تعددت صور الظلال فكثرت الأغيار فلكل نور ظل من الجسم الواحد هكذا تراه في الشاهد كلما كثف الجسم تحقق الظل وأصل كل وابل الظل كلما قرب النور من الجسم الكثيف عظيم الظل فلم يتحقق المثل وكلما بعد صغر فحقر ومن ذلك فتح الأبواب لأهل الحجاب من الباب 222 العمي حجاب فإنه فائدة في فتح الباب إنما تفتح الأبواب إذا كانت عين الحجاب حينئذ ينفع فتحها ويتنفس صبحها ولا فاتح إلا الله فلا تعتمد في فتحها على سواه يتعلق الخوف بما خلف الباب والباب سبب من جملة الأسباب قد يفتح الباب بالعذاب وقد يفتح ببركة سماوية يحصل بها الاستعذاب والباب واحد ما ثم أمر زائد ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون لا عمى إلا عمى القلوب التي في الصدور ولكن في الصدور وأما الورود فشاهد ومشهود ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ما جار القائل في قوله وما اعتدى كما نحن اليوم كذلك نكون غدا هذا قول العارف الزاهد المسمى بعبد الفرد لا بعبد الواحد ومن ذلك الإمامة علامة من الباب 223 الإمامة علامة وهي برزخ بين العطب والسلامة فمن عدل غنم ومن جار ما سلم من أقسط نجا ومن قسط كان على رجا صاحب البيعة في نعمة المنعة فلا يوصل إليه ولا يقدر عليه فهو المنصور والواقف على السور فإذا عزل سئل وإذا سئل نصر أو خذل وما دام في سلطانه فلا سبيل إلى خذلانه فالقائم بالحق إذا نطق صدق والقائم بالسيف وإن عدل فهو صاحب حيف لأن الأصل معلول فصاحبه مخذول لا يقوم بالسيف المسلول إلا الرسول فلا تفرح بالترهات وهيهات هيهات الأصل الفاسد يحرم الفوائد المقتصد يستبد والظالم حاكم والسابق لاحق يفوز بالسبق لأنه سبق ومن سعد لم يبعد ومن ذلك الطلول الدوارس رسوم الأوانس من الباب 224 عفت الديار وطمست الآثار برحيل الأحباب إلى حسن المآب أثر الحبائب جوار الواهب وتخلف العاشق يكابد المضايق بقطع العلائق وطرح العوائق فما ينفك من عائق إلا يظهر لعينه عابق ما دام في محل الأنفاس ومحبس الالتباس فإذا دعاه الجليل إلى الرحيل جاء سراجه واتقد مصباحه فظهر له الحجاب المستور بهذا النور فلحق بالأحباب وقيل له هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب فاز بمطلوبه من اتصل بمحبوبه ولقد نجا من إلى الله التجأ فعمرت الديار بسكانها ولحق بالوجوب عين إمكانها فبقي محب ومحبوب وزال طالب ومطلوب ومن ذلك القابض عارض من الباب 225 ما خرج عن الملك شئ حتى يحكم فيه القبض وإنما يقال ذلك بالفرض السماوات والأرض جميعا فرضته ومن فيهما وهما بالدليل الواضح قبضته فما تتصرف فيه الأفعال بماض ومستقبل وحال بل هو القابض لا بالحكم العارض ما خرج شئ عنه فالكل به وإليه ومنه الطي لي ومطل الغني ظلم والاستناد إليه غنم لا يقال مطل فيمن كان أداؤه إلى أجل ولو كان أغنى الناس وهنا وقع الالتباس الحق له الغني ومن أقرضه بلغ المنى ودع اللجاج فما هو محتاج أنت من جملة خزائنه فما خرج الشئ عن معادنه فما أعطى إلا من خزانته لما أعطته حقيقة مكانته وحصلت أنت على الأجران فهمت الأمر ومن ذلك الباسط قاسط من الباب 226 المقسط والقاسط استويا في العدول على ما تعطيه الأصول فإن كل واحد منهما مائل فهو عادل ولذا سمي القاسط جائر أو لم يكن للعادل مغايرا فالصفة واحدة فكيف حرم الفائدة بان الصبح لذي عينين لما هداه النجدين وأقيم المكلف في الوسط فمنهم من أقسط ومنهم من قسط فالمقسط أخذ ذات اليمين فارتفع إلى عليين والقاسط أخذ ذات الشمال فنزل إلى سجين فما عدل بكل واحد سوى طريقه وطريقه ما خرج عن حكم تحقيقه فالطريق ساقة وقاده إما إلى شقاء وإما إلى سعادة فاعرف الطريق واختر الرفيق تنج من عذاب الحريق ومن ذلك الفناء في الفناء من الباب 227 أكرم العرب أنتنهم عذرة إذا كان له ما يجود به وإلا كانت المعذرة ما يكثر الوراد إلا على أرباب الأرفاد الأجواد البخيل بابه مغلق والجواد جوده مطلق إذا فنى الكريم عن جوده في حال جوده فهو الدليل على صحة وجده ووجوده لا تقل في الجواد إنه بخل إذا منع من سئل منع الجواد الناصح عطاء وكشف الجاهل بالأمر غطاء فإن الجواد العالم عطاؤه نعمة
(٣٧٥)