بإيجاده الصلاح وإن كان الكل عباده في عالم الغيب والشهادة فكل قد علم صلاته وتسبيحه وإن لم نفقة تسبيحه فإني مؤمن بأن كل عين مسبح بحمده في كل كون ومن ذلك التحلية صفة أهل الألوية من الباب 210 التخلق بمكارم الأخلاق دليل على كرم الأعراق التحلية طواعية ما تحلى من أدبر وتولى من خص بالتحلي فهو دليل على صحة التحلي المشاركة في الصفات دليل على تباين الذوات بالشرك عرف الملك والملك زال الإفك بالشرك التوحيد في الإله من حيث ما هو إله لا من حيث الأسماء فإنها للعبيد والإماء بها يكون التحقق وهي المراد بالتخلق قد قال في الكتاب الحكيم عن رسوله الكريم إنه بالمؤمنين رؤوف رحيم وقال سبحانه عن نفسه في كلامه القديم إن الله بكم لرءوف رحيم فقد عرفنا بأنه وصف نفسه بما وصفنا فلو لا صحة القبول منا ما أخبر بذلك عنا وخبره صدق وقوله حق فبمثل هذا الاشتراك كان الأملاك وما من ذرة في الكون إلا ولها نصيب من هذه العين ومن ذلك المنصة لمن عرف ما نصه من الباب الأحد عشر ومائتين الخلق مجلي الحق فإذا نظرت فاعلم من تنظر كما علمت من ينظر فإن نظرت في كونه بعينه فاحذر من بينه وإن نظرت بغير عينه فقد فزت بعظيم بينه فبينه فصله ووصله ولهذا دل عليه عينه على هذا وقع الاصطلاح عند الشراح فهو من الأضداد كالجون في البياض والسواد وكالقرء في الطهر والحيض المعتاد المنصات للأعراس والملوك فهي للتفرقة بين المالك والمملوك نظم السلوك في السلوك والتعب والراحة في الدلوك الميل في الجور والعدل ومن ذلك الانفراد لأهل الوداد من الباب الثاني عشر ومائتين الخلوة بالمحبوب هو المطلوب والانفراد معه غاية الدعة والخروج من الضيق إلى السعة لا يفرح بهذا الانفراد إلا أهل المحبة والوداد ما هو منفرد من هو بحبيبه متحد روحه روحي وروحي روحه * إن يشأ شئت وإن شئت يشأ توحدت الإرادة بين الأحباب وإن تعددت الأعيان فإلى واحد المآب الأمر عند أهل التحقيق في صادق وصديق الصادقان يفترقان لأنهما مثلان والمثلان ضدان والضد مدافع فلا تنازع دخلت على بعض الشيوخ من أهل العناية والرسوخ بمدينة فاس فأفادني هذه المسألة وقال احذر من الالتباس ومن ذلك ليس من الملة من قال بالعلة من الباب 213 الحق عند أهل الملة لا يصح أن يكون لنا علة لأنه قد كان ولا أنا فلما ذا تتعنى من كان علة لم يفارق معلوله كما لا يفارق الدليل مدلوله لو فارقه ما كان دليلا ولا كان الآخر عليلا الشفاء من أحكام العلل في الأزل ما قال بالعلة إلا من جهل ما تعطيه الأدلة الأمر المحكم المربوط في معرفة الشرط والمشروط عليه اعتمد أهل التحقيق في هذا الطريق القول بالعلة معلول بواضح الدليل أحكام الحق في عباده لا تعلل وهو المقصود بالهمم والمؤمل لو صح أن يؤمل مؤمل سواه ما ثبت أنه الإله وقد ثبت أنه الإله فلا يؤمل سواه كما أنه عز وجل قد أمل من عباده ما أمل فهو يريد الآخرة الآجلة ونحن نريد الدنيا العاجلة ومن ذلك من أغيظ انزعج ومن خوصم احتج من الباب 214 ما ظهر الشتاء والقيظ إلا بنفس جهنم من الغيظ أكل بعضها بعضا فأقرضها الله فينا قرضا فأصاب المؤمن هنا من حرورها وزمهريرها ما يحول في القيامة بينه وبين سعيرها فجازت من أقرضها في الدنيا بالخمود عنه عند جوازه على الصراط إلى محل السرور والاغتباط نارها لا يقاوم نور المؤمن وهو الشاهد العدل المهيمن حاج آدم موسى وهو داء الأيوسي الرجوع إلى القضاء والقدر منازعة البشر الأدباء الأعلام يثبتون القضايا والأحكام ويعتقدون القضا ويحاسبون أنفسهم بما مضى ويخافون من الآتي أن يكون ممن لا يؤاتي فيطلبون الصون ويسألون من الله العون ومن ذلك المشاهدة مكابدة من الباب 215 المشاهدة رؤية الشاهد لا أمر زائد فارتفعت الفائدة عن أهل المشاهدة فعليك بطلب الرؤية في كل معتقد كما ينبغي لك أن تكون مؤمنا بكل ما ورد يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل فإن له الأمر من بعد ومن قبل فالمشاهد لا يزال في الدنيا يكابد فإذا حصل في الآخرة بين يديه رد ما جاء به إليه فأنكره في تجليه وجهله في تدليه وتعوذ به منه وهو لا يشعر أنه يأخذ عنه عصمنا الله من هذه الجهالة
(٣٧٣)