فهدى أحمد عين الدين أجمعه * وملة المصطفى من أنور الملل لم تطمس العين بل أعطته قوتها * حتى يقيم الذي فيه من الميل وخذ بسرك عنه من مراكزه * علوا إلى القمر العالي إلى زحل إلى الثوابت لا تنزل بساحتها * وانهض إلى الدرج العالي من الحمل ومنه للقدم الكرسي ثم إلى * العرش المحيط إلى الأشكال والمثل إلى الطبيعة للنفس النزيهة * للعقل المقيد بالأعراض والعلل إلى العماء الذي ما فوقه نفس * منه إلى المنزل المنعوت بالأزل وانظر إلى الجبل الراسي على الجبل * وقد رآه فلم يبرح ولم يزل لولا العلو الذي في السفل ما سفلت * وجوهنا تطلب المري بالمقل لذلكم شرع الله السجود لنا * فنشهد الحق في علو وفي سفل هذي وصيتنا إن كنت ذا نظر * فإنها حيلة من أحسن الحيل ترى بها كل معلوم بصورته * على حقيقة ما هو لا على البدل حتى ترى المنظر الأعلى وليس له * سواك مجلي فلا تبرح ولا تزل فإن دعاك إلى عين شر بها * فلا تجبه وكن منه على وجل إنا إناث لما فينا يولده * فلنحمد الله ما في الكون من رجل إن الرجال الذين العرف عينهم * هم الإناث وهم نفسي وهم أملي فمن ذلك وصية قال الله تعالى في الوصية العامة شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى إن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فأمر الحق بإقامة الدين وهو شرع الوقت في كل زمان وملة وأن يجتمع عليه ولا يتفرق فيه فإن يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب القاصية وهي البعيدة التي شردت وانفردت عما هي الجماعة عليه وحكمة ذلك أن الله لا يعقل إلها إلا من حيث أسماؤه الحسنى لا من حيث هو معرى عن هذه الأسماء الحسنى فلا بد من توحيد عينه وكثرة أسمائه وبالمجموع هو الإله فيد الله وهي القوة مع الجماعة أوصى حكيم أولاده عند موته وكانوا جماعة فقال لهم ائتوني بعصي فجمعها وقال لهم اكسروها وهي مجموعة فلم يقدروا على ذلك ثم فرقا فقال لهم خذوا واحدة واحدة فاكسروها فكسروها فقال لهم هكذا أنتم بعدي لن تغلبوا ما اجتمعتم فإذا تفرقتم تمكن منكم عدوكم فأبادكم وكذلك القائمون بالدين إذا اجتمعوا على إقامة الدين ولم يتفرقوا فيه لم يقهرهم عدو وكذلك الإنسان في نفسه إذا اجتمع في نفسه على إقامة دين الله لم يغلبه شيطان من الإنس ولا من الجن بما يوسوس به إليه مع مساعدة الايمان والملك بلمته له وصية إذا عصيت الله تعالى بموضع فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل فيه طاعة وتقيم فيه عبادة فكما يشهد عليك إن استشهد يشهد لك وحينئذ تنتزح عنه وكذلك ثوبك إن عصيت الله فيه فكن كما ذكرته لك اعبد الله فيه وكذلك ما يفارقك منك من قص شارب وحلق عانة وقص أظفار وتسريح شعر وتنقية وسخ لا يفارقك شئ من ذلك من بدنك إلا وأنت على طهارة وذكر الله عز وجل فإنه يسأل عنك كيف تركك وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله إن تدعو الله في أن يتوب عليك عن أمره تعالى حتى تكون مؤديا واجبا في امتثالك أمر الله وهو قوله وقال ربكم ادعوني أستجب لكم فأمرك أن تدعوه ثم قال في هذه الآية إن الذين يستكبرون عن عبادتي يعني هنا بالعبادة الدعاء أي من يستكبر عن الذلة إلي والمسكنة فإن الدعاء سماه عبادة والعبادة ذلة وخضوع ومسكنة سيدخلون جهنم داخرين أي أذلاء فإذا فعلوا ما أمروا به جازاهم الله بدخول الجنة أعزاء ولقد دخلت يوما الحمام لغسل طرا علي سحرا فلقيت فيه نجم الدين أبا المعالي ابن اللهيب وكان صاحبي
(٤٤٥)