وبالجملة: تفاوت أفراد الانسان في القرب منه تعالى والبعد عنه، سبب لاختلافها في استحقاق الجنة ودرجاتها، والنار ودركاتها، (وموجب لتفاوتها في نيل الشفاعة وعدم نيلها)، وتفاوتها في ذلك بالآخرة يكون ذاتيا، والذاتي لا يعلل.
إن قلت: على هذا، فلا فائدة في بعث الرسل وإنزال الكتب والوعظ والانذار.
قلت: ذلك لينتفع به من حسنت سريرته وطابت طينته، لتكمل به نفسه، ويخلص مع ربه أنسه، ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، قال الله تبارك وتعالى:
____________________
يكون موضوع حكم العقل بالحسن والقبح هو ما يكون موضوعا للحكم الشرعي في التحرير الأول.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنه وان كان كل منهما ممكنا الا انه لم يكن دليل على أن مقطوع الوجوب واجب بعنوان انه مقطوع الوجوب، وكذلك مقطوع الحرمة، بل يمكن القطع بأنه لم يرد من الشرع في ذلك خبر ولا اثر، فالنزاع الأول يسقط عن الاعتبار، وينحصر النزاع في الثاني، والتحقيق فيه على ما افاده السيد الأستاذ هو ان العقل حاكم مستقل باستحقاق العقاب بلا إشكال وارتياب، وانما الكلام في مناط حكمه، هل هو الحسن الطارئ على المقطوع وجوبه باعتبار تعلق القطع به، وكذلك القبح العارض على المقطوعة حرمته باعتبار القطع بها، كما توهمه بعض وليس بصحيح، ضرورة ان الواقع لا يتغير عما هو عليه من الحسن والقبح بسبب القطع، وعلى هذا فالفعل المتجرى به لا يصير حسنا ولا قبيحا، بل يكون باقيا على الحال الذي كان عليه من دون ان يحدث القطع فيه شيئا.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنه وان كان كل منهما ممكنا الا انه لم يكن دليل على أن مقطوع الوجوب واجب بعنوان انه مقطوع الوجوب، وكذلك مقطوع الحرمة، بل يمكن القطع بأنه لم يرد من الشرع في ذلك خبر ولا اثر، فالنزاع الأول يسقط عن الاعتبار، وينحصر النزاع في الثاني، والتحقيق فيه على ما افاده السيد الأستاذ هو ان العقل حاكم مستقل باستحقاق العقاب بلا إشكال وارتياب، وانما الكلام في مناط حكمه، هل هو الحسن الطارئ على المقطوع وجوبه باعتبار تعلق القطع به، وكذلك القبح العارض على المقطوعة حرمته باعتبار القطع بها، كما توهمه بعض وليس بصحيح، ضرورة ان الواقع لا يتغير عما هو عليه من الحسن والقبح بسبب القطع، وعلى هذا فالفعل المتجرى به لا يصير حسنا ولا قبيحا، بل يكون باقيا على الحال الذي كان عليه من دون ان يحدث القطع فيه شيئا.