من قال لا ضير لما قد رأى * من انقلاب الأمر في ضيره ما فلك دار على قطبه * إلا أتى بالكون في دوره لله من قاض ومن عادل * قد أمن الأقوام من جوره وفضله عم ولا صارف * في كوره الأعلى وفي حوره ومن ذلك ما يعطي البقاء في دار السعادة والشقاء من الباب 369 قال من تلا المحامد ولم يكن عين ما يتلوه منها فليس بتال وكذلك من تلا المذام وكان عين ما يتلوه منها فليس بتال فما نزل القرآن إلا للبيان وقال كن أنت المخاطب في خطاب الحق بسمعك لا بسمع الحق فإنه لا يأمر نفسه ولا ينهاها وقال لا تحزن على ما يفوتك من جنة الميراث فإنه ما فيها تقصير وإنما ينبغي لك أن تحزن على ما يفوتك من جنة الأعمال وقال لا تعتمد إلا على جنة الاختصاص فإنها مثل التوفيق للأعمال الصالحة في هذه الدار لا تنال إلا بالعناية لا بالاكتساب وقال كل مما يليك إذا كان الطعام واحدا فإن اختلف فكل من حيث شئت وذلك أن العقائد مختلفة والمطلوب بها واحد فإن نظرت إليهم من حيث أحدية المطلوب فأثبت على ما عندك وهو الأكل مما يليك وإن نظرت إليهم من حيثهم فكل من حيث شئت فإنك مصيب ومن ذلك سجود القلب والجسد هل ينقطع أو هو إلى الأبد من الباب 370 قال ما عرفنا نقص سهل إلا من سجود قلبه وما أخبر أنه رآه ساجدا فرآه على ما كان عليه وإنما أخبره أنه يسجد ولا سجود إلا من قيام أو جلوس ولا قيام للكون فإن القيومية لله وقال لكل اسم إلهي تجل فلا بد أن يسجد له القلب فلا يزال يتقلب من سجود إلى سجود وبهذا سمي قلب العارف قلبا بخلاف قلوب العامة لاختلاف تقلباتها فيما يخطر لها من أحوال الدنيا وتلك بعينها هي عند العارف أسماء إلهية فانظر إلى ما بين المنزلتين كيف يرتقي هذا بعين ما ينحط به هذا ذلك هو الخسران المبين وقال ما وقع ما وقع إلا من تعشق كل نفس بما هي عليه ولذلك قال كل حزب بما لديهم فرحون فلو تبين لكل حزب ما له وما له لفرح من ينبغي له أن يفرح وحزن من ينبغي له أن يحزن وقال لو خرجوا من العمرة إلى ما كانوا عليه أول مرة في قولهم بلي لسعدوا ومن ذلك التقسيم في الكلام الحادث والقديم من الباب 371 قال كلام الحادث محدث وكلام الله له الحدوث والقدم فله عموم الصفة فإن له الإحاطة ولنا التقييد وقال لا يضاف الحدوث إلى كلام الله إلا إذا كتبه الحادث أو تلاه ولا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلا إذا تكلم به الله عند من أسمعه كلامه كموسى ع ومن شاء الله من عباده في الدنيا والآخرة وأهل السعادة وأهل الشقاء يقول الله لأهل جهنم في جهنم اخسئوا فيها ولا تكلمون وقال من سمع كلام الله من الله استفاد ومن سمعه من المحدث ربما عاند وربما قبل بحسب ما يوفق له وقال العجب كل العجب من قذف الحق على الباطل والباطل عدم فما وقع على شئ فلمن دمغ بقذفه ولا عين له في الوجود ولو كان له وجود لكان حقا فهذا من أعجب ما سمعته الآذان من أصحاب القلوب ومن ذلك ما يعطي خطاب الجود والسماحة من الراحة من الباب 372 قال إن كان العماء كالعرش فالخطاب باق من السائل الذي سأل رسول الله ص أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق فقال ص كان في عما ما فوقه هواء وما تحته هواء فإن قصد السائل بالخلق كل ما سوى الله فما هو العماء وهذه مسألة خفية جدا وقال بالاستواء صح نزوله تعالى كل ليلة إلى السماء ومع هذا فهو مع عباده أينما كانوا ولما علم إن بعض عباده يقولون في مثل هذا بعلمه أعلم في هذه الآية أنه بكل شئ عليم ليغلب على ظن السامع أنه ليس على ما تأولوه فإنا لا نشك أنه يحيط بنا علما أينما كنا وكيف لا يعلم ذلك وهو خلقنا وخلق الأبنية التي نحن فيها وكذلك لو قال في تمامها على كل شئ شهيد وقال لكل اسم من الأسماء الحسنى وجوه في التجليات لا تتناهى وإن تناهت الأعمار في الدنيا فلا نهاية لها في الآخرة ومن ذلك سر الانخناث إلحاق الذكران بالإناث من الباب 373 قال الخنثى إذا كمل نكح ونكح فولد وأولد فحاز الشهوتين فمن أنزله منزلة البرزخ أعطاه الكمال ومن وقف مع عدم تمكنه من الانخناث أعطاه النقص عن درجة الكامل فهو بحسب
(٤٠٢)