من الباب الموفي مائتين المكانة أمانة فلا تجرحها بالخيانة فإن الله أمر بأدائها إلى أهلها فقبولها عرض وأداؤها فرض وما يقبلها إلا من جهلها والقابل لها بطريق الجبر مضطر فعذره مقبول وليس بالظلوم الجهول والقابل لها بالاختيار مدخل نفسه تحت حكم الاضطرار فيعود مملوكا وقد كان مالكا وكان ناجيا فعاد هالكا قال رسول الله ص في الإمامة إنها ندامة يوم القيامة وذلك الأمير المختار لا من أخذها بحكم الاضطرار فمن أعطيها أعين عليها ومن طلبها وكله الله إليها وإن كانت منزلتها رفيعة فحجبها منيعة فإن وليت فاستقل ولا تشتغل فإن جبرت ولا بد فاحفظ العهد وأوف بالعقد فالعالم برتبتها إذا وليها حذر لأن مقامها خطر فإياك وإياها وتحفظ من منتهاها ومن ذلك المكانة أمانة من الباب الواحد ومائتين إنما يصحب صاحبها الملل ويقوم به الكسل لما فيها من مراعاة الحقوق وهو أمر يصعب على المخلوق فاعتزل عن صحبة ما يورث الملل والملل سببه الجهالة بالخلق الجديد ولذة المزيد فالملول جهول وفيه أقول أوصيك أوصيك لا تصحب أخا ملل * ولا تقل إنه من نعت ذي الأزل لأن ذلك أمر ليس يعرفه * إلا الذي لم يقل في الحق بالعلل وإن ذلك أمر ليس يجهله * إلا الذي قال خلق الخلق بالحيل إن الملالة لا تعطيك صورتها * إلا الملام فكن منها على وجل فما يمل جواد من جدي أبدا * إن الكريم على الإنعام ذو حيل إن كان واجد مال فهو يبذله وما أرى لك في الإفلاس من ملل ليس الملالة في النعمى إذا وردت * إن الملالة في الإفلاس تظهر لي فكل جود فافلاس يحققه * فقد الجواد له فانظره في مهل لو أن يعطيك ما تحتاج راحته * إليه لا تصف المعلوم بالبخل إن الكريم الذي يعطيك حاجته * وذا مقال أنا منه على خجل الحق مر ولا يحلو لذائقه * إلا إذا كان ذا حكم على الدول ومن ذلك الشطح من الفتح من الباب 202 من شطح عن فنا شطح وهذا من أعظم المنح إلا أنه يلتبس على السامع فلا يعرف الجامع من غير الجامع ولهذا الالتباس جعله نقصا بعض الناس من باب سد الذريعة لما فيها بالنظر إلى المخلوق من الألفاظ الشنيعة التي لا تجيزها لهم الشريعة فمن تقوى في هذا الفتح وعلم من نفسه أنه ليس بشاطح لم يظهر عليه شئ من الشطح فلا يظهر الشطح من صاحب هذا الوصف إلا إذا كان في حاله ضعف إلا أن تبين ذلك عند الواصل والسالك ألا ترى إلى ما قال صاحب القوة والتمكين في إنفاذ الأمر أنا سيد ولد آدم ولا فخر فانظر إلى أدبه في تحليه كيف تأدب مع أبيه وما ذكر غير إخوته فالأديب من أخذ بأسوته فإن ربه أدبه ومن أدبه الحق أنزل الناس منازلهم لما تحقق ومن ذلك الطالع ضليع لا ظالع من الباب 203 الطالع يتأخر لأنه به تعثر والضليع تقدم ليكون في الصف المقدم ألا ترى المسمى بالأول كيف رغب في الصف الأول وحكم فيه بالاقتراع لما فيه من الاعتلاء والارتفاع فالظالع يدافع المنازع فهو علم في رأسه نار لما يأتي به من الأخبار فيستفهمه من ورد عليه لينظر فيما أتى به إليه كان طالع موسى الجبل وطالع الخليل النور الذي أفل فأعقب ذلك الأفول الحق كما أعقب اندكاك الجبل الصعق فما أصعق الكليم إلا الذي دك الجبل العظيم فما أفاق الكليم من صعقته إلا لما بقي عليه من أداء نبوته وإن كان الإنسان أقوى من الجبال ولا سيما إذا كان من الأبدال وقد صح ذلك بالخبر النبوي عن الله العلي ولكن قد ثبت عنه في الكتاب المكنون إن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون فدخل تحت هذا المقال ما في الأرض من الجبال فسلم تسلم وافهم الأمر واكتم ومن ذلك الإياب ذهاب من الباب 204 الذهاب إليه إحالة منه عليه من أمرك في
(٣٧١)