتهاد بأهل الكسل فترى ربك مرارا ولا تعقل تكرارا وذهبت المثل باندراس السبل ومن ذلك الأرض مهاد موضوع والسماء سقف مرفوع من الباب 340 لولا الأنوار ما طلب الاستظلال ولا ظهرت من الكثائف الظلال فهو نكاح موجود وعرس مشهود وكتاب معقود يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود فلا بد من قرش في عرش فهي المهاد الموضوع وأنت السقف المرفوع بينكما عمد قائم عليه اعتماد السبع الشداد لكنه عن البصر محجوب فهو ملحق بالغيوب ألم تسمع قول من أوجد عينها فأقامها بغير عمد ترونها فما نفى العمد لكن ما يراه كل أحد فلا بد لها من ماسك وما هو إلا المالك فمن أزالها بذهابه فهو عمدها المستور في إهابه وليس إلا الإنسان الكامل وهو الأمر الشامل الذي إذا قال الله ناب بذلك القول عن جميع الأفواه فهو المنظور إليه والمعول عليه ومن ذلك ركن الرياح مسرح ذوات الجناح من الباب 341 إن الريح كان عند الله وجيها والله يزجي السحاب والعين تشهد أن الريح يزجيها إن السحاب التي الرحمن يزجيها * العين تشهد أن الريح تزجيها فمن النائب فهو الصاحب فاجعل النائب من أردت أن شئت من غاب وإن شئت من وجدت بالريح كان النصر والدمار فاختلفت الآثار والعين واحدة صالحة فاسدة تطفئ السراج وتشعل النار والهبوب واحد من عين واحد واختلفت الآثار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ما ذاك إلا لاختلاف استعداد المحل ومن عرف ذلك عرف اختلاف الملل في النحل فلكل ملة نحلة كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك فأنزل نفسه منزلة الهواء فأمد النار بالاشتعال والسراج بالانطفاء لتنظر في حقائق الأشياء فمن نظر في حقائقها عاش عيشة السعداء فكن من الأمناء فلا تذع شيئا من هذه الأسرار الإلهية إلا لأهلها بطريق الإيماء فإن الله أقدر على ظهورها ولكن حجبها بنورها ومن ذلك
(٣٩٦)