به من استعمال الأدوية المؤلمة يقال له وكذلك ما قصدنا بالجزاء المؤلم إلا نفعك بما لك من الأجر في ذلك فالأمور عند الله محكمه الست قد ألمته فخذ جزاء ما فعلته والقصد القصد فلا سبيل إلى الرد لما نبهت الشريعة باختصام الملأ الأعلى علمنا أنه من عالم الطبيعة فإن أردت أن ترفعه عنها وتنزله منزلتها منها فقل لاختلاف الأسماء وهذا أوضح ما يكون من الإيماء ومن ذلك تتابع الرسل وأنشأ المثل من الباب 315 الآجال المحدودة جعلت الرسل تترى بالتكاليف والبشرى فلو لا انتهاء الأجل لاكتفي بواحد في الشاهد وما اختلفت السبل من الرسل إلا لاختلاف الدول ولهذا ظهر في الوجود النحل والملل فمنها ما هي عن روح ملكي ومنها ما هي عن دور فلكي حكم به الطالع فظهر به المبتدع الشارع ولا يقصد المصالح إلا ذو عقل راجح فاعتبرها الحق فأكرم من رعاها وألحقها بالشريعة التي استرعاها فساوتها في الجزاء لمن قام بها دلالة على مساواتها في مذهبها فقال ص من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها فلما سنت الرسل أن تسن فما سن إلا مؤتمن فما نسخ الشرع إلا الشرع فاسمع ومن ذلك إهمال الإنسان دون الحيوان من الباب 316 ما أهمل من أهمل من الأناسي إلا لجهله بمنزلته وتصرفه في غير مرتبته فلو أعطى نفسه حقها كما أعطاها ربها خلقها لكان إمام العالمين ولذلك لما قال ومن ذريتي قال له لا ينال عهدي الظالمين فالمعاني إذا كانت متهمة كالطرق المظلمة لا يعرف الماشي فيها في أي مهواة يهوى ومع هذا يسير ولا يلوي فإذا سقط عند ذلك يعلم أنه فرط والسيد الإمام العارف العلام يقول الإمام الإمام وفي يده سراجه وفي رأسه تاجه يشهد له الحق بالخلافة والأمن من كل عاهة وآفة والله المعافي وهو الشافي ومن ذلك اطلاع الرسول على ما أتى به جبريل من الباب 317 الاطلاع على الغيوب من شأن أصحاب الأحوال والقلوب وأما صاحب اللب والمقام فهو الأمر الذي لا يرام والشخص الذي لا يضام فله الثبوت فلا يتحول والصور التي لا تتبدل فصاحب المقام أديب بأدب ربه متفرج في تنوعات خواطره في قلبه فإن ضاق محله عن حمله وأرادت النفس أن تعرف أنها من أهله وهي الشديدة المحال ظهرت في صورة الحال وقد يكون ذلك عن أمر إلهي لسر كياني يريد الحق أمضاه في وجوده ليتحقق بعض رجال الله بشهوده وأعظم تحف الملك الاطلاع على ما يأتي به الملك هكذا هو عند الجماعة وبضاعتنا غير هذه البضاعة والكشف الأتم ما يشهده من وراء هذا الجسم المظلم فإن الملك يكون صورته رسالته ما لم يتجسد فإن تجسد أنبهم الأمر على من يشهد ومن ذلك من هاله الحصول في الهالة من الباب 318 في الهالة حصر النيرين لذي عينين وعنهما حدثت وبأشعتهما وجدت فما حصرهما غيرهما كدودة القز وصاحب دولة العز هو من عزه في حمى فاستوى في إدراكه البصير والأعمى لأنه لا يتجلى فيرى ولو تجلى لمنع من الوصول إليه المقام الأحمى الله نور السماوات والأرض فعمرت الأشعة الرفع والخفض فحدثت الهالة في انتهاء الخلاء وفي داخل الهالة كان وجود الملأ فهو من حيث الهالة المحيط وهو معنا أينما كنا في مركب وبسيط فما خرجنا عنه وكل ما في السماوات وما في الأرض خلقه جميعا منه فانظر ما أحكم هذه الأمور ورد الإعجاز على الصدور واتل قوله تعالى ألا إلى الله تصير الأمور ومن ذلك من بلي بالأشد في تحرى الأسد من الباب 319 أصدق القول ما جاء في الكتب المنزلة والصحف المطهرة المرسلة ومع تنزيهها الذي لا يبلغه تنزيه نزلت إلى التشبيه الذي لا يماثله تشبيه فنزلت آياته بلسان رسوله وبلغ رسوله بلسان قومه وما ذكر صورة ما جاء به الملك وهل هو أمر ثالث ليس مثلهما أو هو مشترك وعلى كل حال فالمسألة فيها إشكال لأن العبارات لحننا والكلام لله ليس لنا فما هو المنزل والمعاني لا تنزل إن كانت العبارات فما هو القول الإلهي وإن كان القول فما هو اللفظ الكياني وهو اللفظ بلا ريب فأين الشهادة والغيب إن كان دليلا فكيف هو أقوم قليلا وما ثم قيل إلا هذا القيل وهو معلوم عند علماء الرسوم فتحقق ولا تنطق ومن ذلك العصمة في الإلقاء باللقاء من الباب 320 هو الحافظ بالحرس فهو الملحوظ في العسس لأن الحليم الأواه لا يعلم حافظا سواه لكن يعطيه الأدب أن لا يظهر من النسب سوى نسب التقوى وفيه رائحة الحراسة والحفظ الأقوى فقد صرح وإن لم يتكلم وقد أبهم فيما أعلم
(٣٩٢)