على الولد أعظم في البلاء يقول الله في موت الولد في حق الولد ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا عندي جزاء إلا الجنة فمن أحكم هذه الأركان التي هي من أعظم الفتن وأكبر المحن وآثر جناب الحق ورعاه فيها فذلك الرجل الذي لا أعظم منه في جنسه (ومن وصيتي إياك) إنك لا تنام إلا على وتر لأن الإنسان إذا نام قبض الله روحه إليه في الصورة التي يرى نفسه فيها إن رأى رؤيا فإن شاء ردها إليه إن كان لم ينقض عمره وإن شاء أمسكها إن كان قد جاء أجله فالاحتياط إن الإنسان الحازم لا ينام إلا على وتر فإذا نام على وتر نام على حالة وعمل يحبه الله ورد في الخير الصحيح أن الله وتر يحب الوتر فما أحب إلا نفسه وأي عناية وقرب أعظم من أن أنزلك منزلة نفسه في حبه إياك إذا كنت من أهل الوتر في جميع أفعالك التي تطلب العدد والكمية وقد أمرك الله تعالى على لسان رسوله ص فقال أوتروا يا أهل القرآن وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته وكذلك إذا اكتحلت فاكتحل وترا في كل عين واحدة أو ثلاثة فإن كل عين عضو مستقل بنفسه وكذلك إذا طعمت فلا تنزع يدك إلا عن وتر وكذلك شربك الماء في حسواتك إياه اجعله وترا وإذا أخذك الفواق اشرب من الماء سبع حسوات فإنه ينقطع عنك هذا جربته بنفسي وإذا تنفست في شربك فتنفس ثلاث مرات وأزل القدح عن فيك عند التنفس هكذا أمرك رسول الله ص فإنه أبرأ وأمرأ وأروى وإذا تكلمت بالكلمة لتفهم السامع فأعدها عليه ثلاث مرات وترا حتى تفهم عنك فهكذا كان يفعل رسول الله ص فإني ما أوصيك إلا بما جرت السنة الإلهية عليه وهذا هو عين الاتباع الذي أمرك الله تعالى به في القرآن فقال إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فهذه محبة الجزاء وأما محبته الأولى التي ليست جزاء فهي المحبة التي وفقك بها للاتباع فحبك قد جعله الله بين حبين إلهيين حب منة وحب جزاء فصارت المحبة بينك وبين الله وترا حب المنة وهو الذي أعطاك التوفيق للاتباع وحبك إياه وحبه إياك جزاء من كونك اتبعت ما شرعه لك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وبهذه الآية ثبتت عصمة رسول الله ص فإنه لو لم يكن معصوما ما صح التأسي به فنحن نتأسى برسول الله ص في جميع حركاته وسكناته وأفعاله وأحواله وأقواله ما لم ينه عن شئ من ذلك على التعيين في كتاب أو سنة مثل نكاح الهبة خالصة لك من دون المؤمنين ومثل وجوب قيام الليل عليه والتهجد فهو ص يقومه فرضا ونحن نقومه تأسيا وندبا فاشتركنا في القيام يقول أبو هريرة أوصاني خليلي ص بثلاث فأوتر في وصيته وفيها إن لا أنام إلا على وتر وورد في الحديث الصحيح أن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة فإن الله وتر يحب الوتر وقد تقدم في هذا الكتاب في باب سؤالات الترمذي الحكيم وهو آخر أبواب فصل المعارف في حب الله التوابين والمتطهرين والشاكرين والصابرين والمحسنين وغيرهم مما ورد أن الله يحب إتيانه كما وردت أشياء لا يحبها الله قد ذكرناها في هذا الكتاب فأغنى عن إعادتها (وصية) عليك بمراقبة الله عز وجل فيما أخذ منك وفيما أعطاك فإنه تعالى ما أخذ منك إلا لتصبر فيحبك فإنه يحب الصابرين وإذا أحبك عاملك معاملة المحب محبوبه فكان لك حيث تريد إذا اقتضت إرادتك مصلحتك وإذا لم تقتض إرادتك مصلحتك فعل بحبه إياك معك ما تقتضيه المصلحة في حقك وإن كنت تكره في الحال فعله معك فإنك تحمد بعد ذلك عاقبة أمرك فإن الله غير متهم في مصالح عبده إذا أحبه فميزانك في حبه إياك أن تنظر إلى ما رزقك من الصبر على ما أخذه منك ورزأك فيه من مال أو أهل أو ما كان مما يعز عليك فراقه وما من شئ يزول عنك من المألوفات إلا ولك عوض منه عند الله إلا الله كما قال بعضهم لكل شئ إذا فارقته عوض * وليس لله إن فارقت من عوض فإنه لا مثل له وكذلك إذا أعطاك وأنعم عليك ومن جملة ما أنعم به عليك وأعطاك الصبر على ما أخذه منك فأعطاك لتشكر كما أخذ منك لتصبر فإنه تعالى يحب الشاكرين وإذا أحبك حب الشاكرين غفر لك قال رسول الله ص في رجل رأى غصن شوك في طريق الناس فنحاه فشكر الله فعله فغفر له فإن
(٤٥٦)