الواعي ونحن المؤمنون العالمون بسيادته وخصوصية عبادته وأين المقام المحمود من مقام السجود سجد المقربون والأبرار لبناء قائم من التراب والأحجار فالمجد الطريف والتليد فيمن اختص بالمقام الحميد ومن ذلك الشوق والاشتياق للعشاق من الباب 187 الشوق يسكن باللقاء والاشتياق يهيج بالالتقاء لا يعرف الاشتياق إلا العشاق من سكن باللقاء قلقه فما هو عاشق عند أرباب الحقائق من قام بثيابه الحريق كيف يسكن وهل مثل هذا يتمكن للنار التهاب وملكة فلا بد من الحركة والحركة قلق فمن سكن ما عشق كيف يصح السكون وهل في العشق كمون هو كله ظهور ومقامه نشور العاشق ما هو بحكمه وإنما هو تحت حكم سلطان عشقه ولا بحكم من أحبه هكذا تقتضي المحبة فما حب محب إلا نفسه أو ما عشق عاشق إلا معناه أو حسه لذلك العشاق يتألمون بالفراق ويطلبون لذة التلاق فهم في حظوظ نفوسهم يسعون وهم في العشاق الأعلون فإنهم العلماء بالأمور وبالذي خبأه الحق خلف الستور فلا منة لمحب على محبوبه فإنه مع مطلوبه وما له مطلوب ولا عنده محبوب ومرغوب سوى ما تقربه عينه ويبتهج به كونه ولو أراد المحب ما يريده المحبوب من الهجر هلك بين الإرادة والأمر وما صح دعواه في المحبة ولا كان من الأحبة ففكر تعثر ومن ذلك الاحترام والاحتشام من الباب 188 لا تقع منفعة من غير محترم فاحترم ولا تنفع هبة إلا من محتشم عندك فاحتشم فمن قام بالخدمة وطرح الحرمة والحشمة فقد خاب وما نجح وخسر وما ربح الخادم في الإذلال لا في الإدلال ما للخادم وللدلال وما له وللسؤال إن لم يكن الخادم كالميت بين يدي الغاسل لم يحل من مخدومه بطائل إذا دخل الخادم على مخدومه واعترض ففي قلبه مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وهم لا يشعرون ولا يعلمون من رمى حرمته قلبك فما هو ربك فجنب خدمته وصحبته حتى تجد حرمته فإذا وجدتها فارجع إليه هكذا أجمع أهل الله فيما عولوا عليه ذكر ذلك القشيري في رسالته في احترام الشيخ ومواصلته بالحرمة تنال الرغائب في جميع المذاهب من حسن ظنه بحجر انتفع به في مذهبه ومن ذلك الإيقاع للسماع من الباب 189 الإيقاع أوزان والله وضع الميزان الوجود كله موزون فلا تكن المحروم المغبون وما ننزله إلا بقدر معلوم وهو عين الوزن المفهوم له الاسم الحكيم في الحديث والقديم فالميزان حاكم وبه ظهرت المقاسم ومن جملتها الإيقاع للسماع فلهذا هي حركة السامع فلكية إذا كانت صادقة عن فناء ملكية فإن كانت نفسية فليست بقدسية وعلامتها الإشارة بالأكمام والمشي إلى خلف وإلى قدام والتمايل من جانب إلى جانب والتصرف بين راجع وذاهب ومن هذه حاله فما سمع ولا أثر فيه الموقع بما وقع فمثل هذا أجمع الشيوخ على حرمانه بين إخوانه فمن ادعى سماع الإيقاع في الأسماع وما له وجود فهو من أهل الحجاب والمحجوب مطرود هل ظهر عن كن إلا الوجود وهذا سار في كل موجود ولذلك قرن الإعدام بالمشيئة فلا تبع بالنسيئة ومن ذلك ما هو السماع الذي عليه الإجماع من الباب 190 السماع الذي عليه الإجماع ما كان عن الإيقاع الإلهي والقول الرباني فلا ينحصر في النغمات المعهودة في العرف فإن ذلك الجهل الصرف الكون كله سماع ولكن عند صاحب الأسماع من قام به الطرش لم يفرح يوما بالدهش ولا كان عنه كون ولا ظهر منه عين ما أشبه الليلة بالبارحة عند صاحب السماع بالقلب والجارحة أنت الليلة وهو البارحة فأين من له لفقد مثل هذا نفس نائحة فعذبها عدم النسب وشغلها بتقييد اللهو والطرب عن هذا النسب فإن النسب هو القربى في الإلهيين والربانيين فالسماع المطلق لمن تحقق بالحق فإنه ما خص بكن كونا من كون ولا توجهت على عين دون عين فالكل قد سمع بما قد صدع فمن قيد السماع بالأوزان والتلحينات المقسمة بالميزان فهو صاحب جزء لا صاحب كل وهو على مولاه كل مولاه أول زاهد فيه ولهذا لا يصطفيه كيف يقيد المطلق من ادعى أنه بالحق تحقق من سرى في الوجود تقييده صح إيمانه وعلمه وكشفه وتجريده وتوحيده ومن ذلك كرامة الله بأوليائه في أسمائه من الباب الأحد والسبعين ومائة من تصرف في أسمائه كان من أوليائه الأسماء بحكم العبيد ولهذا صح التخلق بها في الوجود لا بل التحقق المقصود من فك المعمى لم ينظر الأسماء من حيث دلالتها على المسمى فإن ذلك لا يتخلق به بل يتحقق به
(٣٦٨)