يديه فأنت لديه ما برحنا منه حتى نسأل عنه هو المشهود في كل عين والشاهد من كل كون فهو الشاهد والمشهود لأنه عين الوجود فمن عرفه سماه وما وصفه ما ورد خبر بالصفات لما فيها من الآفات ألا ترى إلى من جعله موصوفا كيف يقول إن لم يكن كذلك كان مؤوفا وما علم أن الذات إذا قام كما لها على الوصف فإنه حكم عليها بالنقص الخالص الصرف من لم يكن كماله لذاته افتقر بالدليل في الكمال إلى صفاته وصفاته ما هي عينه فقد جهل القائل إن الصفة كونه فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين إن يشأ يذهبكم أيها الناس وقد أذهبهم بما وقع بهم من الالتباس ومن ذلك التنفيس تقديس من الباب 205 والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه للرحمن الناصر الذي ليس في نصره بقاصر الناصر المؤتمن الآتي من قبل اليمن نصر بالصبا لما فيها من الميل والحنان وهو النفس الذي في الإنسان لذلك ورد في الأخبار أنه كناية عن الأنصار في الهبوب إلى المحبوب تنفس المكروب ما ثم إلا تنفيس لذلك هو تقديس وإن كان يتضمن الكرب فإنه من جملة القرب والحقيقة تعطي ذلك لاختلاف الأغراض وما في القلوب من الأمراض مصائب قوم عند قوم فوائد فكل ما زاد عليه فهو من الزوائد لا يعرف الزائد إلا الواحد وأما واحد الكثرة فلا يعرف بالزائد لأن عين كثرته واحد ومن ذلك الأسرار في الإصرار من الباب 206 الإصرار الإقامة والأسرار مكتمة إلى يوم القيامة لولا حضور الأغيار ما كانت الأسرار السر ما بينك وبينه وما هو أخفى ما يستر عنك عينه فلا يعلم الأخفى إلا الله الواحد والسر يعلمه الزائد وما زاد فهو إعلان وزال عن درجة الكتمان لا تودع سرا إلا من كان مصرا فإنه يقيم على الود ويفي بالعهد ويصدق في الوعد ويستوي عنده القبل والبعد لأنه في الآن وهو حقيقة الزمان من أعجب ما يعتقده أهل التوحيد وصفه بالقريب البعيد قريب ممن هو بعيد عمن هو أقرب من حبل الوريد إلى جميع العبيد ومع هذا يقال للإنسان هل امتلأت فيقول هل من مزيد من جهنم طبيعته عصمته شريعته ومن ذلك الاتصال ليس من مقامات الرجال من الباب 207 وأيضا كل اتصال معلم بانفصال * وليس هذا من مقام الرجال ما شفع الواحد إلا الذي * أثبت بالأغيار عين الكمال من لم يكن في ذاته كاملا * فما له عن نقصه من زوال وكل من يكمل من غيره * فذاته تشبه ذات الظلال يفتقر الظل إلى نوره * وجسمه الأكثف في كل حال وأين عين الجسم حتى يرى * عيني له ظلا وهذا محال فاعتبروا ما قلته إنني * ما قلته إلا لضرب المثال ما كل علم عند أهل الحجى * يدري به يدخل تحت المقال إنما يتصل الأجنبي وما يقول به إلا الغبي نفى الكتاب المنزل المثلية وإنما الأعمال بالنية فانظر إذا ما ورد أي شئ قصد ومن ذلك التفصيل في الإجمال جمال من الباب 208 من فصل بينك وبينه أثبت عينك وعينه ألا تراه تعالى قد أثبت عينك وفصل كونك بقوله إن كنت تنتبه كنت سمعه الذي يسمع به فأثبتك بإعادة الضمير إليك ليدل عليك وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد وأما القائلون بالحلول فهم من أهل التفصيل فإنهم أثبتوا حالا ومحلا وعينوا حراما وحلا فمن فصل فنعم ما فعل ومن وصل فقد شهد على نفسه أنه فصل لأن الشئ لا يصل نفسه بنفسه إلا ذا كان الشئ أشياء وكان ذا أجزاء وإنما الواحد كيف يصح فيه انقسام وما ثم على عينه أمر زائد فالفصل لأهل الوصل ومن ذلك من راضه فقد أغاضه من الباب 209 يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي فغيض الماء وارتفعت الأنواء وقضى الأمر وظهر في النجاة السر واستوت سفينة نوح عند ما أقلعت السماء وشرقت يوح على جودي الجود لتتم كلمة الوجود بوالد ومولود إلى اليوم الموعود فإنه لو انقطع الأصل لا نقطع النسل التواصل سبب التناسل فإن كان عن نكاح فهو مع المطهرين من الأرواح وإن كان عن سفاح فهو ممن قصد
(٣٧٢)