من الباب 182 الحال المرتحل من يكرر تلاوة ما أنزل فانتهاؤه عين ابتدائه وبهذا حاز جميع أسمائه فما حل إلا رحل وما رحل إلا حل فرحيله حلوله وحلوله رحيله والكل سبيله ولا يصح ذلك إلا في الحروف فإنها ظروف فمن تكرر له المعنى في تلاوته فما تلاه حق تلاوته وكان دليلا على جهالته ومن زادته تلاوته علما وإفادته في كل مرة حكما فهو التالي لمن هو في وجوده له تالي ثم انظر في اعتنائه بعبده حين أعلمه بأنه في تلاوته عند مناجاته على قدمه فيقول العبد الحمد لله رب العالمين فيقول الله حمدني عبدي فجعل نفسه لعبده تاليا إذا أقام عبده لكلامه عز وجل تاليا وقسم الأمر بينه وبينه ليميز من كونه كونه فإن ثم من يقول بأحدية الكون في العين فلهذا فصل ليتبين ويتعين ومن ذلك ما ينكشف من الساق عند الفراق من الباب 183 كشف الساق كما يؤذن بالشدة كذلك يؤذن بسرعة انقضاء المدة مع كل زعزع رخاء وعند انتهاء الشدائد يكون الرخاء من عز هان ومن افتقر استدان إهانته تركه زهدا لا بل ترك طلبه قصدا من استدان من غير حاجة مهمة فهو ناقص الهمة من حكمت عليه معرفته فقد تنقصه همته مع غناه عن القرض وقد أقامه سبق العلم مقام الفرض فدخل تحت حكمه لقوة سلطان سابق علمه وما من شئ إلا عندنا خزائنه والفرض شئ وهو خازنه فلا بد من ظهور أثره في بشره جاء ذلك في خبره كشفت الحرب عن ساقها وعقدت عليها أزرة أطواقها فاشتد اللزام وكانت نزال لما عظم القيام وجاء ربك في ظلل من الغمام والملائكة للفصل والقضاء والنقض والإبرام وعظم الخطب واشتد الكرب وماج الجمع بحكم الصدع ففريق في الجنة وفريق في السعير ثم إلى النعيم المصير ومن ذلك العلم والمعرفة بالذات والصفة من الباب 184 المعروف الذات والمعلوم الصفات من عرف نفسه عرف ربه ما وسع القلب ربه حتى علم قلبه العلم ما علم بالعلامة فالعالم علامة فلا تعلم ذات إلا مقيدة وإن أطلقت هكذا عرفت الأشياء وحققت فالإطلاق تقييد في الأرباب والعبيد والتحديد لباس وفي التحديد الالتباس فاحذر من اللبس فإنه من أخفى ما يكون في النفس أين علم المريد والناس في لبس من خلق جديد الخلق مع الأنفاس وهو فيها في خلع ولباس ولا يشعر بذلك إلا قليل من الناس المعرفة أحدية المحتد والعلم ثنوي المشهد العلم يتعلق بالإله والمعرفة تتعلق بالرب وتنفي الاشتباه بالمعرفة يزول الاشتراك وفيها يقع الارتباك الذات مجهولة فلا تقل فيها علة ولا معلوله ولا يصح أن تكون لحق محققه ولا لشرط مشروطه ولا لدليل مدلوله وجه الدليل يربط الدليل بالمدلول والذات لا ترتبط وقد خاب من اشترط ووقع في الغلط ومن ذلك مراتب الأحبة في منزل المحبة من الباب 185 الأحباب أرباب والمحبوب خلف الباب المحب رب دعوى فهو صاحب بلوى لولا دعوى المحبة ما وقع التكليف ولولا المحبة ما طلبنا الجزاء من اللطيف المحبوب إن شاء وصل وإن شاء هجر فإذا ادعى محبة محبه اختبر فالمحب في الاختبار والحبيب مصان من الأغيار ولهذا لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار للأحبة منزل في المحبة فحبيب جنيب وحبيب قريب فالمحب إذا كان ذا جنابه فما هو من القرابة وإذا لم يكن جنيبا كان قريبا قرب الحبيب بالاشتراك في الصفة وجنابته في عدم الاشتراك فيها كما أعطت المعرفة تقرب إلي بما ليس لي لما طلب القرب الولي والذي ليس له الذلة والافتقار فهو الغني العزيز الجبار والمتكبر خلف باب الدار انظر إلى ما أعطاه الاشتراك والدعوى من البلوى هو في النزوح بالجسم الصوري والعقل والروح ولهذا لا يتجلى لمن هذه صفته إلا القدوس السبوح فالنزيه للعين لا يقول بالاشتراك في الكون ومن ذلك إيضاح السبيل في إلحاق محمد بالخليل من الباب 186 اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم في العالمين لمن هو في هذه الحال من الأبرار ومن المقربين أين هذه العلامة من قوله أنا سيد الناس يوم القيامة وإنه يفتح باب الشفاعة دون الجماعة للجماعة ومن الجماعة الخليل بذلك المقام المحمود الجليل كان لآدم السجود ولمحمد المقام المحمود بمحضر الشهود يا ليت شعري هل تقوم الخلة بكون رسالة محمد التي تعم كل ملة وبما أوتي من جوامع مناهج الأدلة ولا ينال الخلة إلا من سد الخلة محمد صاحب الوسيلة في جنته وما نالها إلا بدعاء أمته وأين أمته منه في الفضيلة ومع هذا بدعائهم نال الوسيلة والمدعو له أرفع من الداع فلتكن لما أورده من الصلاة على محمد كالصلاة على إبراهيم الحافظ
(٣٦٧)