وانتهض تابعا من تقدم فلحق فأما شاكرا فله منزل السرور وإما كفورا فله سوء المصير والثبور ومن ذلك القسم بالأمم من الباب 303 لولا إن الشرف عم وإليه ترجع الأمم ما أقسم الحق بالوجود والعدم فأقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إظهار العلو مرتبة المقسم به ولكن لا تشعرون فالأشقياء سعداء وإن كانوا بعداء فهو البعيد القريب والجنيب الحبيب فالشقي شقي في بطن أمه لما هو عليه من غمه والسعيد سعيد في بطن أمه لما خصه به من علمه فلقد رأيت من شمت أمه وهو في بطنها حين عطست وحمدت فعند ما سمعت ذلك التشميت من جوفها سرت فسجدت فهذا واحد ممن خصه الله بعلمه في بطن أمه فمن احتج بقوله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا فذلك مثل من رد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وما يلزم العالم حضوره دائما مع علمه فهكذا حال الجنين إذا خرج من بطن أمه ومن ذلك استعارة الصفات وأين هي آفات من الباب 304 لا يقتحم المكاره إلا الشجاع الفارة ولا يعرف منزلتها إلا من جنى ثمرتها ما عند العارف ما يكره فلا تموه الحق لا يرضى لعباده الكفر وهذا عين الغفر في إسبال الستور الجهل بالأمور الأبصار تخرق الأستار ولهذا شرع الاعتبار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار والستر مسدل والباب مقفل والعطاء مسبل فما نفع حجاب ولا منع باب بصر الاعتبار لا يقف له شئ من الأستار تظن إنك في حجاب عن أعين الأحباب لما ترى من الأستار والحجاب وأنت منظور إليك محاط بما في يديك فالزم شأنك واحفظ عليك لسانك ومن ذلك تنزيه الأسماء من غير تعرض للمسمى من الباب 305 تجلى العظيم في الركوع لأنه برزخ الجميع وتجلى العلي في السجود لما يعطيه من التمييز والحدود ما هو العلي وإنما هو الأعلى والأمر مفاضلة والمفاضلة أولى أعطت ذلك الصورة الحاكمة والنشأة القائمة بالأسماء تعددت النعم لأنها حضرة الكرم إذا كان الحق يصلي فمن المتجلي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي لعهده وعهدي فما يقول إلا قلت ولا يسأل إلا أجبت العبد قبلة الحق والحق في قبلة العبد الصلاة حكم واحد في الغائب والشاهد الصوم له والصلاة مقسومة والحج أذكاره المعلومة يأخذ الصدقة فيربيها رحمة بمن ولدها لقيامه فيها فإن قلب كل إنسان حيث جعل ما له فإذا نظر إليه فلا يقل ما له فمن نظر إلى صدقته نظر إلى ربه بحقيقته فهو للعارف العابد شهادة في كل عباده ومن ذلك الآتي ليلا يبتغي نيلا من الباب 306 أهل القرآن هم أهل الله وخاصته من عباده اختصهم بكلامه لمناجاته حتى لا ينطقون إلا بما نطق فلا يتكلمون إلا بحق قديم ظهر بصورة محدث لما حدث فلا يأتيهم تعالى إلا في الثلث الباقي من الليل ليمنحهم جزيل العطايا فيما يخصهم به من النيل وقد نهي أن يأتي المسافر أهله ليلا وأن يجر للكرم إن فعله على ذلك ذيلا فطلبنا في ذلك على الحكمة الغريبة فعرض بامتشاط الشعثة واستحداد المغيبة وأعرض عما سبق إليه الأوهام الحديثة من الأفعال الخبيثة ومن فهم ذلك من النفوس إلا فاضل المنزهين عن الرذائل قال ابتغاء الستر وإبقاء لجميل الذكر ولذلك نطق رسول الله ص فأمر من بلي منكم بهذه القاذورة فليستتر ومن ذلك الوجود في الشاهد والمشهود من الباب 307 لا يعرف الوجود إلا أهل الشهود العين تثبت العين العجب كل العجب عند أهل العلم والأدب رؤية الحق في القدم أعيانا أحوالهم العدم يميزهم بأعيانهم في تلك الحال لا تفصيل حدود بل تفصيل رؤية الموجود فإذا أبرزهم إلى وجودهم تميز وافى الأعيان بحدودهم انظر وحقق ما أنبهك عليه واستر أوجد الله في عالم الدنيا الكشف والرؤيا فيرى الأمور التي لا وجود لها في عينها قبل كونها ويرى الساعة في مجلاها ويرى الحق يحكم فيها بين عباده حين جلاها وما ثم ساعة وجدت ولا حالة مما رآها شهدت فتوجد بعد ذلك في مرآها كما رآها فإن تفطنت فقد رميت بك على الطريق وهذا منهج التحقيق فاسلك عليه وكن مطرقا بين يديه ومن ذلك الخروج عن الطباق بالإطباق من الباب 308 الأحوال التي عليها الخلق هي عين شؤون الحق ومن أحوالهم أعيانهم فمن شؤونهم أكوانهم فما لك لا تؤمن بما ترى وتعلم أن الله يرى يراك في حال عدمك وثبوت قدمك أنت لنفسك وهو لنفسه ما أنت معه كبدره مع شمسه وأنت معه كذلك نبه
(٣٩٠)