له العيان أو الضرورة من الجنان وقع الايمان وإن كذبه ألحقه بالبهتان فالإخبار محك ومعيار تشهد لها الآثار الصادقة والأنوار الشارقة لو كان مطلق الايمان يعطي السعادة لكان المؤمن بالباطل في أكبر عباده فمن آمن بالباطل أنه باطل فهو حال غير عاطل فله السعد الأعم والعلم الوافر الأتم فإنه لا يلزم من العلم بشئ الايمان به والعلم بكل شئ ألا تراه قد زاد في ذلك حكما بأمره وقل رب زدني علما وما زاده إلا التعلق بما هو عليه ذلك المعلوم والتحقق ومن ذلك خبر الإنسان كلام الرحمن من الباب 153 الرحمن علم القرآن أين ينزل من الإنسان هل في النفس أو في الجنان خلق الإنسان علمه البيان وهو الفرقان الشمس والقمر بحسبان ليجمع له بين ما يثبت على حال واحدة وبين ما يقبل الزيادة والنقصان والنجم والشجر يسجدان وهما ما ظهر وما قام على ساق فعلا حكمت بذلك القدمان السماء رفعها في البنيان لما لها من الولاية والحكم في الأكوان فهي السقف المرفوع على الأركان ووضع الميزان للنقصان والرجحان ألا تطغوا في الميزان لكم بالرجحان وعليكم بالنقصان وأقيموا الوزن بالقسط وهو الاعتدال مثل لسان الميزان والكفتان ولا تخسروا الميزان وهو الموزون من الأعيان والأرض وضعها للأنام من أجل المشي والمنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام لحصول المنافع ودفع الآلام والحب ذو العصف والريحان وهو ما يقوت الإنسان والحيوان فبأي آلاء ربكما تكذبان أيها الإنس والجان وقد غمركما الإنعام والإحسان خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فالإنسان ما يفخر إلا بالجان وبما في الجان من الضلال كان الصلصال وهو الثناء الذميم على من خلق في أحسن تقويم فيبقى الإنسان على التقديس ويأخذ صلصاله إبليس فيرجع أصله إليه ويجور وباله عليه والجياد على أعراقها تجري ونجومها في أفلاكها تسبح وتسري رب المشرقين في ظاهر النشأتين ورب المغربين في باطن الصورتين فبأي آلاء ربكما تكذبان يا هذان ومن ذلك سر المفتاح في إخبار الأرواح من الباب 154 تنزلت الأرواح بتوقيعات السراح من الفتاح إلى إخوانها من الأرواح المحبوسة في هذه الأشباح فمن استعجل تسرح بفكره وعقله ومنهم من تسرح بكشفه لما عمل على ما ثبت عنده في نقله وما عدا هذين من الثقلين بقي رهين المحيسين حتى يأتي قابض الأرواح بالمفتاح ولهذا انطلقت الألسنة الفصاح إنه من مات استراح وهيهات أين الاستراحة وإني تعقل الراحة وهو ينتقل إلى حبس الصور الذي هو قرن من نور لأنه نفر ظلام الأجسام بالأجساد وزال عنها بسرعة التقليب في الصور البقاء على الأمر المعتاد فلا يزال في الصور حبيسا لأنه لا يزال رئيسا مدبرا سؤوسا فإن كان من السعداء أو الورثة من العلماء أو الأنبياء فلهم السراح التام في عين الأجساد والأجسام مثل ما يراه الإنسان في المنام فيرى نفسه وهو عين واحدة في أمكنة متعدده والعقول تحيل أن يكون الجسم في مكانين فكيف بهذين الخيال قد حكم به فانتبه إذا كان المخلوق في قوته الإمكان فيما أحاله دليل عقل الإنسان فما ظنك بخالق هذا الخلق وهو الواحد الحق ألا تراه يتجلى في الصور فيعرف وينكر وهو هو ليس سواه والذي يراه يطلب أن يراه فلو عرف معرفته ما طلب رؤيته فإنه لم يشهد إلا هو ولو علم أنه هو لم يقل بعد ذلك ما هو هو ما رأيت وأنت فيما تمنيت واشتهيت ومن ذلك توجيه الرسل لايضاح السبل من الباب 155 جاءت الرسل بهداية السبل وثم سبل لا تظهر إلا بالجهاد إلى عين الفؤاد إن كان الجهاد عن رؤية فقد بلغت المنية فإن الله مع المحسنين كما هو مع المتقين إن رأينا وجهه فله في كل شئ وجهه إن الله مع الذين اتقوا والمتوقى يباشروا فيه والذين هم محسنون فهو صاحب العين الباقية الإحسان عيان وفي منزل كأنه عيان وليس إلا الخيال فتعمل في تحصيل هذه الخلال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فبلغنا أملنا وتمم بمشاهدته عملنا وقسم عليه الصلاة والسلام سبيله على ثلاثة أقسام إحسان وإيمان وإسلام والمعلم السائل والمخاطب القائل فعلمه في السر ما يقول في الجهر نزل به على قلبه من عند ربه فبدأ بالإسلام وقرن به عمل الأجسام من تلفظ بشهادتين وصلاة وزكاة وحج وصيام وثنى بالإيمان وهو ما يشهد به الجنان من التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر
(٣٦٠)