المريض حرج وما ثم إلا هؤلاء فما ثم إلا مؤوف فقد رفع الله الحرج بالحرج العاثر فيه فإنه ما ثم سواه ولا أنت والمريض المائل إليه لأنه ما ثم وجود يمال إليه إلا هو والأعمى عن غيره لا عنه لأنه لا يتمكن العمي عنه وما ثم إلا هو وقد ارتفع الحرج عمن هذه صفته وما ارتفع الحرج إلا بما هم فيه من الحرج لأن كل واحد ممن سميناه متضرر فحاله يطلب الانفكاك عنه فهو طالب محال من وجه فالعالم كله أعمى أعرج مريض ومن ذلك المثل في الظل المثل في الظل والأنوار تظهره * بما تقابله به تنوره تعمه فإذا أتته عن جنب * تنفيه وقتا وفي وقت تصوره قال ظل الأشخاص أشكالها فهي أمثالها وهي ساجدة بسجود أشخاصها ولولا النور الذي هو بإزاء الأشخاص ما ظهرت الظلال فما يظهر ظل عن شخص بنور حتى يكون النور محصورا في جهة من الشخص ويكون الشخص في جهة منه مفروضة فيظهر الظل وإنما أظهر الله الظلال عن أشخاصها بالأنوار المحصورة ضرب مثال لأنوار العقائد المحصورة فإله كل معتقد محصور في دليله فأراد الحق منك أن تكون معه كظلك معك من عدم الاعتراض عليه فيما يجريه عليك والتسليم والتفويض إليه فيما تصرف فيك به وينبهك أيضا بذلك إن حركتك عين تحريكه وإن سكونك كذلك ما لظل يحرك الشخص كذلك فلتكن مع الله فإن الأمر كما شاهدته فهو المؤثر فيك هذا عين الدليل لمن كشف الأمر وعلمه ذوقا ومن ذلك من الحق الشئ بطوره فقد قدره حق قدره إن الحكيم الذي الأكوان تخدمه * لأنه نزل الأشياء منازلها يبدو إلى كل ذي عين بصورته * ولا يقول بأن الحق نازلها قال لا تخرج شيئا عن حقيقته فإنه لا يخرج وإن أردت هذا اتصفت بالجهل وعدم المعرفة وقال كل من أنزلته منزلته فقد قدرته حق قدره وما بعد ذلك مرمى لرام وقال إن كان للشئ جنس فاحكم عليه بحكم جنسه وإن كان نوعا فاحكم عليه بما فيه من حكم جنسه وبما فيه مما انفصل عنه بنوعيته فهو ذو حكمين وإن كان شخصا فاحكم عليه بما فيه من حكم جنسه وبما فيه من حكم نوعه واحكم عليه بحقيقة شخصيته فهو ذو أحكام ثلاثة فكلما قرب الأمر من الأحدية كثرت الأحكام عليه الحق واحد وأسماؤه لا تحصى كثرة فلو كان كثيرا لانقسمت الأسماء الذاتية بينهم الجنس كثير حكمه واحد ومن ذلك أن الشريك لموجود إذا نظرا * من قلد العقل في التعيين والخبرا أتى به حاكم في كل نازلة * من النوازل قل الأمر أو كثرا (الشرك الخفي والجلي) الشرك منه جلي لا خفاء به * والشرك منه خفي أنت تعلمه يخفى فيظهره من كان يحكمه * يبدو فيستره من كان يكتمه قال الشرك الجلي عمل الصانع بالآلة والشرك الخفي الاعتماد على الآلة فيما لا يعمل إلا بالآلة فما ثم إلا مشرك فإنه ما ثم إلا عالم وكل شرك يقتضيه العلم ويطلبه الحق فهو حق فليس المقصود إلا العلم فما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فكثر العلماء بالله وأبقى طائفة من المؤمنين هم في الشرك ولا يعلمون أنهم فيه فلذلك لم ينسبهم إلى الشرك لعدم علمهم بما هم فيه من الشرك وهم لا يشعرون وهذا من المكر الإلهي الخفي في العالم وهو قوله ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون وقال ليس المراد بالشرك هنا أن تجعل مع الله إلها آخر ذلك هو الجهل المحض فإنه ما ثم إله آخر بل هو إله واحد عند المشرك وغير المشرك ومن ذلك الصرف عن الآيات أعظم الآفات العجز صرف عن الآيات في النظر * كالمعجزات التي في الآي والسور
(٤٣٥)