ما قلناه تتعوذ في كل مرة بالتعوذ الذي ذكرناه وكذلك بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الصبح قبل إن نتكلم وعند ما تسلم من الصلاة تقول اللهم أجرني من النار سبع مرار وكذلك إذا صليت المغرب بعد أن تسلم وقبل إن تتكلم تصلي ست ركعات ركعتان منها تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ست مرات والمعوذتين في كل ركعة من الركعتين فإذا سلمت فقل عقيب السلام اللهم سددني بالإيمان واحفظه علي في حياتي وعند وفاتي وبعد مماتي وكذلك تقول في أثر كل صلاة فريضة إذا سلمت منها وقبل الكلام اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل السماوات وأهل الأرض وكل شئ هو في علمك كائن أو قد كان اللهم إني أقدم إليك بين يدي ذلك كله الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم وإياك والإصرار وهو الإقامة على الذنب بل تب إلى الله في كل حال وعلى أثر كل ذنب ولقد أخبرني بعض الصالحين بمدينة قرطبة من أهلها قال سمعت أن بمرسية رجلا عالما أعرفه ورأيته وحضرت مجلسه سنة خمس وتسعين وخمسمائة بمرسية وكان هذا العالم مسرفا على نفسه وما منعني أن أسميه إلا خوفي أن يعرف إذا سميته فقال لي ذلك الفقير الصالح قصدت زيارة هذا العالم فامتنع من الخروج إلى الراحة كان عليها مع إخوانه فأبيت إلا رؤيته فقال أخبروه بالذي أنا عليه فقلت لا بد لي منه فأمر فدخلت عليه وقد فرع ما كان بأيديهم من الخمر فقال له بعض الحاضرين أكتب إلى فلان يبعث إلينا شيئا من الخمر فقال لا أفعل أتريدون أن أكون مصرا على معصية الله والله ما أشرب كأسا إذا تناولته إلا وأتوب عقيبه إلى الله تعالى ولا انتظر الكأس الآخر ولا أحدث به نفسي فإذا وصل الدور إلي وجاء الساقي بالكأس ليناولني إياه انظر في نفسي فإن رأيت أن أتناوله منه تناولته وشربته وتبت عقيبه فعسى الله أن يمن علي بوقت لا يخطر لي فيه إن أعصي الله قال الفقير فتعجبت منه مع إسرافه على نفسه كيف لم يغفل عن مثل هذا ومات رحمه الله (وصية) إذا صليت فلا ترفع بصرك إلى السماء فإنك لا تدري يرجع إليك بصرك أم لا وليكن نظرك إلى موضع سجودك أو قبلتك وحافظ على تسوية الصف في الصلاة وإذا رأيت من برز بصدره عن الصف رده إليه واحذر أن تأتي أمرا إلا عن بصيرة وعلم ولا تدخل في عمل لا تعرف حكمه عند الله وأد الحقوق في الدنيا فإنه لا بد من أدائها فإن أديتها هنا شكر الله فعلك وأفلحت وعليك بمخالفة أهل الكتاب وكل من ليس على دينك ولو كان خيرا فاطلب على ذلك في الشرع فإذا وجدته مجملا أو معينا فاعمل به من حيث ما هو مشروع لك تكن مؤمنا وإذا رأيت ما تنكره ولا تعرفه فسلمه إلى صاحبه ولا تعترض عليه فإن الله ما ألزمك إلا بما تعرف حكم الله فيه فتحكم فيه بحكم الله ولا تنظر إلى إنكارك فيه مع عدم علمك به فقد يكون ذلك الإنكار من الشيطان وأنت لا تعرف ورأيت كثيرا من الناس يقعون في مثل هذا وإياك والاعتداء في الدعاء والطهور فإن ذلك مذموم وليس بعبادة ومثل الاعتداء في الدعاء أن تدعو بقطيعة رحم وشبه ذلك والاعتداء في الطهور الإسراف في الماء والزيادة على الثلاث في الوضوء وإذا توضأت فاعزم أن تجمع بين مسح رجليك وغسلهما فإنه أولى ولا تترك شيئا من سنن الوضوء فإن من سننه ما فيه خلاف بين وجوبه وعدم وجوبه كالمضمضة والاستنشاق والاستنثار وإذا صليت فاسكن في صلاتك ولا تلتفت يمينا وشمالا ولا تعبث بلحيتك في الصلاة ولا بشئ من ثيابك ولا تشتمل الصماء في الصلاة وليكن ظهرك مستويا في ركوعك ولا تذبح كما تذبح الحمار واحذر أن تكون مكاسا وهو العشار أو مد من خمر أو مصرا على معصية وإياك والغلول والربا وعليك بالدعاء بين الأذان والإقامة وعليك بذكر لفظة الله الله من غير مزيد فإن نتيجة هذا الذكر عظيمة قلت لبعض الحاضرين مع الله من شيوخنا وكان ذكره الله الله من غير مزيد فقلت له لم لا تقول لا إله إلا الله أطلب بذلك الفائدة منه فقال لي يا ولدي أنفاس المتنفس بيد الله ما هي بيدي وكل حرف نفس فنخاف إذا قلت لا أريد لا إله إلا الله فربما يكون النفس بلا آخر نفسي فأموت في وحشة النفي وكلمة الله فيها من الفائدة ما لا يكون في غيرها فإنه ما ثم كلمة تحذف منها حرفا فحرفا إلا ويختل ما بقي إلا هذه الكلمة كلمة الله فلو زال الألف بقي لله كلمة مفيدة ولو زالت
(٤٩٧)