خيره وشره والبعث الآخر إلى الدار الحيوان وثلث بالإحسان وهو إنزال المعنى الروحاني منزلة المحسوس في العيان وليس إلا عالم الخيال الحاكم بالوجوب والوجود في الممكن والمحال وفي كل ما يحققه إذا أجابه يصدقه والحاضر يتعجب من تصديق بلا برهان وذهل عن العلم الضروري الذي في الإنسان وما علم الحاضر من السائل كما لم يعلم ما أتى به من المسائل فاعلم الرسول من هو السائل والمسؤول وإنهم المقصودون بذلك السؤال في صورة الخيال ومن ذلك فضل البشر على سائر الصور من الباب 156 بالصورة علا وفضل وبها نزل وسفل إذ جار وما عدل فحاز المقام الأدنى في الآخرة والأولى فالعالي يقول وعجلت إليك رب لترضى والأعلى يقال له ولسوف يعطيك ربك فترضى العالي يقول رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري والأعلى تقرر عليه النعم ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك العالي يدعو اجعل لي لسان صدق في الآخرين والأعلى يقال له ورفعنا لك ذكرك يعني في المقربين والأسفل في أسفل سافلين بالطين والماء المهين وإن تساووا في النشأة العنصرية بالقرار المكين والتنقل في الأطوار والانحصار خلف الأسوار بالكل والبعض والإبرام والنقض والتقويض والبناء والقالة بالثناء فمحمد ومذمم ومؤخر ومقدم وما فضل القديم إلا المخلوق في أحسن تقويم فهو العالم لا بل هو العلام مصباح الظلام معين الأيام الإمام ابن الإمام المؤتي جوامع الكلم وجميع الأسماء والكلام فأفصح وأبان لما علمه البيان ووضع له الميزان فأدخله في الأوزان وزان وما شأن لما ظهرت للملأ الأعلى طينته جهلت قيمته ونظر إلى الأضداد فقال بالفساد وغاب عن القبضة البيضاء وحميد الثناء بما أعطى من علم الأسماء ولم يكن الملأ الأعلى سمع بالصورة التي أعطته السورة فحمل الخلافة على من تقدم من القطان في تلك الأوطان فلو علم أنه خليفة الحق لأذعن وسلم وما اعترض ولا نطق ثم ظهر في بنيه ما قاله من المقالة ومن ذلك نزول الأملاك من الأفلاك في الأحلاك من الباب 157 إنما جعلت النجوم مصابيح لما بيدها من المفاتيح فكل مصباح مفتاح ولكل مفتاح اسم إلهي فتاح إنما تفتح المغالق لإظهار ما وراءها من الحقائق والأنوار تظهر للأبصار ما سترته الأحلاك وهو ما في الأمر من الاشتراك فلذلك قلنا إن المصباح المفتاح فإذا تنزلت الأملاك على قلوب النساك أوحت إليها ما أوحت وأمطرت أنواءها بعد ما أصحت فمنها ما أمست ومنها ما أضحت ولا يجوز المجد الشامخ إلا أصحاب البرازخ وهم ما بين المساء والصباح من عالم الأجساد والأرواح فالليل زمان النيل والنهار زمان جر الذيل لا يظهر حكم الخيلاء إلا في الصباح والمساء حركات محدودة وأنفاس معدودة وصدور منشرحة منسرحة وأبواب مفتحة لا يعرف ما تحوي عليه إلا القائم بين يديه فإذا وهبه ما لديه عول عليه فلا يدخله فيه ريب وكان ممن قيل فيه إنه يعلم الغيب الأملاك ذو الأبناء وهم تلامذة أول الآباء أين المنزلة من المنزلة فالبنون ما عندهم من العلم إلا ما نقل إليهم الملأ الأعلى مما استفاده من أبيهم بقدر الفهم فالملأ الأعلى وسائط وبيننا وبين أبينا روابط فبضاعتنا ردت إلينا وبها نزلوا علينا فما في أيدينا سوى مال أبينا وللملأ الأعلى أجر أداء الأمانة والتنزه عن الخيانة فإنهم من أولي العصمة وممن اكتسب من أبينا الرحمة أين ذلك الانقباض وفظاظة الاعتراض من هذا اللطف الخفي والإبلاغ من المبلغ الحفي والحمد لله المنعم المفضل والشكر للمحسان المجمل ومن ذلك ترك الأغيار من الأغيار من الباب 158 التروك وإن كانت عد ما فهي نعوت فالزم السكوت الأمر بالشئ نهي عن ضده وهو ترك وهذا شرك الترك على جهة القربة من صفات الأحبة في الترك ملك المتروك فأنت من الملوك وإن كنت المملوك من ترك الغير فقد رأى أنه غير وما لغير عين فقد شهد على نفسه بأنه جاهل بالكون وإذا ثبت أن ثم الجاهل ثبت أن الغير حاصل لا بد من حل وعقد. فلا بد من رب وعبد فقد ثبت الجمع وتعين الشفع لا يترك الأغيار إلا الأغيار وأما الحق فلا يترك الخلق لو تركه من كان يحفظه ويقوم به ويلحظه فمن التخلق بأسماء الحق الاشتغال بالله وبالخلق لو تركت الأغيار لتركت التكليف الذي وردت به الأخبار ولو تركته لكنت
(٣٦١)