لكن البيان والشرف والامتنان والمجد العظيم الشأن إنما ظهر في اللسان عند البيان ومن ذلك المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة من الباب 347 لا تتبع إلا ما نزل به الروح عليك وجاء به الملك أو الإلقاء إليك وإن كنت وليا فإنك وارث نبيا فما يجئ إلى تركيبك إلا بحظك من الورث ونصيبك فانظر ما سهمك وما هو قسمك فذلك علمك فلا تشرع حكما وقل رب زدني علما ثم اعلم أيها الولي الأكرم إنك وإن ورثت علما موسويا أو عيسويا أو غيرهما ممن كان من الرجال بينهما فإنما ورثت علما محمديا ساويت فيه ذلك النبي لعموم رسالة محمد الحائز المقام المحمود العلى إليه ترجع عواقب الثناء فهو صاحب جوامع الكلم المسماة بتلك الأسماء فلآدم الأسماء ولمحمد الاسم والمسمى والجامع لهما لا شك أنه صاحب المقام الأسمى وحجاب العزة الأحمى ومن ذلك علم الانتكاس والانعكاس في النور والنحاس من الباب 348 الكواكب الثوابت بيوت مظلمة وكذلك السيارة وما عادت نجوما نيرات إلا بأنوار مستعارة وتكفيك إن كنت عاقلا هذه الإشارة ألا ترى إلى ما نجم من ذوات الأذناب في ركن النار لرجم الأشرار ولم تزل نجوما وما كانت رجوما حتى جاء صاحب البعث العام إلى جميع الإمام من الإنس والجان ولهذا قال سنفرغ لكم أيه الثقلان فلو ابتغى الربح باستراقه رشدا ما وجد له شهابا رصدا فحيل بينه وبين السمع لما نواه من عدم النفع فصاروا جهلا وقد كانوا علما فإذا طمست النجوم علم عند ذلك ما فات الناس من العلوم فإذا انفطرت السماء ويحق لها أن تنفطر انكدرت النجوم بما ترميهم به من الشرر ومن ذلك منزلة من وهب الفضة والذهب من الباب 349 لا يخفى على ذي عينين الفرق بين الذهب واللجين أين الإنسان الحيوان من الإنسان المخلوق على صورة الرحمن هو النسخة الكاملة والمدينة الفاضلة الذهب لا ظل له فليس كمثله شئ والفضة على نصيب من الظل لما فيها من الظل وما لظلها فئ فالنور الخالص للعين والممتزج للجين الذهب نور على نور واللجين فار التنور وليس سوى تنفس الصباح وتبسم فالق الإصباح إن كان الحق فما خلقه إلا بشمسه وإن كان الشمس فالحق على عزته في قدسه ومن قدسه أن يكون فالقا كما كان لأرضه وسماواته فاتقا فالرتق لها من ذاتها والفتق عرض لها من صفاتها إذ لو لم يكن لها قبول الفتق ما حكم به الفاتق على الرتق والفاتق الفالق بلسان الحقائق ومن ذلك من فصل ما وصل من الباب 350 حكمة التفصيل لظهور وجه الدليل إذ في جبلة كل ملة طلب الأدلة لأنهم لم يكونوا ثم كانوا ووجدوا في نفوسهم افتقارا خضعوا له واستكانوا فقالوا من أو إلى من لا بد على أعياننا من زائد ولا بد أن يكون له حكم الواحد وإن اتصف بالكثرة وطريق النسب فهي غير مؤثرة في ذات هذا النسب فهو الواحد الكثير لأنه الحي العليم القدير ومع أنه ليس كمثله شئ فهو السميع البصير فحكم على نفسه بحكم الجماعة وإن كان العقل يحكم فيه بالشناعة فالرجوع أولى إلى قوله ولا يصرفنك عنه صارف استشناعه وهو له فإنه لو أثر في نزاهته وقدسه ما نسب ذلك إلى نفسه فالذي هو عندنا تشبيه هو عند الله تنزيه من نزول وفرح واستواء وكينونة في سماء وعرش وعماء ومن ذلك المشاورة محاورة من الباب 351 المشاورة وإن دلت على عدم الاستقلال بجودة النظر فهي من جودة النظر وإن نبهت على ضعف الرائي فهي من الرائي عرض الإنسان ما يريد فعله على الآراء دليل على عقله التام ليقف على تخالف الأهواء فيعلم مع أحدية مطلوبه أنه وإن تفرد فله وجوه تتعدد وأي شئ أدل على أحدية الحق من مشاورة الخلق لا يطلع على مراتب العقول إلا أصحاب المشاورة ولا سيما في المسامرة فإنها أجمع للهم والذكر وأقدح لزناد الفكر ومن هنا تعرف ما يحصل لأهل الليل من جزيل النيل في نزول الحق من عرشه إلى سمائه في الثلث الباقي من الليل تهمما بعباده من أولياءه ليهبهم من آلائه ونعمه ما يقتضيه عموم جوده وكرمه ومن ذلك المؤمن من لا يفضح الكاذب ويصدق المؤمن من الباب 352 الكذب وجود فإنه عن شهود محله النفس وإن لم يكن من مدركات الحس وعلى الحقيقة فإنه محسوس في مقام التقديس والحس أشرف من العقل لما فيه من الإطلاق فله السراح بالاستحقاق وإنه المحيط
(٣٩٨)