عن تكبير الاحرام خاصة فتكون السبع المذكورة بعدها، وكيف كان فهو مخالف لما عليه الأصحاب.
وقال في النفلية: وروى التسبيح بعده سبعا والتحميد سبعا. قال شيخنا الشهيد الثاني في شرحها: ذكره ابن الجنيد ونسبه إلى الأئمة (عليهم السلام) ولم نقف عليه وكذا اعترف المصنف في الذكرى بذلك. انتهى.
أقول: قد روى الصدوق في كتاب العلل في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) وذكر حديث تكبيرات الافتتاح ثم قال: " قال زرارة فقلت لأبي جعفر (عليه السلام) فكيف نصنع؟ قال تكبر سبعا وتحمد سبعا تسبح سبعا وتحمد الله وتثني عليه ثم تقرأ " ولعل هذا الخبر هو المستند لما ذكره ابن الجنيد إلا أن ابن الجنيد ذكر التهليل سبعا والخبر خال من ذلك ولعل الخبر عنده كان كذلك، ويؤيده ما نقله بعض مشايخنا عن بعض الثقات أنه رأى هذا الخبر في بعض النسخ بعد قوله " وتسبح سبعا " و " تهلل سبعا " كما ذكره ابن الجنيد.
إذا عرفت ذلك فاعلم أن ما ذكره في النفلية بعيد الانطباق على مذهب ابن الجنيد وإن كان شيخنا الشهيد الثاني قد فسره به، لأن ابن الجنيد كما عرفت ذكر التسبيح سبعا والتهليل سبعا ومع فرض أن يكون المصنف فهم من التكبير سبع في كلام ابن الجنيد التكبيرات السبع بإضافة تكبيرة الاحرام إليها فلم يذكره لموافقته لكلام الأصحاب وإنما أراد التنبيه على ما لم يتعرضوا له إلا أنه ينافيه حذف التهليل وعدم ذكره. ولعل المصنف اطلع على رواية زرارة المذكورة وأشار بقوله " روى " إليها لا إلى ما نقل عن ابن الجنيد دعوى الرواية به فإنه بعيد عن ظاهر هذه العبارة، وكلامه إلى الانطباق على ظاهر الصحيحة المذكورة - بحمله التكبير سبعا فيها على تكبيرات الافتتاح المشهورة فلم يذكره وإنما