قد شاهد ابن جبير ذاك منه على * مسامع الخلق أقصاه وأقربه والأبيات التي أرسلها العلامة إلى ابن تيمية وجوابها الذي أجاب به الشمس الموصلي، قد نقلها ابن عراق في تذكرته فيما حكاه عنه صاحب مجالس المؤمنين، فقال: قال الشيخ نور الدين علي بن عراق المصري في تذكرته:
إن الشيخ تقي الدين بن تيمية كان معاصرا " للشيخ جمال الدين ويتكلم على الشيخ جمال الدين في غيابه، فكتب إليه الشيخ جمال الدين:
لو كنت تعلم كلما علم الورى * طرا " لصرت صديق كل العالم لكن جهلت فقلت إن جميع من * يهوى خلاف هواك ليس بعالم.
فكتب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم الموصلي في جوابه هذين البيتين:
يا من يموه في السؤال مسفسطا * إن الذي ألزمت ليس بلازم هذا رسول الله يعلم كلما * علموا وقد عاداه جل العالم قال السيد الأمين:
السفسطة، هي من الشمس الموصلي، فالعلامة الحلي يقول: إن ردك علي لجهلك بما أقول وعدم فهمك إياه على حقيقته، فلو علمت كل ما علم الورى ووصل إليه علمهم من الحق، لكنت تذعن لهم ولا تعاديهم، لكنك جهلت حقيقة ما قالوا فنسبت من لا يهوى هواك منهم إلى الجهل فهو نظير قول القائل:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني * أو كنت أعلم ما تقول عذلتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني * وعلمت أنك جاهل فعذرتكا فأين هذا من نقضه السوفسطائي بأن رسول الله - صلى الله عليه وآله - يعلم كلما يعلمه الناس وقد عاداه جل الناس. ولما اطلعت على بيتي الموصلي خطر بالبال هذان البيتان:
أحسنت في التشبيه كل معاند * لولي آل المصطفى ومقاوم