إلى أقربها إلى الحق فاعتمد عليه وأقربها إلى الحق من يسرع إليه الذهاب والزوال فيبقى الحق الذي هو المطلوب ومن ذلك أخبار الأنبياء مسامرة الأولياء من الباب 364 قال إذ ولا بد من الحديث فلا تتحدث إلا بنعمة ربك وأعظم النعم ما أعطيت الأنبياء والرسل فبنعمهم تحدث وقال الولي ألله فلا تجالس غيره ولا نتحدث إلا معه فإنه يسمع عباده فاسمع الله فإنك إن أسمعت غيره فقد أسأت الأدب معه ألا ترى إلى الإنسان إذا أقبل على كلامه جليسه فاسمع غيره أخجله وإذا أخجله لم يا من غائلته وأهون غائلته أن يقطع به في الموضع الذي يحتاج إليه فيه وقال مجالسة الرسل بالاتباع ومجالسة الحق بالإصغاء إلى ما يقول فإنه المتكلم الذي لا يجوز عليه السكوت فكن سامعا لا متكلما ومن ذلك من يتوقى الضرر ليس من البشر من الباب 365 قال البشر كل من باشر وما ثم إلا من باشر فما ثم إلا بشر وما ثم إلا من يتوقى الضرر مما روينا أن جبريل وميكائيل ع بكيا فأوحى الله إليهما ما شأنكما تبكيان فقالا لا نأمن مكرك قال كذلك فكونا لا تأمنا مكري وقال كل ما سوى الله معلول والمعلول مريض فملازمة الطبيب فرض لازم وقال كل أمة تدعى إلى كتابها لتقرأه حيث هو فاجعل كتابك في عليين فإن جعلته في سجين فاختمه بالتوحيد وقال اتخذ الله وقاية بأن تكون له هنا وقاية فإنك إن اتقى بك في الدنيا اتقيت به في الأخرى وقال يا ولى ما خلق الله أكمل من الإنسان فلا ترض بالدون واطلب معالي الأمور وما ثم أعلى من العلم بالله فلا تشغل نفسك بغير البحث فيه والأخذ منه وميزه في الخلق بترك العلامة فإنها علامة ومن ذلك منازل الأنبياء ع من ظلل الغمام من الباب 366 قال لا تغفل عن مشاهدة الغمام فإنه مذكر كل مؤمن بربه وقال إذا كان الحق على قدر ما جاء العلماء به فاعتمد على الحق الذي جاءت الرسل بنعته وإياك والفكر فيه فإنه مزلة قدم قف عند ظاهر ما جاءت به من غير تأويل فإن الرسل ما تنطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمهم شديد القوي وقال الخلق عيال الله وأكرم العيال عند رب البيت صاحبة البيت وليس إلا الرسل ومن ورثهم على مدرجتهم فالورثة كالسراري لرب البيت فهن وإن كن سراري فقد اشتركن مع الحرائر في الأسرة والأسرار والإماء إلى الأصل أقرب ومن ذلك ما بين الشبهة والبرهان من الفرقان من الباب 367 قال إياك أن تتخدع فإن الشبه ما تظهر إلا بصور البراهين وهي أقرب إلى الأفهام بالأوهام من الأدلة وقال احذر من القرآن إلا أن تقرأه فرقانا فإن الله يضل به كثيرا أي يحيرهم ويهدي به كثيرا أي يرزقهم الفهم فيه بما هو عليه من البيان وما يضل به إلا الفاسقين وهم الذين خرجوا عن حدوده ورسومه وقال أنت أنت وهو هو فاحذر أن تقول كما قال العاشق أنا من أهوى ومن أهوى أنا فهل قدر على أن يرد العين واحدة والله ما استطاع فإن الجهل لا يستطاع فأتى بذكره وذكر من يهوى ففرق واعتقد الفرقان تكن من أهل البرهان لا بل من أهل الكشف والعيان قد علمت إن ثم غطاء يكشف وقد آمنت به فلا تغالط نفسك بأن تقول أنا هو وهو أنا ومن ذلك توالى الأنوار على قلوب الأحرار من الباب 368 أول نور ظهر الكوكب ثم تنكب وتلاه القمر فما أثر فلما بدت الشمس أزالت ما في النفس وكانت هذه الأنوار عين الدليل في حق إبراهيم الخليل ع من نظر الحق إلى سره * أناله العز على غيره فليشكر الله على قدر ما * أعطاه رب الخير من خيره إذا دعاه الحق من كونه * أقبل نحو الحق من فوره لا يتأنى وليقف عارفا * بقدره المعلوم في طوره إله إبراهيم أعطى الذي * أراد إبراهيم في صوره أطياره فنال مطلوبه * بما أتى الأنباء في طيره فنور ما في الروح من نوره * ونور ما في الجسم من نوره إن خصك الله به فاستعذ * من حوره القاضي على كوره
(٤٠١)