أن يقرضوه ويذكروه وهنا إسار في التنزل الإلهي إلى عباده (وصية) إذا قرأت فاتحة الكتاب فصل بسملتها معها في نفس واحد من غير قطع فإني أقول بالله العظيم لقد حدثني أبو الحسن عن ابن أبي الفتح المعروف والده بالكناري بمدينة الموصل سنة إحدى وستمائة وقال بالله العظيم لقد سمعت شيخنا أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب يقول بالله العظيم لقد سمعت والدي أحمد يقول بالله العظيم لقد سمعت المبارك ابن أحمد بن محمد النيسابوري المقري يقول بالله العظيم لقد سمعت من لفظ أبي بكر الفضل بن محمد الكاتب الهروي وقال بالله العظيم لقد حدثنا أبو بكر محمد بن علي الشاشي الشافعي من لفظه وقال بالله العظيم لقد حدثني عبد الله المعروف بأبي نصر السرخسي وقال بالله العظيم لقد حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل وقال بالله العظيم لقد حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى الوراق الفقيه وقال بالله العظيم لقد حدثني محمد بن يونس الطويل الفقيه وقال بالله العظيم لقد حدثني محمد بن الحسن العلوي الزاهد وقال بالله العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى وقال بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الراجعي وقال بالله العظيم لقد حدثني عمار بن موسى البرمكي وقال بالله العظيم لقد حدثني أنس بن مالك وقال بالله العظيم لقد حدثني علي بن أبي طالب وقال بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الصديق وقال بالله العظيم لقد حدثني محمد المصطفى ص وقال بالله العظيم لقد حدثني جبريل ع وقال بالله العظيم لقد حدثني ميكائيل ع وقال بالله العظيم لقد حدثني إسرافيل ع وقال قال الله تعالى لي يا إسرافيل بعزتي وجلالي وجودي وكرمي من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة اشهدوا على أني قد غفرت له وقبلت منه الحسنات وتجاوزت عنه السيئات ولا أحرق لسانه بالنار وأجيره من عذاب القبر وعذاب النار وعذاب القيامة والفزع الأكبر ويلقاني قبل الأنبياء والأولياء أجمعين (وصية) كن غيور الله تعالى واحذر من الغيرة الطبيعية الحيوانية أن تستفزك وتلبس عليك نفسك بها وأنا أعطيك في ذلك ميزانا وذلك أن الذي يغار لله دينا إنما يغار لانتهاك محارم الله على نفسه وعلى غيره فكما يغار على أمه إن يزني بها أحد كذلك يغار على أم غيره إن يزني بها هو وكذلك البنت والأخت والزوجة والجارية فإن كل امرأة يزني بها قد تكون إما لشخص وبنتا لآخر وأختا لآخر وزوجة لآخر وجارية لآخر وكل واحد منهم لا يريد أن يزني أحد بأمه ولا بأخته ولا بابنته ولا بزوجته ولا بجاريته كما لا يريد هذا الغير أن الذي يزعم أنه يغار لله دينا فإن فعل شيئا من هذا وزنى وادعى الغيرة في الدين أو المروءة فاعلم أنه كاذب في دعواه فإنه ليس بذي دين ولا مروءة من يكره لنفسه شيئا ولا يكرهه لغيره فليس بذي غيرة إيمانية يقول النبي ص في سعد والحديث مشهور إن سعدا لغيور وإني لأغير من سعد وإن الله أغير مني ومن غيرته حرم الفواحش ولقد مات رسول الله ص وما مست يده يد امرأة لا يحل له لمسها وهو رسول الله وما كانت تبايعه النساء إلا بالقول وقوله للواحدة قوله للجميع فاجعل ميزانك في الغيرة للدين هذا فإن وفيت به فاعلم إنك غيور للدين والمروءة وإن وجدت خلاف ذلك فتلك غيرة طبيعية حيوانية ليس لله ولا للمروءة فيها دخول حتى تغار منك كما تغار عليك وقد ثبت ما من أحد أغير من الله إن يزني عبده أو تزني أمته وإذا أصابتك مصيبة فقل إنا لله وإنا إليه راجعون فلا تنزل ما تجد منها إلا بالله ثم قل اللهم اجبرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها فإنه ثبت عن رسول الله ص أن العبد إذا قال هذا أخلف الله له خيرا منها ولقد مات أبو سلمة فقالت امرأته هذا القول وهي تقول ومن خير من أبي سلمة فأخلفها الله خيرا من أبي سلمة وهو رسول الله ص فتزوج بها وصارت من أمهات المؤمنين ولم يكن أصل هذه العناية الإلهية بها إلا هذا القول عند ما أصيبت بموت زوجها أبي سلمة وإذا مات لك ميت فاجهد إن يصلي عليه مائة مسلم أو أربعون فإنهم شفعاء له عند الله ثبت في ذلك عن رسول الله ص ما من مسلم يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه وحديث آخر قال قال رسول الله ص ما من رجل مسلم بموت يقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ومعنى لا يشركون بالله شيئا أي لا يجعلون مع الله إلها آخر وروينا عن بعض العرب أنه مر بجنازة يصلي عليها أمة كثيرة من المسلمين فنزل عن دابته وصلى عليها فقيل له في ذلك فقال إنها من أهل الجنة فقيل ومن لك
(٤٩٥)