المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات واجهد أن لا تترك هذا حتى تخرج من الخلاف بفعلك ما أمرتك به فإني ما أمرتك بأمر تفعله من عباداتك إلا لما أعرف في تركه من الخلاف بين العلماء وأريد أن تأتي العبادة على أتم وجوهها مما لا اختلاف فيه هذا غرضي في هذه الوصية بمثل هذه الأمور فلا تهمل شيئا مما وصيتك به (وصية) إياك أن تقترف ذنبا وأنت صائم فإنه يبطل صومك فالصوم لله لا لك فلا يراك في عمل هو له على ما لا يرضاه منك فلتكن على أحسن الحالات في صومك وإن شاتمك أحد أو قاتلك فقل إني صائم فلا تجازه بفعله وإن كان لك مال فاجهد أن تكون لك صدقة جارية توقفها على الناس لا تخص بها طائفة من طائفة بل على المسلمين الذين تلفظوا بالشهادة أو ولدوا في الإسلام فإن هذه الأوقاف إن لم تكن على حد ما ذكرتها لك وإلا أكل الناس حراما ويكون الواقف هو الذي أساء في حقهم حيث اشترط شرطا معينا سوى الإسلام فإن اشترط ولا بد فليشترط من يتظاهر بالخير في أغلب أحواله وكذلك إن كان لك علم نافع في الدين فبثه في الناس لينتفع به كل سامع إلى يوم القيامة يا أخي إذا كان في يدك هيف مصلت فأراد أحد أن يتناوله منك فلا تناوله إياه حتى تغمده الله الله إذا رأيت أحدا على عمل يكرهه الشرع من المسلمين فأكره عمله ولا تكره المسلم الذي هو العامل وإن كنت صادقا في كراهيتك عمله فلا تعمل بمثله فإن عملت بمثله وكرهته من غيرك فأنت مراء بما ظهرت به من الكراهة لذلك وهنا سر خفي ومكر دقيق يؤدي إلى ترك تغير المنكر وإذا كنت في سفر وأردت التعريس بالليل فاجتنب الطريق فإن الهوام بالليل تقصد الطريق فربما يؤذيك شئ منها وقل إذا نزلت منزلا أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق فإنه لن يضرك شئ ما دمت في ذلك المنزل أخبرني صاحبي عبد الله بدر الحبشي الخادم عن الشيخ ربيع بن محمود الحطاب المارديني قال بتنا ليلة برأس العين في مسجد وبرأس العين عقارب تسمى الجرارات لا ترفع أذنا بها إلا عند الضرب وهي قتالة ما ضربت أحدا فعاش فجاء شخص فبات في المسجد وذكر هذه الاستعاذة فضربته العقرب في تلك الليلة فقال للشيخ ربيع حديثه فقال له صح الحديث فإن الله قد رفع عنك الموت فإنها ما ضربت أحدا إلا مات وقد رأيت أنا مثل هذا من نفسي لدغتني العقرب مرة بعد مرة في وقت واحد فما وجدت لها ألما وكنت قد ذكرت هذه الاستعاذة إلا أنه كان في حرامي بندقتان وكنت قد سمعت أن البندق بالخاصية يدفع ألم الملسوع فلا أدري هل كان ذلك للبندق أو للدعاء أو لهما معا إلا أنه تورم رحلي وحصل فيه خدر وبقي الورم ثلاثة أيام ولا أجد ألما البتة وعليك بالتسمية في كل حال تشرع فيه من أكل وشرب ودخول وخروج وحل وترحال وحركة وسكون وإذا دخلت بيت الله فابدأ برجلك اليمنى وإذا خرجت فأخرج رجلك اليمنى وإذا انتقلت فابدأ باليمنى وإذا خلعت فابدأ باليسار (وصية) لا تساور صاحبك بشئ ومعكما ثالث دونه فإن ذلك يوحشه بلا شك ومقصود الحق من عباده تألف القلوب والمحبة والتودد وإن الله قد جعل الألفة من منة الله على نبيه ص فقال لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم وكذلك لا تتكلم معه بلسان لا يعرفه الثالث فإنه لا فرق بينه وبين المساررة والتزم الصدق في حديثك أبدا وفي أفعالك تكن أصدق الناس رأيا وإذا سمعت صياح الديكة فسل الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعت نهيق الحمار فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الحمار لا ينهق إلا إذا رأى شيطانا والديك لا يصيح إلا إذا رأى ملكا وقد روينا أن لله ديكا في السماء إذا صاح وسمعته الديوك في الأرض صاحت لصياحه كن في كل حال ذاتية حميدة مع الله يرضاها الله منك وعلى عمل صالح ولا سيما إذا كثر الفساد في العامة فما تدري لعل الله يرسل عليهم عذابا يعم الصالح والطالح فتكون ممن يحشر على عمل خير كما قبضت عليه يقول الله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ولا تشمت عاطسا لم يحمد الله ولكن ذكره أن يحمد الله ثم شمته وإياك إذا غلبك لتثاوب إن تصوت فيه واكظمه ما استطعت وإياك أن تمدح أحدا في وجهه فتخجله وإذا مدحك أحد في وجهك فأحث التراب في وجهه برفق وصورة حثو التراب أن تأخذ كفا من تراب وترمي به بين يديه وتقول له ما عسى أن يكون من خلق من تراب ومن
(٥٠٥)