أن اترك الكلام معك وأقطعه وأكلم عبدك قال لا قال فإنك عبد الله فبكى الخليفة ولقيت جماعة على ذلك من شيوخنا منهم أبو الحجاج الشربلي بإشبيلية وكان كثيرا ما يقرأ القرآن في المصحف إذا خلى بنفسه وإذا دخلت على مريض أو ميت فاقرأ عنده سورة يس فإنه اتفق لي فيها صورة عجيبة وعليك بالصلاة في النعال إذا لم يكن بها قذر والمشي فيها واستوص بطالب العلم خير أو بالنساء واعتدل في السجود إذا سجدت في الصلاة أو في القراءة ولا تبسط ذراعيك في سجودك كما يفعل الكلب ولا تكلف نفسك من العمل إلا ما تطيقه وتعلم أنك تدوم عليه وإذا حضرت عند ميت فلقنه لا إله إلا الله ولا تسئ الظن به إذا لم يقل ذلك أو يقول لا فإني أعلم أن شخصا بالمغرب جرى له مثل هذا وكان مشهورا بالصلاح فلما أفاق قيل له في ذلك فقال ما كنت معكم وإنما جاءني الشياطين في صورة من سلف ودرج من آبائي وإخواني فكانوا يقولون لي إياك والإسلام مت يهوديا أو نصرانيا فكنت أقول لهم لا حين سمعتموني أقول لا إلى أن عصمني الله منهم وإذا كان لك صاحب فعده إن مرض وصل عليه إن مات وشيع جنازته وإذا شيعت جنازة إن كنت راكبا فامش وإن كنت ماشيا فامش بين يديها وإذا حضرت دفن ميت من المسلمين فلا تنصرف عن قبره وقف ساعة قدر ما يسأل فإنه يجد لوقوفك أنسا وإن حملت جنازة فأسرع بها فإن كان خيرا سارعت بها إليه وإن كان شرا حططته عن رقبتك ولا تذكر مساوي الموتى وغط الإناء الذي تشرب منه واطف السراج عند نومك وأغلق بابك إذا أردت النوم فإن الشياطين لا تفتح بابا مغلقا واقرأ آية الكرسي عند نومك وسدد في الأمور وقارب ما استطعت فاعمل الخير ولا تقل إن كان الله كتبني شقيا فإنا شقي وإن كان كتبني سعيدا فإنا سعيد فلا أعمل فاعلم إنك إذا وفقت لعمل الخير فهو بشرى من الله إنك من السعداء فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وإن الله يقول فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقال ص اعملوا واتكلوا وكل ميسر لما يسر له فمن خلق للنعيم فسييسره لليسرى ومن خلق للجحيم فسييسره للعسرى وأنزل كل أحد منزلته تكن عادلا واترك حقك لأخيك ما استطعت وأقل عثرات أهل المروءات والهيئات إلا في إقامة الحدود المشروعة إن كنت حاكما ذا سلطان وإن كنت ذا ثروة وحظ من الدنيا فارتبط فرسا أو جملا في سبيل الله وأمسح بنواصيها وإعجازها وقلدها ولا تقلدها وترا ولا جرسا وجاهد بمالك ونفسك من أشرك بالله واشفع إلا في حد إذا بلغ إلى الحاكم والبس البياض من الثياب فإنه خير لباس المؤمن وأطهره وأطيبه وكفن الميت فيه وإذا جاءك سائل في العلم أو غيره فلا تنهره ولا تخيب من جاء يسترفدك مما فضلك الله عليه من الرزق وأكثر من زيارة القبور ولا تكثر الجلوس عندها ولا تقل هجرا بل اجلس ما دمت تعتبر وتذكرك الآخرة ولا تؤذ أصحاب القبور بالحديث عندها في أمور الدنيا وبلغ عن رسول الله ص ولو خبرا واحدا أو آية فإنك تحشر بذلك في زمرة العلماء المبلغين ومر الصبي بالصلاة لسبع سنين وأضربه عليها لعشر سنين وفرق بين الصبيان في المضاجع وإياك أن تفضي إلى أخيك في الثوب الواحد وتابع بين الحج والعمرة وإن جاورت بمكة فأكثر من الاعتمار والطواف ولا سيما في رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة هذا هو الثابت وأكثر من أكل الزيت والإدهان به وإذا اشتريت طعاما فأكلته واجتنب السبع الموبقات وهي الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات (وصية) عليك بكثرة السجود والجماعة وإن قدرت إن تسكن للشام فإن رسول الله ص ثبت عنه أنه قال عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه وإليها يجتبي خيرته من عباده وإياك والحديث بالظن فإن الظن أكذب الحديث إياك والحسد ولا تجلس على الطرقات ولا تدخل على النساء المغنيات وإذا بعث فلا تكثر من اليمين على سلعتك وإياك أن تتقلد أمرا من أمور المسلمين فإن ألجأت إلى ذلك ولا بد فلا تحكم بين اثنين وأنت غضبان ولا أنت حاقن ولا جائع ولا أنت مستوفز لأمر لا بد لك منه وأعدل بين رجليك إذا انتعلت أو وضعت إحدى رجليك على الأخرى واعلم أن جوارحك من رعيتك فاعدل فيها فإن الله أمرك بالعدل فيمن استرعاك وإن كنت مملوكا فلا تقل لمالكك ربي وقل سيدي وإن كان لك مملوك أو مملوكة فلا تقل عبدي ولا أمتي وقل غلامي وجاريتي ولا تقل لأحد مولاي فإن المولى هو الله
(٥٠٠)