بما تعطيه الأوهام وإن أحالته الأحلام والعقول قاصرة عن نسبة الوجود إلى هذه الأعيان المتخيلة الحاصرة وما سمي الصدق إلا لصلابته في تنوره لأنه ينكر ويغالط نفسه فيما نواه صاحبه من طريق وهمه وخياله في تصوره فلا يقدر على جحد ما أدرك ويقضي عليه في حال وجوده بالعدم فما أعظمه من مهلك فهذه مسألة ضل بها كثير واهتدى بها كثير وما ضل به إلا الفاسقون ولكن أكثر الناس لا يشعرون ومن ذلك الجمرات جماعات من الباب 353 الجمرة قد تكون جماعة الأموات والزمرة لا تكون إلا جماعة لها أصوات ما حصل المنى في جمرات منى إلا لكونها حازت مقام التحصيب فأفادت أهل النظر والتهذيب فكبر عند كل رمية لما رآه بلا مرية فما حصب إلا من له وجود وإن لم تدركه عين الشهود لكن أدركوه بالإيمان فقام لهم مقام العيان وأدركه الجاهل ومن ورثه بعينه في عين كونه فكانت أسماء إلهية أذهبت أسماء وأنباء مسموعة أعدمت أنباء اشتركت جمرات منى وجمرات الزمان في التثليث والتسبيع لاجتماعهما في المقام الرفيع فالجمرة الدنيا لأصحاب النسب الإلهي دينا ودنيا وأهل الجمرة الوسطى للمحافظين على الصلاة الوسطى وجمرة العقبة لها الانفراد والتقدم بالمرتبة ومن ذلك الجواد ذو جواد من الباب 354 لا تقل وصلت فما ثم نهاية ولا لم أصل فإنه عماية ليس وراء الله مرمى وهنالك يستوي البصير والأعمى الناظر إليه ينتهي ويقف وصاحب الكشف فيه يكشف ويعترف لا يشكو الجواد إلا الجواد فإن الجود يخلي الخزائن لما تطلبه الكوائن والمحدث في الدنيا محصور وبالمشيئة الإلهية مقهور فعلى قدر ما يعطي يهب وإن قيل له اذهب ذهب لا تخلى المخازن ما دامت المعادن والمعادن عماله والعاملون أصحاب أجر وعماله فإما همة وإما مال ما هنالك آمال هذه أحوال الرجال أهل الاتصال في الانفصال وأهل الانفصال في الاتصال ومن ذلك تسوية الصفوف مألوف من الباب 355 تسوية الصفوف من تمام الصلاة والإمداد بالمألوف من كمال الصلاة فلا يناجيه إلا راجيه ولا يهابه إلا أهابه أنت إهابه ما لم تدبغ فإذا بغت فأنت الرسول المبلغ إما رسول ورائه بتحصيلك ميراثه وإما رسول مستقل جاءه بيانه وليس هذا زمانه فإن باب التشريع قد ضاع مفتاحه وقيد سراجه فصباحه لا ينبلج وبابه لا ينفرج وإن خوطب به الكامل الجامع الشامل فهو تعريف بما ثبت وإعلام بما عنه سكت عليك بالصفوف الأول فمنها تشاهد الأزل وإياك أن تتأخر فتؤخر وأنت ذو وراء فما ترى ولا يشهد المحيط إلا البسيط فإن كنت وجها كلك فأنت أنت فصل حيث شئت فصل ومن ذلك تعشير القرآن في الجنان من الباب 356 هذا لسان كما جاء أخذناه وأوردناه كما سمعناه قال الآتي المواتي إذا خاطبك الحق بلسان لا تعرفه فقف وقل رب زدني علما وقال الفرقان نتيجة العامل بالقرآن العظيم وتختلف نتائج القرآن باختلاف نعوته فالقرآن المطلق يعطي ما لا يعطيه القرآن المقيد وقد قيد الله قرآنه بالعظمة والمجد والكرم وقال إذا خوطبت بالرسالة فقف حتى تعلم عمن أنت رسول فإن الرسالة والنبوة قد انقطعت بوجود رسالة رسول الله ص وبما أنت رسول ولمن أرسلت وما حظك منها ومن ذلك رسالة الأرواح في الأرواح من الباب 357 قال رسالة الأرواح لا تزال دائمة فإن بيدها مفاتيح نفحات الجود الإلهي فمن تعرض لتلك النفحات أعطته مفاتيحها فنال منها على قدر تعرضه وقال إذا تعرضت إلى الله تعرض إليه تعرضك لجود مطلق وإياك أن تبخله فإن جميع الممكنات في يديه وهي لا تتناهى وأنت لا تطلب إلا متناهيا وقال لا تعجب من نعت الجواد بالعطاء وإنما العجب ممن نعته بالإمساك وقال ما خلق الله أعجب من الدنيا فمن اعتبرها رأى الأمر على ما هو عليه وقال كل ما في الدنيا عجب وأعجب ما فيها وصف الحق بما لا يليق به وما أطلق الألسنة عليه بذلك إلا هو كما أطلق السنة أخرى بتنزيهه عن ذلك وضرب الناس بعضهم ببعض إلى يوم كشف الغطاء ومن ذلك الغرامة شهامة من الباب 358 إذا يخص الذي يوحى إليه بما * أنى به الوحي من علم ومن خبر من غير معرفة منه بذاك ولا * يدري به أحد من سائر البشر
(٣٩٩)