لأهب لك غلاما زكيا لما أحصنت فرجها نفح فيها روحا من أمره فينسب إليه فقالت النصارى المسيح ابن الله قاتلهم الله أنى يؤفكون وقد يريد بالاصطفاء التبني والله أعلم ما أراد من ذلك هل المجموع أو أحد الأمرين ومن ذلك مستمسك بالعروة الوثقى * هو الإمام السيد الأتقى * أخبر عنه الروح في وحيه * بأنه المسعود لا يشقى (لا يشقى من استمسك بالعروة الوثقى) قال العروة دائرة لها قطران بالفرض يفصلها خط متوهم فالعروة الوثقى أنت وهو من حيث قطريها فالوجود منقسم بينك وبينه لأنه مقسوم بين رب وعبد فالقديم الرب والحادث العبد والوجود أمر جامع لنا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي فهذه عروة لها انفصام من وجه فإنه لا بد أن ينحل نظام التكليف فترتفع هذه الصلاة المنشأة على هذه الهيئة وتبقي صلاة النشأة الذاتية التي ربطتك به تعالى في حال عدمك ووجودك فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها فاستمسك بها فلا تفرده دونك ولا تشفعه بك بل أنت أنت وهو هو ومن ذلك إن الزكاة نمو حيث ما كانت * مثل الذكاة التي عزت وما هانت في كل حال من الأحوال تبصرها * قد زينت عاطلا منها وما شانت قال الزكاة ربو من زكا يزكو إذا ربا والربا محرم والزكاة ربا والذكاة فيما يكون عنه بالتناول الربو في المتناول والميتة حرام لأنها ما ذكيت فهي مع المذكى كالربا مع الزكاة فالجامع الأقرب بين الزكاة والذكاة التطهير لأن الزكاة طهارة بعض الأموال والذكاة طهارة بعض الحيوان والجامع الأبعد بينهما ما فيهما من الربو والزيادة لمن تناول قد أفلح من زكاها أي جعلها تربو تزكو وما تربو حتى يكون الحق قوتها قال سهل بن عبد الله القوت الله حين قيل له ما القوت فلما قيل له سألناك عن قوت الأشباح فقال ما لكم ولها دعوا الديار لبانيها إن شاء عمرها وإن شاء خربها وقد ورد أن الايمان يربو في قلب المؤمن إذا مدح والمؤمن لا يربو إلا بالمؤمن فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فإن الحائط لا يعظم ويقوم إلا بضم اللبن بعضها إلى بعض في البنيان كذلك المؤمن يعظم بالمؤمن والمؤمن من أسمائه تعالى ومن ذلك الخوض في كل أمر * من الوجود عمايه * إلا إذا كنت فيه * ذا عزة وعناية (الخوض في آلائه عمايه) قال إذا كنت أنت الآية عينها فأنت أقرب شئ إلى من أنت دليل عليه فإذا خضت في الآية فأنت دال لا دليل فزلت عن كونك آية فبعدت عن المقصود فحجبت فصرت في عماية فلا تخض فيك وانظر في ذاتك على الكشف حتى ترى بمن هي مرتبطة فذلك الذي ارتبطت به هو مدلولها وهي آية عليه للأجنبي الخائض فيك ما أنت آية لك وإن كنت آية لك يقول تعالى وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم إشارة حسنة ونصيحة شافية حتى يخوضوا في حديث غيره فأضاف الآيات إليه فإن خضت فيها تعديت عنك إلى الجانب الآخر والشأن في إن تكون أنت وهو أنت له وهو لك لا إن يكون هو لهو فلما ذا أوجدك ولا إن تكون أنت لأنت فاعلم ومن ذلك أن الذي يسكن تحت القضا * فإنه علامة في الرضاء قد وسع الكل جمالا فما * يعرض عنه السر لو أعرضا السكون تحت القضا * قد لا يكون عن الرضي قال ما كل من سكن تحت قضاء الله يكون راضيا بما قضى عليه قد يكون الساكن مجبورا مقهورا إما لغفلة وإما لأمر من خارج فإذا رفع عنه القهر زال ما كان يدعيه من الرضي فأخفى الله كذب الكاذب بالقهر في التشبيه بالصادق فيرى كل واحد من الشخصين قد رضي والواحد رضي طوعا والآخر رضي كرها ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعا وكرها ولست أعني بالسماء هذه المشهودة المعلومة فهي إشارة إلى الرفع والأرض إلى الخفض فأهل السماء يسجدون كرها وأهل الأرض يسجدون طوعا بسبب الأهلية فقد يكون في السماء من هو من أهل الأرض
(٤٣٨)