يرجو بذلك المنزلة والمحبة عند رسول الله ص فهكذا ينبغي للعاقل أن يحتاط لنفسه ويأتي الأفضل فالأفضل ويعرف الفضل لأهله وقد ثبت أنه من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه وإياك واللعب بالنرد فإن في اللعب بالنرد معصية الله ورسوله وفي الشطرنج خلاف وكل ما فيه خلاف فالاحتياط إن تخرج من الخلاف باجتنابه واجتنب القمار بكل شئ مطلقا وكل ما تغفل باللهو به عن أداء فرض من فروض الله عليك أو عن ذكر الله فاجتنبه دخل بعض أهل الله من العلماء على قوم يلعبون بالشطرنج فقال ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون وإن كان اللعب بالشطرنج حلالا فالمصور له ما ثوم إثم المصورين وأخبرني الزكي شيخنا أحمد بن مسعود بن سداد المقري الموصلي بمدينة الموصل سنة إحدى وستمائة قال رأيت رسول الله ص فقلت له يا رسول الله ما تقول في الشطرنج يعني في اللعب به قال ص حلال وكان الرائي حنفي المذهب قال فقلت والنرد قال حرام قال قلت يا رسول الله ما تقول في الغناء قال حلال قلت فالشبابة قال حرام قال قلت يا رسول الله ادع الله لي فقد مستني الحاجة أو كما قال مما هذا معناه قال ص رزقك الله ألف دينار كل دينار من أربعة دراهم واستيقظت فدعاني الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله في شغل فلما خرجت من عنده أمر لي بأربعة آلاف درهم فما بت إلا والدراهم عندي كاملة التي عينها لي في دعائه رسول الله ص قال فاعتقدت من تلك الساعة تحليل الشطرنج الذي كنت أعتقد تحريمه وتحريم الشبابة وكنت أعتقد النقيض في هذين الشيئين وإياك وتصديق الكهان وإن صدقوا واجتنب ما استطعت الاستمطار بالأنواء وعلم النجوم اجتنبه مطلقا احتياطا إلا ما يحتاج منه إلى معرفة الأوقات والوقوف عند قول الشارع هو طريق النجاة وتحصيل السعادة وما ندندن إلا على ذلك واحذر أن تنام وفي يدك دسم أو على ظاهر فمك من أجل الهوام والشياطين وإياك أن تشاقق على أحد ولا تضارره ولا تكن ذا وجهين تأتي قوما بوجه وقوما بوجه واحذر من الاحتكار لانتظار الغلاء لأمة محمد ع ولا تتخذ كلبا إلا أن تكون في أمر تطلب الحراسة فيه أو صيد ولا تغصب مسلما شيئا ولا ذميا ولا ذا عهد وإذ ضربت مملوكا أو مملوكة حد ألم يأنه أو لطمته في وجهه فأعتقه فإن كفارة فعلك به ذلك عتقه ولا ترم مملوكك ولا مملوكتك بالزنى من غير علم فإن الله يقيم عليك الحد في ذلك يوم القيامة واحذر من اتباع الصيد والمداومة عليه ولزوم البادية فإن الصيد يورث الغفلة وسكنى البادية يورث الجفاء وإياك وصحبة الملوك إلا أن تكون مسموع الكلمة عندهم فتنفع مسلما أو تدفع عن مظلوم أو ترد السلطان عن فعل ما يؤدي إلى الشقاء عند الله وعليك بالوفاء بالنذر إذا نذرت طاعة فإن نذرت معصية فلا تعص الله وكفر عن ذلك كفارة يمين فإنه أحوط وأرفع للخلاف وعليك بطاعة أولي الأمر من الناس ممن ولاة السلطان أمرك فإن طاعة أولي الأمر واجبة بالنص في كتاب الله وما لهم أمر يجب علينا امتثال أمرهم فيه إلا المباح لا الأمر بالمعاصي فإن غصبوك فاقبل غصبهم في بعض أحوالك وإن أمروك بالغصب فلا تغصب ولا تفارق الجماعة ولا تخرج يدا من طاعة فتموت ميتة جاهلية بنص رسول الله ص ولا تخرج على الأمة ولا تنازع الأمر أهله وقاتل مع الأعدل من الاثنين وأوف لذي العهد بعهده ولذي الحق بحقه ولا تحمل السلاح في الجرم لقتال وإذا دخلت السوق بسهام فأمسك على نصالها لا تعقر أحدا وأنت لا تشعر ولا تمازح أخاك بحمل السلاح عليه وأكرم شعرك وغب بترجيله واكتحل وإذا اكتحلت فاكتحل وترا واشرب مصا ولا تتنفس في الإناء إذا شربت وأزل الإناء عن فمك وكل بثلاث أصابع وصغر اللقمة وكثر مضغها ولا تشرع في لقمة أخرى حتى تبتلع الأولى وسم الله عند قطع كل لقمة واحمد الله إذا ابتلعتها واشكره على أنه سوغك إياها ولا تجلس في مجلس أحد إذا قام منه بنية الرجوع إليه إلا أن يفارقه ولا يريد الرجوع إليه وكان ابن عمر رضي الله عنه إذا قام أحد إليه من مكانه ليجلسه فيه يمتنع عليه ولا يجلس فإن القائم أحق به بنص رسول الله ص ولا ترد طيبا إذا عرض عليك ولا لبنا ولا وسادة إذا قدم إليك شئ من هذا كله وإذا أخذت دينا فانو قضاءه ولا بد فإن الله يقضيه عنك إذا نوبت
(٤٩٠)