رحمته فإنه ثبت عن رسول الله ص لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد وإياك أن ترد الهدية ولا تحقرها ولو كانت ما كانت وعليك بالتوبة إلى الله مع الأنفاس وإذا شاركت أحدا في شئ فلا تخنه وإذا فعلت فعلا فحسنه فإن الله كتب الإحسان على كل شئ وعليك بالتواضع وعدم الفخر على أحد قال علي بن أبي طالب القيرواني في ذلك الناس من جهة التمثيل أكفاء * أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم من أصلهم نسب * يفاخرون به فالطين والماء ما الفضل إلا لأهل الفضل إنهم * على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرء ما كان يحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء لا فخر إلا بتقوى الله فإنه نسب الله الذي بينه وبين عباده وإياك والقيل والقال فيما لا ينبغي ولا يعني لكن في إيصال الخير خاصة وإياك وكثرة السؤال إلا في البحث عن دينك الذي في علمك به سعادتك فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقد علمت أنه ما لا حد حركة ولا سكون ولا دخول ولا خروج إلا وللشرع فيها حكم من أحد الأحكام الخمسة فإذا لم تعلم فاسأل عن كل شئ تكون فيه ما حكم الشرع فيه واطلب على رفع الحرج ما استطعت وغلب الحرمة وخذ بالعزائم في حق نفسك وإياك وإضاعة المال وهو إنفاقه في معصية الله ومن إنفاقه في معصية الله إعطاؤه لمن تعلم منه أنه يخرجه فيما لا يرضى الله فإن لم يعلم ذلك فلا بأس ولا تفارق أحدا وهو على ما لا يرضى الله وتعتقد فيه أنه باق على ما فارقته عليه لا سبيل إلى ذلك وإنما ذلك في الأحكام المشروعة فإنهم يرون استصحاب الحال المعلومة من الشخص حتى يقوم لهم دليل على زوالها فيستصحبون أيضا فيما رجع إليه حتى يدله دليل على ذهابه وإياك أن تكون معنتا ولا متعنتا ولا منفرا ولا معسرا وكن ميسرا ومعلما ومبشرا وإياك أن تأتي الفواحش الظاهرة والباطن فإن الله أحق من يستحيي منه ولا تغتر إذا كنت على طريقة غير مرضية بما يملي الله لك فإن الله يقول إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين فأخذ مكر الله بك في ذلك ولا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وإياك وكل مزيل للعقل مثل شرب الخمر وغيره وإياك والتصنع في الكلام ولا تقرأ القرآن في صلاتك راكعا ولا في حال سجودك بل قل في ركوعك سبحان ربي العظيم وبحمده وعظم ربك فيه وفي سجودك سبحان ربي الأعلى وبحمده وأدنى القول من ذلك ثلاث مرات إلى ما فوقها (وصية) عليك بكثرة الاستغفار ولا سيما بالأسحار في حقك وفي حق غيرك فلله ملائكة يستغفرون لمن في الأرض عموما ولله ملائكة يستغفرون للذين آمنوا خصوصا في كل حال وعند القيام من مجالس تحدثك وعليك بالصدق في الموضع المشروع لك الصدق فيه ولا تجبن ولا تخف واجتنب الكذب في الموضع المشروع لك اجتنابه وخف ثلاثة خف الله وخف نفسك وخف من لا يخاف الله وإن كنت خطيبا إماما فقصر الخطبة وأطل صلاة الجمعة فإن ذلك من فقه الرجل وعليك بالحضور مع الله والنية الصالحة في كل ما تعمله من عمل وعليك بإكرام ذي الشيبة فإن الله يستحيي من ذي الشيبة وعليك بإكرام حملة القرآن وبإكرام الحاكم العادل وإياك والدين فإنه فكرة بالليل وذلة بالنهار واحذر أن يقيمك لعبادة ربك شئ من زينة الحياة الدنيا فإنك لمن أقامك ولا لأغراض النفوس فإن الأغراض أمراض حاضرة فإنه مما رويناه في مثل ذلك أن رجلا من الأبدال كان يمشي في الهوا مع أصحابه فمروا على روضة خضراء فيها عين خرارة فاشتهى أن يتوضأ من ذلك الماء ويصلي في تلك الروضة فسقط من بين الجماعة وتركوه وانصرفوا وانحط عن رتبتهم بهذا القدر فانظر في هذا السر ما أعجبه فإن فيه معنى دقيقا وقد وعظك الله به إن كنت اتعظت وإن استطعت أن لا تمر عليك ساعة من ليل أو نهار إلا وأنت داع فيها ربك فافعل وإذا أديت زكاة فانو في أدائها أداء حق تدفعه لوكيل صاحب الحق وهو العامل عليها الذي نصبه الحق ولا تدفع زكاتك لغير عامل السلطان إلا بأمر السلطان فتكون أنت عين العامل عليها فلا تبرأ ذمتك إلا إن فعلت ما ذكرته لك وإن ظلم
(٥٠٢)