علم المركب والبسيط في المحاط والمحيط من الباب 342 أحاط بكل شئ علما عند من رزقه الله فهما فلا تعم الإحاطة كل شئ إلا إذا كانت معنى وهذا القول انقلوه عنا فإن زالت عن هذه المنزلة فقد زالت تلك التكملة فهي إحاطة فيما أحاطت به وهذا الأمر مشتبه لا يحيط البسيط بالمركب لأن البسيط لا يتركب إن البسيط إلى البسيط بسيط * فهو المحاط ولو تراه يحيط هو المحاط لأن القلب وسعه وهو المحيط لاستوائه وهو الإمعة لكن منعت الحقيقة أن يقال مثال هذا المقال فكل شئ لا يخرج عن حقيقته ولا يعدل به العالم عن طريقته ما في الوجود إلا التركيب هكذا شهده أهل الفطنة والتهذيب ما عقلت ذاتا إلا لعينها وما عقلتها لعينها إلا من حيث كونها فإنها لذاتها آلة فلا بد من على من ليثبت سواه والسوي يطلب زيادة حكم على العين فلا بد من التركب في الكون لمعقولية الاثنين وتحقق الشيئين وهذا لا يخفى على ذي عينين ومن ذلك علم التحجير في الأدب مع السراج المنير من الباب 343 إذا كانت السور تملى والآيات تتلى فاستمع وأنصت لعلك ترحم بالفهم فترتجع فاعلم فالرجوع إنك تعلم فإن خالجته فيها حرمت عليك معانيها فالزم بيتك وجهز ميتك وفكر في موتك واخفض من صوتك فإن البررة الكرام لا يحبون رفع الصوت بالكلام لأن الجهر ظهور وهم أهل ستر وغيب مع أنهم نور فهل خفاؤهم لشدة ظهور هم أو هو لسدل ستورهم أخبروني أخبروني حققوا * وإلى عين طريقي طرقوا فإذا كنتم كما قلت لكم * فاعلموا أنكم لم تمرقوا ثم حزتم قصب السبق لكم * وكذا السابق من لا يسبق ذكر الله كشف الغطاء عن البصر فما هو ذلك الغطاء الذي إذا زال جاء مثل هذا الغطاء القرين صاحب في الشاهد والغائب فمن عرف قدر صاحبه فقد قام بواجبه والقرين عند أهل المعرفة لا بد أن تكون على صفة فاعتبرها في صحبته وحذار من غدرته وقد يغدر الصاحب في بعض المذاهب رسول الله ص قبل من الذي أتى إليه مسلما إسلامه وصحبته وما قبل غدرته لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن سمع القول فاتبع أحسنه ومن ذلك من افتتح بالمنح من الباب 344 المنحة مردودة إلا منحة الحق فإنه ما ثم على من ترد لأنه ما يشبه الخلق لا يقبل المنافع وهو النافع فتح الغيوب على ضروب فالكل في كل زمان ونفس في مزيد لكن بعض العالم في لبس من خلق جديد المبايعة تشهد بالمنازعة فإن مبناها على السمع والطاعة وموافقة الجماعة ومن شذ شذ إلى النار بذا جاءت الأخبار من عرف قدر الإمام لم يقع فيه وإن جار بملام اتركه ومن استخلفه فإن أمنه أمنه وإن خوفه خوفه من عرف قدر السلطان لم يعصه وإن عصى الله فيه لم يستقصه أنظره مجبورا مسيرا لا تنظره مختارا مخيرا واسترح عليه واستند إليه فهو الظل من آوي إليه لم يلحقه ذل ومن ذلك علم الأسرار في الأنهار والبحار من الباب 345 علم الاستنباط لأهل البساط علم الأحوال لمن شهد الأهوال العلم السهل لمن كان من الأهل علم الانتاج لأصحاب المعراج وعلم الأسماء والرسوم لمن جمع هذه العلوم وقد انحصر أصحابها في السبعة من العدد وهم الأبدال عند كل أحد فمنهم المنفرد بعلم واحد ومنهم الجامع من غير أمر زائد ومنهم الجامع بين اثنين لذي عينين ومنهم الفائز بالثلاث وهو صاحب الميراث الحائز جميع المال فله الكمال وما ورث الله إلا الكتاب لذوي الألباب فهم ورثة النبي لا ورثة الولي فإنه لا يورث إلا الميت الراحل عن البيت والحق لا يفارق فتدبر هذه الحقائق ومن ذلك في الكثبان تسامر الخلان من الباب 346 أصحاب الحدر ما لهم هذا السمر هذا السمر لأصحاب السمر الغيوب وإن انكشفت للقبائل والشعوب فإن القبائل لهم فيها الباع المتسع الطائل وأما الشعوب فريحهم دون ريح القبائل في الهبوب لا يبلغ الأعاجم مع اعتلائها في سمائها مبلغ الإعراب دليلنا الخيول العراب الإعجام إبهام والإعراب إبانة الكلام ما منع المعارض إلا من العربي لا من الأعجمي اختص الإعجاز بالقرآن وإن كانت الكتب المنزلة كلام الرحمن
(٣٩٧)