العامل أربابها فهو المسؤول عن ذلك لا أنت وقد دخل على الناس في هذا شبهة لا يعرفونها إلا في الدار الآخرة واحذر أن تتصدق على شريف من أهل البيت وانو فيما توصله إليهم الهدية لا الصدقة فإنك إن نويت الصدقة عليهم أثمت إلا أن تعرفهم بذلك فإن أكلوا صدقتك فقد أثموا بأكلها وأثمت أنت حيث أعطيتهم مالا يجوز لك أن تعطيه إياهم وتخيلت القرب في عين البعد وإياك أن تخوض في مال الله بغير حق وإياك أن تنتفي عن أبيك كان من كان ولا تتبع عورات الناس ولا مثاليهم واشتغل بنفسك وحسن أدب ابنك واسمه وإن ابتليت بصحبة الزوجة فدارها وتنزل من عقلك إلى عقلها فإن ذلك من كمال عقلك فعامل كل شخص من حيث هو لا من حيث ما أنت عليه فإن الغالب على النساء إنهن لا يستطعن أن يبلغن مبلغ الرجال الكمل إلا من جاء النص بكمالهما وهما مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون فإن النص ورد فيهما بالكمال من النبي ص وعليك بالعدل في الحكم وأطف ء النار إذا فرغت من حاجتك إليها وعليك باستعمال الحبة السوداء وهو الشونيز فإنها شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت ولقد ابتلي عندنا رجل من أعيان الناس بالجذام وقال الأطباء بأجمعهم لما أبصروه وقد تمكنت العلة منه ما لهذا المرض دواء فرآه رجل من أهل الحديث من بنى عفير من أهل أبلة يقال له سعد السعود وكان عنده إيمان بالحديث عظيم يقطع به فقال له يا هذا لم لا تطب نفسك فقال له الرجل إن الأطباء قالوا ليس لهذه العلة دواء فقال كذبت الأطباء والنبي ص أصدق منهم وقد قال في الحبة السوداء إنها شفاء من كل داء وهذا الداء الذي نزل بك من جملة ذلك ثم قال علي بالحبة السوداء والعسل فخلط هذا بهذا وطلي بهما بدنه كله ورأسه ووجهه إلى رجليه وألعقه من ذلك وتركه ساعة ثم إنه غسل ذلك عنه فانسلخ من جلده ونبت له جلد آخر ونبت ما كان قد سقط من شعره وبرئ وعاد إلى ما كان عليه في حال عافيته فتعجب الأطباء والناس من قوة إيمانه بحديث رسول الله ص وكان رحمه الله يستعمل الحبة السوداء في كل داء يصيبه حتى في الرمد إذا رمد عينه اكتحل بها فيبرأ من ساعته (وصية) ادفع عن عرض أخيك المسلم ما استطعت ولا تخذله إذا انتهكت حرمته فإنه ثبت عن رسول الله ص ما من امرء مسلم يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقض به من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب نصرته وما رأيت أحدا تحقق بمثل هذا في نفسه مثل الشيخ أبي عبد الله الدقاق بمدينة فاس من بلاد المغرب ما اغتاب أحدا قط ولا اغتيب بحضرته أحد قط وكان هذا عن نفسه وربما كان يقول لم يكن بعد أبي بكر الصديق صديق مثلي ويذكر هذا وكان نعم السيد خرج ذكره ومناقبه شيخنا أبو عبد الله محمد ابن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي الفاسي الإمام بالمسجد الأزهر بعين الخيل من مدينة فاس في كتاب له سماه المستفاد في ذكره الصالحين من العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد سمعنا هذا الكتاب عليه وبقرآنه أظن سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة إذا لقيت أحدا من المسلمين فصافحه إذا سلمت عليه ولا تنحن له كما تفعله الأعاجم فإن ذلك عادة سوء وقد ورد أن رسول الله ص قيل له إذا لقي الرجل الرجل أينحني له قال لا قيل له أيصافحه قال نعم وقد ثبت أنه قال ما من مسلمين يتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا وأوص أهلك وبناتك ونساء المؤمنين أن لا يخلعن ثيابهم في غير بيوتهن وإياك أن تبيت ليلة إلا ووصيتك عند رأسك مكتوبة فإنك لا تدري إذا نمت هل تصبح في الأحياء أو في الأموات فإن الله يمسك نفس الذي قضى عليه الموت في النوم إذا هو نام ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى والتواضع للخلق رفعة عند الله ولا تكثر مجالسة النساء ولا الصبيان فإنه ينقص من عقلك بقدر ما تنزل إلى عقولهم مع الفتنة التي يخاف منها في مجالسة النساء وأوص نساءك أن لا يخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض وأن يقعدن في بيوتهن ويغضضن من أبصارهن ولا يبدين زينتهن إلا حيث أمرهن الله وإياك ودخول الخدام على نسائك فإنهم من أولي الإربة واحجب نساءك عنهم كما تحجبهم عن فحول الذكران فإنهم من الرجال وكن نعم الجليس للملك القرين الموكل بك واصغ إليه واحذر من الجليس الثاني الذي هو الشيطان ولا تنصر الشيطان على
(٥٠٣)