السفر لو كنت مسبحا أتممت ثم صلاة الضحى ثمان ركعات بعد صلاة الإشراق ثم أربع ركعات قبل الظهر وبعد الزوال ثم أربع ركعات بعد صلاة الظهر ثم أربع ركعات قبل صلاة العصر ثم ست ركعات بعد المغرب ثم ثلاث عشرة ركعة وترك من الليل فيها ركعتي الفجر وتبقي إحدى عشرة ركعة هي صلاة الليل هذا لا بد منه لمن يريد اتباع السنة والاقتداء وفي رواية ركعتين قبل المغرب ثم إن زدت فأنت وذلك فإن الصلاة خير موضوع فمن شاء فليستقلل ومن شاء فليستكثر فإنه يناجي ربه والحديث مع الله والاستكثار منه أشرف الأحوال وأما الوصية بالصدقة والصوم فقد تقدم في باب الزكاة وباب الصيام وكذلك الحج من هذا الكتاب (وصية) وعليك بالورع في المنطق كما تتورع في المأكل والمشرب والورع عبارة عن اجتناب الحرام والشبهات وأما الشبهة فما حاك في صدرك ثبت عن رسول الله ص أنه قال ألا ثم ما حاك في صدرك قال بعض العلماء من أهل الله ما رأيت أسهل علي من الورع كل ما حاك له في نفسي شئ تركته وقد ورد في الخبر دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وورد أيضا استفت قلبك وإن أفتاك المفتون يعني بالحل وتجد أنت في نفسك وقفة في ذلك فاجتنبه فهو أولى بك ولا تحرمه وعليك بالهدى الصالح وهو هدى الأنبياء وهو اتباع آثارهم الذي أمر رسول الله ص باتباعهم في قوله أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده وكذلك السمت الصالح والاقتصاد في أمورك كلها فإن النبي ص قد ثبت عنه إن الهدى الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة وتحفظ من العجلة إلا في المواطن التي أمرك رسول الله ص بالعجلة فيها والمسارعة إليها مثل الصلاة لأول ميقاتها وإكرام الضيف وتجهيز الميت والبكر إذا أدركت بل وكل عمل للآخرة فالمسارعة إليه أولى من التؤدة فيه واجعل التسويف والتؤدة في أمور الدنيا فإنه ما فاتك من الدنيا ما تندم عليه بل تفرح بفوته وما فاتك من أمور الآخرة فإنك تندم عليه وقد ثبت عن رسول الله ص أنه قال التؤدة في كل شئ إلا في عمل الآخرة وقد ذكر مسلم أن رسول الله ص قال للأشج أشج عبد القيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله قال وما هما يا رسول الله قال الحلم والأناة أراد الحلم عمن جنى عليك والأناة في أمور الدنيا وأغراض النفس وإن كان لك عائلة فكد عليهم فإن الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكن خير الرعاة في كل ما استرعاك الله فيه على الإطلاق فالسلطان راع وكل راع مسؤول عن رعيته ما فعل فيهم هل اتقى الله فيهم أو لم يتق والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده والعبد راع على مال سيده ولا تغفل عن الصلاة على رسول الله ص إذا ذكرته أو ذكر عندك تأمن من البخل فإنه ثبت عنه ص أنه قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ولو لم يكن في ذلك إلا إطلاق البخل عليك وهو من أذم الصفات وأرداها ومعنى البخيل هنا بخله على نفسه فإنه قد ثبت فيمن صلى على النبي ص مرة صلى الله عليه عشرا فمن ترك الصلاة على النبي ص فقد بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشرا إذا صلى هو واحدة فما زاد (وصية) الله الله أن تعود في شئ خرجت عنه لله تعالى ولا تعقد مع الله عقدا ولا عهدا ثم تنقضه بعد ذلك وتحله ولا تفي به ولو تركته لما هو خير منه فإن ذلك من خاطر الشيطان فافعله وافعل الخير الآخر الذي أخطره لك الشيطان حتى لا تفي بالأول فإن غرضه أن توصف بوصف الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وعليك بصلة الرحم فإنها شجنة من الرحمن وبها وقع النسب بيننا وبين الله فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله وإذا استشرت في أمر فقد أمنك المستشير فلا تخنه فإن كان في نكاح فإن شئت أن تذكر ما تعرفه فيمن سألت عنه مما يكرهه لو سمعه فإن ذلك الذكر ليس بغيبة يتعلق بها ذم فإن كنت من أهل الورع الأشداء فيه ويحوك في نفسك شئ من هذا الذكر فلا تذكر ما تعرف فيه من القبيح وقل كلاما مجملا مثل أن تقول ما تصلح لكم مصاهرته من غير تعيين ويكفي هذا القدر من الكلام فإن كنت تعلم من قرائن الأحوال إن هذا الأمر الذي تذمه به في نظرك لا يقدح عند القوم الذين يطلبون نكاحه فما خنتهم إذا لم تذكر لهم ما يقبح عندك فإنه ليس بقبيح عندهم وهم مقدمون عليه وهذا موقوف على معرفة أحوال الناس ومثل
(٤٧٢)