إلا بإذنه ولا تدخل بيته إلا بإذنه ولا تجز مقدم دابته إلا بإذنه وليكن إمام القوم أقرؤهم لكتاب الله هذه وصية رسول الله ص إذا استيقظت من نومك فامسح النوم من عينيك واذكر الله تحل بذلك عقدة واحدة من عقد الشيطان فإنه يعقد على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن توضأت حللت بوضوءك العقدة الثانية فإن صليت حللت العقد كلها إياك أن تطلب الإمارة فتوكل إليها وعليك بالصباغ واجتنب السواد فيه فإن رسول الله ص أمر به ورغب فيه وأعجبه واعلم أن القلوب بيد الله بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء وقلوب الملوك بيد الله كذلك يقبضها عنا إذا شاء ويعطف بها علينا إذا شاء ليس لهم من الأمر شئ فاعذروهم وادعوا لهم ولا تقعوا فيهم فإنهم نواب الله في عباده وهم من الله بمكان فاتركوا ولاته له تعالى يعاملهم كيف شاء أن شاء عفا عنهم فيما قصروا فيه وإن شاء عاقبهم فهو أبصر بهم وعليك بالسمع والطاعة لهم وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف دخل رجل نصراني مشرك بعض البلاد فبينما هو يمشي وإذا بالناس يهرعون من كل مكان ويقولون هذا السلطان قد أقبل فوقف المشرك ليراه فإذا به أسود كان مملوكا لبعض الناس وأعتقه مجدع الأطراف أقبح الناس صورة فلما نظر إليه قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه يفعل ما يريد ويحكم ما يشاء فقيل له ما الذي دعاك إلى الإسلام والتوحيد فقال سلطنة هذا العبد الأسود فإني رأيت من المحال أن يجتمع اثنان على تولية مثل هذا على الناس والأشراف والعلماء وأرباب الدين فعلمت إن الله واحد يحكم بعلمه في عباده كيف يشاء لا إله إلا هو ورأيت هذا أنا من تصديق الله تعالى رسوله ص فيما مثل به لنا في قوله وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف فإني جربت المخبرين عن الله إذا ضربوا الأمثال بأمر ما فإنه لا بد من وقوع ذلك المضروب به المثل كان أبو يزيد البسطامي يشير عن نفسه أنه قطب الوقت فقيل له يوما عن بعض الرجال إنه يقال فيه إنه قطب الوقت فقال الولاة كثيرون وأمير المؤمنين واحد لو أن رجلا شق العصي وقام ثائرا في هذا الموضع وأشار إلى قلعة معينة وادعى أنه خليفة قتل ولم يتم له ذلك وبقي أمير المؤمنين أمير المؤمنين فما مرت الأيام حتى ثار في تلك القلعة ثائر ادعى الخلافة وقتل وما تم له ذلك فوقع ما ضرب به أبو يزيد المثل عن نفسه فإياك والوقوع في ولاة أمور المسلمين وإياك أن تنزل أحدا من الله منزلة لا تعرفها لا بتزكية عند الله فيه ولا بتجريح إلا أن تكون على بصيرة من الله تعالى فيه فإن ذلك افتراء على الله ولو صادفت الحق فقد أساءت الأدب وهذا داء عضال بل حسن الظن به وقل فيما أحسب وأظن هو كذا وكذا ولا تزكي على الله أحدا فهذا رسول الله ص ولا يدري ما يفعل به ولا بنا بل يتبع ما يوحى إليه فما عرف به من الأمور عرفها وما لم يعرف به من الأمور لم يعرفه وكان فيه كواحد من الناس فكم رجل عظيم عند الناس يأتي يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وفكر في يوم القيامة وهو له وما يلقي الناس فيه وهو يوم التنادي يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم تلجئون إليه ولقد ثبت أن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين ذراعا وأنه ليبلغ أفواه الناس وعليك بالدعاء أن يعيذك الله من فتنة القبر ومن فتنة الدجال ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن شر ما صنعت ومن شر ما خلق وقد أوصيتك بتغطية الإناء فإنه ثبت أن لله في السنة ليلة غير معينة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء إلا دخل فيه من ذلك الوباء أو سقاء ليس عليه وكاء وإن للشيطان فتنة فاستعذ بالله منها وراقب قلبك وخواطرك وزنها بميزان الشريعة الموضوع في الأرض لمعرفة الحق فإنك إذا فعلت ذلك كنت في أمورك تجري على الحق فإن إبليس يضع عرشه على الماء لما علم إن العرش الرحماني على الماء يلبس بذلك على الناس أنه الله كما فعل بابن صياد وقد قال له رسول الله ص ما ترى قال أرى عرشا على البحر فقال ذلك عرش إبليس يقول الله تعالى في عرشه وكان عرشه على الماء ثم قال ليبلوكم والابتلاء فتنة فإبليس ما له نظر إلا في الأوضاع الإلهية الحقيقية فيقيم في الخيال أمثلتها ليقال هي عينها فيغتر بها من نظر إليها وما ثم شئ فإن الله قد أعطاه السلطنة على خيال الإنسان فيخيل إليه ما يشاء فإذا وضع عرشه على الماء بعث سراياه شرقا وغربا وجنوبا وشمالا إلى قلوب بني آدم إلى الكافر ليثبت على كفره وإلى المؤمن ليرجع عن إيمانه وأدناهم من
(٤٩٣)