أو الكذب على الله أو على رسول الله أو تحدث بحديث ترى أنه كذب فتحدث به ولا تبين عند السامع أنه كذب واحذر أن تسمع حديث قوم وهم يكرهون أن تسمعه فإنه نوع من التجسس الذي نهى الله عنه واحذر أن تخبث امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده واحذر أن تنام على سطح ما له احتجاز فإن فعلت فقد برئت منك الذمة وإياك أن تحب قيام الناس لك وبين يديك تعظيما لك وهذا كثير في هذه البلاد أعني العراق وما جاوره فما رأيت منهم أحدا يسلم من حب ذلك مع علمهم بما فيه وقد جرت لنا معهم في ذلك حكايات مع علمائهم فما ظنك بعامتهم وقمت مرة لأحدهم فقال لي لا تفعل وقال لي إن النهي قد ورد في ذلك فقلت له يا فقيه أنت المخاطب بذلك أن لا تحب أن يتمثل الناس بين يديك قياما ما أنا المخاطب بذلك إني لا أقوم لمثلك فتعجب من هذا الجواب واستحسنه وكان من علماء الشريعة وإياك أن تقبل هدية من شفعت فيه شفاعة فإن ذلك من الربا الذي نهى الله عنه بنص رسول الله ص في ذلك ولقد جرى لنا مثل هذا في تونس من بلاد إفريقية دعاني كبير من كبرائها يقال له ابن معتب إلى بيته لكرامة استعدها لي فأجبت الداعي فعند ما دخلت بيته وقدم الطعام طلب مني شفاعة عند صاحب البلد وكنت مقبول القول عنده متحكما فأنعمت له في ذلك وقمت وما أكلت له طعاما ولا قبلت منه ما قدمه لنا من الهدايا وقضيت حاجته ورجع إليه ملكه ولم أكن بعد وقفت على هذا الخبر النبوي وإنما فعلت ذلك مروءة وأنفة وكان عصمة من الله في نفس الأمر وعناية إلهية بنا وإياك أن تشفع عند حاكم في حد من حدود الله كلم ابن عباس في رجل أصاب حدا من حدود الله أن يكلم الحاكم فيه فقال ابن عباس لعنني الله إن شفعت فيه ولعن الله أخاكم إن قبل الشفاعة فيه لو أردتم ذلك لجئتموني قبل إن بصل إلى الحاكم وكان سارقا ثبت في الحديث عن رسول الله ص من حالت شفاعته دون حدود الله فقد ضاد الله وإياك أن تخاصم في باطل فتسخط الله عليك وكذلك لا تعن على خصومة بعلم تدفع به حقا فإن النبي ص يقول فيمن أعان على ذلك إنه يبوء بغضب من الله ولا تقل في مؤمن ما ليس فيه مما يشينه عند الناس وقد ثبت أنه من رمى مسلما بشئ يريد يشينه حبسه الله على جمر جهنم حتى يخرج مما قال يعني يتوب واحذر أن تأكل الدنيا بالدين أو تأكل مال أحد بإخافته فيعطيك اتقاء وإياك أن تسمع فيسمع الله بك سمعت شيخنا المحدث الزاهد أبا الحسن يحيى بن الصانع بمدينة سبتة ونحن بمنزله يقول لا كل الدنيا بالدف والمزمار خير لي من أني آكلها بالدين وكف لسانك عن اللعنة ما استطعت فإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت عليه اللعنة أي بعد عنه الخير الذي كان له من ذلك الذي لعنه لو لم يلعنه ولقد روينا عن رجل كان في غزاة فضاع له آلة من آلات دابته فسئل عن الضائع فقال راح في لعنة الله ثم إن الرجل استشهد في تلك الغزاة فرآه إنسان في النوم فسأله ما فعل الله به فقال إن الله وزن لي كل ما عندي حتى روث الفرس وبوله جعله في ميزاني وأثابني به فلم أر في الميزان سرج الدابة الذي كان ضاع لي فقلت يا رب وأين سرج دابتي فقال هو حيث جعلته في لعنة الله حيث سألت عنه فحرم خيره فعادت لعنة السرج عليه بهذا المعنى وكان رسول الله ص في سفر فسمع امرأة تلعن ناقتها فأمر بها فسيبت وقال لا يصحبنا ملعون فطردت من الركب قال الراوي فلقد كنا نراها تطلب أن تلحق بالركب والناس يطردونها فتركناها منقطعة فكانت عقوبة صاحبتها إن بعد عنها خيرها وهو ركوبها فحارت اللعنة عليها فإن اللعنة البعد واحذر أن تكفر مؤمنا فإن تكفير المؤمن كقتله ولا تهجر أخاك فوق ثلاث فإذا لقيته بعد ثلاث فابدأه بالسلام تكن خير الشخصين المهاجرين ولما هجر الحسن محمد ابن الحنفية أخاه وتهاجر أنفذ إليه محمد بن الحنفية بعد ثلاث فقال يا أخي يا ابن رسول الله إن رسول الله ص يقول لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وقد فرغت الثلاث فأما إن تأتيني فتبدأني بالسلام فإنك خير مني وإن كنا ابني رجل واحد فأنت سبط رسول الله ص فإن خير الرجلين المتهاجرين من يبدأ بالسلام وإن لم تفعل جئت إليك فبدأتك بالسلام فبلغ ذلك الحسن فشكره وركب دابته وقصد إلى منزله فبدأه بالسلام فانظر ما أحسن هذا كيف أثر على نفسه من هو أفضل منه
(٤٨٩)