عليه بقوله تعالى كل شئ هالك ففكر فيما قال لك تعرف من هلك هل هلك من البدر إلا نوره لا عينه وبقيت ذاته وكونه وموقع الشبهة في قوله إلا وجهه فقد كان ذا نور فأظلم واستترت الأشياء حين اعتم فقال مع علمه بالخبر خسف القمر وعين القمر هو الظاهر في الكسوفين والمتجلي في الوجودين فالعيد الظاهر وهو المظاهر ومن ذلك علم الرتب بالكتب من الباب 309 لكل ملك حجاب ولكل منزل باب ولكل أجل كتاب وما ثم إلا من له أجل فنسأل الله أن يعرفك بالأمر ولا تعجل فإن الله يجيبك ما لم تقل لم يجب فاعمل كما يجب إذا دعاك فأجب وإذا سقاك فطب فإنه ما يدعوك إلا ليشقيك ولا يفنيك إلا ليبقيك ما الأمر الهائل الذي لا يتحقق الإبقاء الخلق عند رؤية الحق على الخبير سقطت وعند ابن بجدتها حططت لهذا أخبرنا أنه كان سمعنا وبصرنا وما عرفنا ذلك إلا بعد قربنا فتحببنا إليه بما شرع فأحبنا فما رآه سواه فلذلك لا تفني عين تراه بالكتب عرفت الرتب كتاب في الحبس وكتاب في حظيرة القدس لحكم الديوان أو أن ولله قوم لا يذكرون ومن ذلك علم الإنشاء ومساواة الأجزاء من الباب 310 قال لي بعض الفقراء وما أنصفني إن بعض الرجال قيل له في المعرفة فقال أما أنا فعرفته وما بقي إلا أن يعرفني وعسر هذا الكلام على أكثر أهل الأفهام من السادات الأعلام وأراد مني الجواب وفتح هذه الأبواب فلم أفتح له لذلك بابا ولا رفعت له حجابا وما علم إن لكل معتقد ربا في قلبه أوجده فاعتقده وهم أصحاب العلامة يوم القيامة فما اعتقدوا إلا ما نحتوا ولذلك لما تجلى لهم في غير تلك الصورة بهتوا فهم عرفوا ما اعتقدوه والذي اعتقدوه ما عرفهم لأنهم أوجدوه والأمر الجامع إن المصنوع لا يعرف الصانع الدار لا تعرف من بناها ولا من عدلها وسواها فاعلم ذلك ومن ذلك السبل بأيدي الرسل من الباب 311 السبل المشروعة الحكم فيها مجموعة فمن احترمها وأقامها أعطته ما فيها وأتحفته بمعانيها فكان علامة الزمان مجهولا في الأكوان معلوما للواحد الرحمن على إن الرسل لما طرقت السبل وسهلت حزنها وذللت صعبها وأزالت غمها وحزنها أخبرت أن دين الله يسر فلا تجعلوه في عسر فما كلف الله نفسا إلا ما آتاها وما شرع لها إلا ما واتاها فإنه العالم بالمصالح والمنافع والدواء الناجع فمن استعمل ما شرع اندفع عنه الضر وانتفع فذهب الله بالشرائع كل مذهب لمن عرف كيف يذهب فما من قالة إلا وللشرع فيها مقالة إما بتقرير أو إزالة فما فرط في الكتاب من شئ حين أنزله ولا كتم رسول ما به الحق عز وجل أرسله ومن ذلك من بادر من الخلق إلى تعظيم صفة الحق من الباب 312 صفات الحق في الخلق منتشرة ولا يعرفها إلا الرسل والورثة البررة ولما عرفتها اجتمعت وبمعرفتها انتفع بنا وانتفعت فأرى من الشخص ما لا يراه من نفسه وإن كنت من جنسه فما أنا من جنسه ما يعلم الإنسان ما أخفي له فيه من قرة أعين وهو أوضح ما يراه وأبين ولكن لجهله بما هو لا يعلم أنه هو فينكره إذا رآه ويحمله محملا ما هو له حين يراه وللحق مكر في خلقه خفي إلا لمن هو به حفي فمن علم الخبير تأديب الصغير بالكبير فأدب الأمة بتأديب رسولها لتبلغ باستعمال ذلك الأدب إلى تحصيل سؤلها فيخاطب الرسول والمراد من أرسل إليه فابحث عليه ومن ذلك من سعد بالجزاء السوائي ما بعد من الباب 313 يوم الدين يوم الدنيا والآخرة فلا اختصاص له بيوم عند القوم أقام لهم الحق في ذلك دليلا لما جهلوا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا فأخبر أنه جزاء ما هو ابتداء فما ابتليت البرية وهي بريه وهذه مسألة صعبة المرتقى لا تنال إلا بالإلقاء اختلفت فيه طائفتان كبيرتان فمنعت واحدة ما أجازته أخرى والرسل بما اختلفت فيه تترى ولا تحقق واحد ما جاء به الرسول ولا يسلك فيه سواء السبيل بل ينصر ما قام في غرضه وهو عين مرضه إلا الطبقة العلياء فإنهم علموا الأمور في الدنيا فلم يتعدوا بالأمر رتبته وأنزلوه منزلته فما رأوا في الدنيا أمرا مؤلما إلا كان جزاء ما كان ابتداء ومن ذلك نزاع الملأ الأعلى في الأولى من الباب 314 تختلف المقاصد والمقصود واحد فالطبيب يقصد نفع المريض بما يؤلمه فيرتب له الأمر المؤلم ويحكمه فإذا تألم طبيب بري عند نفسه من غير شئ جناه فيسأل الحق عن ذلك فيقول جزاء بما قدمت يداه فيقول ما قصدت إلا نفعه بما أمرته
(٣٩١)